لعل ساركوزي هو الرابح الأكبر والوحيد في هذه الحرب الإعلامية التي دخلتها الصحف والمجلات والبرامج التلفزية الفرنسية بخصوص حالة التشنج النسائية التي دبت في علاقة كارلا بروني، السيدة الأولى لقصر الإليزيه، مع رشيدة داتي، وزيرة العدل الأولى في تاريخ الجمهورية ذات أصول عربية مسلمة. ساركوزي سيرتاح قليلا وكثيرا في الآن نفسه بعد أن بدأت صورته ومشاكله العاطفية تنسحب ببطء من انشغالات الصحافة والرأي العام، الذي انشغل بحرب النسوة القويات وفتنة التصريحات والتلميحات والأخبار المنفلتة من ردهات الصالات المغلقة لقصر الجمهورية. كارلا بروني، الوافدة الجديدة على قلب ساركوزي، لا تطيق مطلقا رشيدة داتي، ذاك باختصار شديد العنوان الأبرز لعلاقة التوتر التي تسود بين حارسة الأختام الفرنسية من أصل مغربي وعارضة الأزياء الإيطالية، حتى إن أخبارا متصلة أوردها موقع "بقشيش" الساخر تفيد بأن كارلا طلبت من رشيدة عدم مكالمة زوجها في أوقات متأخرة من الليل. العديد من مقالات الصحف الفرنسية أعطت اهتماما غير مسبوق لحرب النسوة التي تجمع داتي وبروني، فالأخيرة تعتبر رشيدة من مخلفات زواج ساركوزي مع سيسيليا، وأن طليقة الرئيس هي التي كانت تدعمها سياسيا وتعتبرها أختها الصغرى، في حين تفيد ذات الأنباء بأن كارلا تغار من أناقة رشيدة وتعيب عليها المصاريف الخيالية التي تخصصها لشراء أغلى وأفخر الملابس من أشهر دور الأزياء. وتحكي إحدى قصص حرب النسوة الدائرة حاليا بين زوجة الرئيس الفرنسي ووزيرة عدله، أنه في يوم 30 يناير المنصرم، الذي كان يصادف يوم عيد ميلاد ساركوزي، نظمت كارلا حفلا مصغرا استقبلت فيه رشيدة داتي بالجملة التالية: "ترددت كثيرا يا عزيزتي في دعوتك، لكنني في الأخير فعلت ذلك". وفي كتاب سيصدر هذا الأسبوع بفرنسا خاص عن كارلا بروني، يحكي إيڤ أزراول وڤاليري بن ناعيم، أن السيدة الأولى لفرنسا تغار جدا من شخصية رشيدة داتي، حتى إنها ذات يوم دعتها إلى زيارة الجناح الرئاسي الذي يستقر فيه الزوجان الرئاسيان، وبدأت تستفزها وتشير إلى علاقتها بسيسيليا وبزوجها ساركوزي". الغيرة ليست سياسية بين الغريمتين المقربتين من عقل وقلب ساركوزي، بل أصبحت قبل يومين جمالية، بعد أن دخلت رشيدة داتي، ولأول مرة، الترتيب العالمي الشهير لمائة شخصية نسائية يمتلكن الجاذبية الجنسية، الذي تنظمه المجلة البريطانية "إف إتش أم"، والذي ضم كذلك كارلا بروني التي لم تعد تظهر في هذا الترتيب منذ سنوات، قبل أن تصبح مالكة قلب سيد الإليزيه.