وصلت، أخيرا، مساعدات غذائية إلى سكان المخيمات، الذين تخضعهم البوليساريو للإقصاء والتهميش، بسبب مواقفهم المناهضة لسياستها، أو لضعف موقعهم القبلي في التركيبة النخبوية داخل الجبهة. كانت هذه المساعدات، التي تتكون من سكر ودقيق وحليب، أخذت طريقها إلى المخيمات على يدي المناضل الصحراوي مصطفى سلمى، الذي أبعدته السلطات الجزائرية من المخيمات، قبل نحو أربع سنوات، بسبب موقفه المؤيد لإقامة حكم ذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية. وأكدت مصادر مطلعة من مخيمات تندوف أن البوليساريو سارعت إلى ملاحقة كل من توجد بحوزته أي من تلك المواد الغذائية، خاصة أنها مصنعة في المغرب، وقادمة على يدي عدو الانفصاليين اللدود، مصطفى سلمى، وهو ما اعتبرته ميليشيات البوليساريو رسالة من الصحراويين الوحدويين في المغرب وخارجه، توجه عن طريق رمز مناهض لأطروحتها، تحمل مضامين كثيرة، وتنذر بحرب إيصال المزيد من المساعدات والرسائل إلى سكان المخيمات. ويطالب صحراويون في العيون والداخلة والسمارة، ومدن أخرى بالمغرب، بضرورة رفع الحصار عن إخوانهم في مخيمات تندوف، وتمكينهم من تقوية العلاقات الاجتماعية والإنسانية معهم على أساس القربى، وتعزيز الثقة وإعادة الأمان إلى النفوس، بعد عقود من القطيعة والحرب النفسية، حتى أن أجيالا ولدت في ظلام هذه الأزمة المفتعلة، ولا تعرف شيئا عن أصولها وتاريخها. تجدر الإشارة إلى أن هذه أول محاولة منظمة لإيصال مساعدات غذائية إلى المخيمات خارج نطاق سيطرة البوليساريو والنظام الجزائري، اللذين يرتهنان إطعام الصحراويين بالضغط عليهم لمصادرة مواقفهم الحقيقية، ومنعهم من التعبير عن آرائهم.