تناول المرشحون الثلاثة لقيادة الاتحاد الاشتراكي، عبد الواحد الراضي، الحبيب المالكي، فتح ولعلو، أول أمس وجبة إفطار جماعية في بيت محمد اليازغي الكاتب الأول المستقيل، في خطوة اعتبرت بمثابة تهدئة للمتنافسين قبيل المؤتمر الذي يعقد اليوم، ويبدو أن محمد اليازغي يحاول أن يظهر أنه يقف على الحياد تجاه جميع المتنافسين من خلال مباركته لجميع الترشيحات، ودعوته المتنافسين إلى خوض حملة «أخوية شريفة» خلال المؤتمر. وعلمت «المساء» أن القيادة الجماعية للاتحاد طلبت من اليازغي إلقاء كلمة في افتتاح المؤتمر، وهو ومؤشر آخر على المصالحة. وفي السياق ذاته، توصلت لجنة الحكماء المتفرعة عن المجلس الوطني الأخير، والمكونة من كل من إدريس لشكر، محمد الصديقي، الطيب منشد، حبيب المالكي وفتح الله ولعلو، إلى نتائج مرضية لجميع الأطراف، وقالت مصادر اتحادية إن إدريس لشكر أبدى موافقته على نظام اللائحة بعد قبول اللجنة إدراج عدد من التعديلات، منها أن اللائحة الأولى التي ستحصد 51 في المائة من مقاعد المكتب السياسي يجب أن تحصل على 30 في المائة من أصوات المؤتمرين، وفي حالة عدم حصولها على هذه النسبة فإنه سيتم تقاسم المقاعد بالتمثيل النسبي، مع اللوائح التي تحصل على عتبة 15 في المائة من الأصوات، كما أدخلت اللجنة تعديلات على كوطا النساء لإرضاء الاتحاديات الغاضبات، حيث رفعت تمثيلية النساء إلى 25 في المائة بدل 20 في المائة، وتمت الموافقة على تعميم نظام اللائحة على جميع الأجهزة الحزبية وليس فقط على المكتب السياسي. ومن المقترحات الجديدة التي تم إدراجها، أن أعضاء اللوائح التي حصلت على عتبة 15 في المائة الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى عضوية المكتب السياسي، سيكونون أعضاء تلقائيا في المجلس الوطني. وعلمت «المساء» أن مساع يقوم بها أعضاء المكتب السياسي، تقضي بأن يعتذر إدريس لشكر لمحمد اليازغي لتصفية الخواطر قبل المؤتمر، وهي الخطورة التي قد يقدم عليها لشكر، الذي قد يتقدم بلائحته في المؤتمر. ومن المقرر أن يكون المجلس الوطني، الذي عقدت آخر دوراته مساء أمس، قد صادق على المقرر التنظيمي حول طريقة اعتماد نظام اللائحة، وبذلك يتم تمهيد الطريق أمام مؤتمر اتحادي بأقل الخسائر. الراضي: نقط قوته: رجل التوافقات داخل الحزب، يتقن الإنصات ويحظى بثقة القصر ودعم شباب الحزب المطالب بإعادة بناء الاتحاد. نقط ضعفه: يوصف بأنه غير حاسم في مواقفه وأنه رجل المخزن ولا يحتمل الرجوع بالحزب إلى المعارضة. المالكي: نقط قوته: علاقاته جيدة مع أعيان الحزب بقي بعيدا عن الصراعات. يهتم بالجوانب الفكرية والاقتصادية. نقط ضعفه: تجربته في وزارة التعليم كانت سلبية. اهتمامه بدائرته الانتخابية أبي الجعد أكبر من اهتمامه بالحزب. ولعلو: نقط قوته: راكم تجربة في المعارضة. معروف بتدبيره العقلاني العصري، قاد الانقلاب الأبيض ضد اليازغي لإحداث الصدمة. نقط ضعفه: حصيلته في الحكومة كانت سلبية وضعفه أمام مراكز النفوذ في اقتصاد الريع أثر على صورته في الحزب وخارجه.