بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية الجزائرية 25ر38 بالمائة، حسب ما أعلن عنه اليوم الجمعة بالجزائر العاصمة وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي. وأوضح الوزير في ندوة صحافية، خصصت لتقديم النتائج الأولية للتشريعيات، أن هذه النسبة لا تأخد في الحسبان نسبة مشاركة أعضاء الجالية بالخارج، التي تحصي قرابة المليون ناخب". وأكدت وسائل الإعلام أن النسبة ضعيفة جدا، وتعتبر صدمة للنظام الجزائري. وفي الوقت الذي أشاد فيه وزير الداخلية بالأجواء التي مرت بها الانتخابات، أكدت وسائل إعلام أن غالبية المقاعد فاز بها حزبين مقربين من النظام كما كان متوقعا. وحصل تحالف الأحزاب الحاكمة في الجزائر على الأغلبية المطلقة في الانتخابات التشريعية، التي جرت أمس الخميس. وحصل حزب جبهة التحرير الوطني الذي يرأسه عبد العزيز بوتفليقة على 164 مقعدا من أصل 462، بينهم 50 امرأة، بينما حصل حليفه حزب التجمع الوطني الديمقراطي على 97 مقعدا بينهم 32 امرأة، ما يمثل الأغلبية المطلقة في المجلس الشعبي الوطني. وتقلص الفارق بين حزبي السلطة كما توقع المراقبون من 153 مقعدا في 2012 (221 لجبهة التحرير مقابل 68 للتجمع الوطني) إلى 67 مقعدا فقط. و أعرب الحزب الجزائري جبهة العدالة والتنمية (معارضة)، عن شكوكه بخصوص شفافية الانتخابات التشريعية، التي نظمت أمس الخميس بالجزائر على خلفية لامبالاة تامة من الجزائريين. وفي تصريح لقناة تلفزيونية محلية، اتهم زعيم الحزب عبد الله جاب الله "السلطات بإعطاء تعليمات لمسؤولين في الإدارة والبلديات من أجل تضخيم نتائج حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، خلال فرز الأصوات وعملية التصويت". وتأسف زعيم الحزب الإسلامي لكون الإدارة "لا تحرص على التخلي عن عاداتها الانتخابية السيئة". وتعزز هذه الاتهامات تلك التي أطلقها رئيس حزب "جيل جديد"، سفيان جيلالي، الذي أدان الغش الذي يميز نظاما سياسيا لايسعى سوى للخلود، مهما كان ذلك مكلفا للبلد. وقال المعارض الجزائري، في مقابلة مع الموقع الفرنسي "لو بوان أفريك"، إن الأمر لا يتعلق بانتخابات، بل بتوزيع لحصص المقاعد بالنسبة للأحزاب السياسية الموالية مع أغلبية مطلقة ستخصص للأجهزة السياسية للسلطة المتمثلة في جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي. وصوت أزيد من 23 مليون ناخب جزائري، أمس الخميس، من أجل اختيار 462 نائبا في المجلس الشعبي الوطني، في اقتراع نتيجته معروفة لكن نسبة المشاركة تنذر بأن تكون غير مسبوقة.