80 طفلا مهددون بالموت بسبب غلاء الدواء

يواجه أزيد من 80 طفلا من مختلف مناطق المغرب، من المصابين بمرض الطلاسيميا، خطر الموت، بعدما أصبح من المفروض على آبائهم دفع أكثر من 720 درهما في الشهر من أجل شراء دم لأبنائهم الذين سيحتاجونه مدى الحياة. عائلات أغلبها فقيرة أصبحت مضطرة، إضافة إلى تدبر لقمة العيش وثمن الأدوية اللازمة لأبنائهم المرضى، إلى تدبر ثمن أكياس الدم التي كانت، قبل شهر واحد فقط، تقدم لهم مجانا من طرف مستشفى الأطفال بالرباط.
وأوضحت سميرة اليمني، عضو جمعية الأطفال المصابين بالطلاسيميا ل«المساء»: «منذ شهر تقريبا فوجئنا بالمستشفى يطلب منا دفع 360 درهما للكيس الواحد من الدم، علما بأن كل طفل مريض يلزمه كيسان شهريا، أي ما يعادل 720 درهما، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن كل عائلة لديها، على الأقل، طفلان أو ثلاثة مصابون بالطلاسيميا وأن أغلب هذه العائلات تنتمي إلى طبقة اجتماعية فقيرة، فإن تكاليف العلاج في هذه الحالة تعتبر فوق الاستطاعة».
يبلغ عدد المرضى الذين يتابعون العلاج حوالي 80 مريضا أغلبهم من الأطفال، وكان هاجس الجمعية، قبل قرار إدارة المستشفى المفاجئ، جمع التبرعات من المحسنين لمساعدة أسر المرضى على شراء الإبر اللازمة في عمليات نقل الدم، وتكاليف تنقلاتهم الشهرية من مدنهم المختلفة إلى الرباط للاستشفاء، إضافة إلى الدواء الذي يعمل على تقليص التركيز الكبير للحديد في الدم، والذي يؤدي إن لم يتم تناوله، إلى حدوث تلف في عضلة القلب والكبد والبنكرياس وكافة الغدد الصماء بالجسم. ويعد ارتفاع تركيز الحديد في الجسم نتيجة تراكمية وحتمية لعمليات نقل الدم التي تستخدم كعلاج لأنواع محددة ونادرة من اضطرابات الدم المزمنة من بينها مرض الطلاسيميا.
التبرير الذي قدمته إدارة المستشفى للجمعية وآباء المرضى، حسب اليمني، هو أن تكاليف أكياس الدماء أصبحت فوق طاقة المستشفى المادية، وأن ميزانية هذا الأخير لا يمكنها أن تتحمل تكاليف شرائها من مركز تحاقن الدم. «هذا الأمر لا يعقل، يجب على الدولة أن تحمل مسؤوليتها»، تقول سميرة بسخط واضح.
ويعتبر مرض الطلاسيميا مرضا وراثيا ناتجا عن خلل جيني يؤدي إلى نقص حاد في إنتاج بروتينات خاصة في الدم تسمى الغلوبين، وهذه المادة الأخيرة هي المكون الرئيسي للهيموغلوبين الموجود في خلايا الدم الحمراء، والتي تعد المسؤولة عن نقل الأوكسجين من الرئتين إلى مختلف أجزاء الجسم. يؤدي النقص في هذه المادة إلى فقر دم، وتكسر سريع في خلايا الدم الحمراء، ونقص في كمية الأوكسجين التي تصل إلى أجزاء الجسم المختلفة.