قرار إعادة الاختبار في الرياضيات يطفئ غضب التلاميذ وذويهم

عودة الهدوء إلى الثانويات واستئناف اختبارات باقي مواد البكالوريا فيدرالية الآباء تطالب بإخبار الرأي العام بنتائج التحقيق وبالتدابير المتخذة

استأنف التلاميذ الاختبارات، بعد أن تلقوا بمعية أولياء أمورهم، بارتياح كبير، استجابة وزارة التربية الوطنية لطلبهم، المتمثل في إعادة إجراء الاختبار في مادة الرياضيات الخاص بشعبة العلوم التجريبية بمسالكها، والعلوم والتكنولوجيات بمسالكها، بالنسبة لجميع المترشحات والمترشحين بهذه الشعب، بعد أن تأكد لها نشر موضوع الاختبار على بعض المواقع الاجتماعية، قبل انطلاق إجرائه بمراكز الامتحان، أول أمس الأربعاء.
وأوضحت الوزارة، في بيان، أصدرته مساء أول أمس الأربعاء، أن الاختبار المعاد سيجري بجميع الأكاديميات والنيابات اليوم الجمعة، من 8 إلى 11 صباحا بمراكز الامتحان نفسها.
وقال تلاميذ، في اتصالات مع "المغربية"، إن قرار إعادة إجراء امتحان الرياضيات قرار صائب، وأثلج صدور المترشحين وذويهم، وأعاد إليهم الثقة في مصداقية الامتحان، وضمان مبدأ تكافؤ الفرص.
وأضاف التلاميذ أنهم اجتازوا باقي مواد الامتحان في ظروف عادية، خاصة مادة العلوم الطبيعية، موضحين أن أسئلتها في المستوى، وأن ما ظل يروج عن تسريب امتحان مادتي الفلسفة والعلوم الطبيعية لا أساس له من الصحة، وهو الأمر الذي أكدته وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني.
وأعلنت الوزارة أنها أجرت تحرياتها حول ما وقع الترويج له بخصوص تسريب موضوع مادة علوم الحياة والأرض المبرمج، أمس الخميس، على صفحات التواصل الاجتماعي، وتبين لها أن ما جرى تداوله موضوع سبق أن طرح في دورة سابقة من دورات الامتحان الموحد للبكالوريا، ولا علاقة له البتة بموضوع هذه الدورة.
كما أكدت أن ما جرى الترويج له على بعض شبكات التواصل الاجتماعي بخصوص تسريب موضوع مادة الفلسفة لا علاقة له بالدورة الحالية، ويتعلق الأمر بموضوع لدورة سابقة من دورات الامتحان الوطني الموحد للبكالوريا.
ودعت الوزارة الجميع إلى التحلي باليقظة والحذر لصد كل محاولات للإخلال بالسير العادي لهذا الاستحقاق الوطني.
من جهتها، دخلت الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب على الخط، وطالبت، في بلاغ توصلت "المغربية" بنسخة منه، بإيجاد "حل سريع استثنائي وعادل ومنصف للمترشحات والمترشحين، ضمانا لتكافؤ الفرص والحفاظ على مصداقية البكالوريا الوطنية، بما في ذلك تنظيم امتحان استثنائي في الرياضيات، مع الأخذ بالاعتبار الحالة الخاصة للفئة التي انسحبت من مراكز الامتحان احتجاجا على التسريب، ورفضا منها لتكريس ظاهرة الغش".
وطالبت الفيدرالية بإجراء تحقيق حول ملابسات هذه النازلة واتخاذ القرارات المناسبة في حق المسؤولين عن التسريب، وإخبار الرأي العام بنتائج التحقيق وبالتدابير والقرارات المتخذة في حق المذنبين.
وكانت مراكز الامتحانات شهدت، صباح أول أمس الأربعاء، خصوصا بالدارالبيضاء، احتجاجات مترشحين على تسريب مادة الرياضيات، التي كانت موضوع اختبار الفترة الصباحية، ما جعل عناصر الأمن تتدخل في بعض الثانويات لضمان استتباب الأمن.
وأدت الاحتجاجات في ثانوية أبي القاسم الزَّياني الإعدادية بنيابة الحي الحسني إلى توقف الامتحان، إذ رفض مجموعة من المترشحين اجتياز مادة الرياضيات، تنديدا بتسريبها على صفحات "الفايسبوك"، إذ غادر جميع المترشحين قاعات الامتحانات، بعد أعمال شغب واصطدامات، أدت إلى تكسير زجاج نوافذ بعض الأقسام وطاولات، وحدوث إصابات طفيفة في صفوف بعض التلاميذ نقلوا على إثرها لتلقي العلاج، إضافة إلى إغماءات في صفوف التلميذات وأمهاتهم.
كما تحدثت مصادر متطابقة عن احتجاجات وإغماءات في صفوف المترشحين بمجموعة من الثانويات التأهيلية بالدارالبيضاء، احتجاجا على تسريب مادة الرياضيات، وظروف إجراء الامتحانات، وغياب ضمان تكافؤ الفرص.