الأحزاب تثمن المقاربة الملكية التشاركية    رفض البوليساريو الانخراط بالمسار السياسي يعمق عزلة الطرح الانفصالي    الطالبي العلمي يجري مباحثات مع وزير الشؤون الخارجية السنغالي    تنصيب عمر حنيش عميداً جديدا لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي بالرباط    الرايس حسن أرسموك يشارك أفراد الجالية أفراح الاحتفال بالذكرى 50 للمسيرة الخضراء    أخنوش يستعرض أمام البرلمان الطفرة المهمة في البنية التحتية الجامعية في الصحراء المغربية    إطلاق سراح الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي وإخضاعه للمراقبة القضائية    مئات المغاربة يجوبون شوارع باريس احتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة    أخنوش: الحكومة تواصل تنزيل المشروع الاستراتيجي ميناء الداخلة الأطلسي حيث بلغت نسبة تقدم الأشغال به 42 في المائة    رسميا.. منتخب المغرب للناشئين يبلغ دور ال32 من كأس العالم    المعارضة تقدم عشرات التعديلات على مشروع قانون المالية والأغلبية تكتفي ب23 تعديلا    تداولات بورصة البيضاء تنتهي "سلبية"    ندوة حول «التراث المادي واللامادي المغربي الأندلسي في تطوان»    أخنوش: "بفضل جلالة الملك قضية الصحراء خرجت من مرحلة الجمود إلى دينامية التدبير"    مصرع شخص جراء حادثة سير بين طنجة وتطوان    أمن طنجة يُحقق في قضية دفن رضيع قرب مجمع سكني    كرة أمم إفريقيا 2025.. لمسة مغربية خالصة    نادية فتاح العلوي وزيرة الاقتصاد والمالية تترأس تنصيب عامل إقليم الجديدة    انطلاق عملية بيع تذاكر مباراة المنتخب الوطني أمام أوغندا بملعب طنجة الكبير    "حماية المستهلك" تطالب بضمان حقوق المرضى وشفافية سوق الأدوية    المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة يضمن التأهل إلى الدور الموالي بالمونديال    المجلس الأعلى للسلطة القضائية اتخذ سنة 2024 إجراءات مؤسسية هامة لتعزيز قدرته على تتبع الأداء (تقرير)    لجنة الإشراف على عمليات انتخاب أعضاء المجلس الإداري للمكتب المغربي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة تحدد تاريخ ومراكز التصويت    "الإسلام وما بعد الحداثة.. تفكيك القطيعة واستئناف البناء" إصدار جديد للمفكر محمد بشاري    تقرير: احتجاجات "جيل زد" لا تهدد الاستقرار السياسي ومشاريع المونديال قد تشكل خطرا على المالية العامة    تدهور خطير يهدد التعليم الجامعي بورزازات والجمعية المغربية لحقوق الإنسان تدق ناقوس الخطر    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 69 ألفا و179    ليلى علوي تخطف الأنظار بالقفطان المغربي في المهرجان الدولي للمؤلف بالرباط    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    باريس.. قاعة "الأولمبيا" تحتضن أمسية فنية بهيجة احتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء    ألمانيا تطالب الجزائر بالعفو عن صنصال    82 فيلما من 31 دولة في الدورة ال22 لمهرجان مراكش الدولي للفيلم    قتيل بغارة إسرائيلية في جنوب لبنان    200 قتيل بمواجهات دامية في نيجيريا    رئيس الوزراء الاسباني يعبر عن "دهشته" من مذكرات الملك خوان كارلوس وينصح بعدم قراءتها    برشلونة يهزم سيلتا فيغو برباعية ويقلص فارق النقاط مع الريال في الدوري الإسباني    إصابة حكيمي تتحول إلى مفاجأة اقتصادية لباريس سان جيرمان    الحكومة تعلن من الرشيدية عن إطلاق نظام الدعم الخاص بالمقاولات الصغيرة جداً والصغرى والمتوسطة    مكتب التكوين المهني يرد بقوة على السكوري ويحمله مسؤولية تأخر المنح    الإمارات ترجّح عدم المشاركة في القوة الدولية لحفظ الاستقرار في غزة    الركراكي يستدعي أيت بودلال لتعزيز صفوف الأسود استعدادا لوديتي الموزمبيق وأوغندا..    الدكيك: المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة أدار أطوار المباراة أمام المنتخب السعودي على النحو المناسب    لفتيت: لا توجد اختلالات تشوب توزيع الدقيق المدعم في زاكورة والعملية تتم تحت إشراف لجان محلية    العالم يترقب "كوب 30" في البرازيل.. هل تنجح القدرة البشرية في إنقاذ الكوكب؟    كيوسك الإثنين | المغرب يجذب 42.5 مليار درهم استثمارا أجنبيا مباشرا في 9 أشهر    توقيف مروج للمخدرات بتارودانت    ساعة من ماركة باتيك فيليب تباع لقاء 17,6 مليون دولار    دراسة تُفنّد الربط بين "الباراسيتامول" أثناء الحمل والتوحد واضطرابات الانتباه    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المغراوي: هذه خطتنا في مواجهة الحرب على الوهابية
قال إنه ليس ضد حركة 20 فبراير واليسار الراديكالي حاول إحتواءها
نشر في المساء يوم 16 - 04 - 2011

في هذا الحوار المثير يكشف الشيخ المغراوي، رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة، مواقف جديدة من قضايا مستجدة في الساحة السياسية وحقائق تكشف عن خيط يربطه بفؤاد عالي
الهمة، الوزير المنتدب السابق في الداخلية، وكذا صلته بقيادات حزب العدالة والتنمية. الشيخ المغراوي يعلن عن مواقفه من النقاش الدائر حول إمارة المؤمنين والإصلاحات الدستورية وحركة 20 فبراير، ويكشف ل«المساء» عما كان يفعله في السعودية أزيد من سنتين ونصف.
- ما سبب عودة الشيخ محمد المغراوي إلى المغرب بعد ما يمكن أن نسميه «شبه منفى» في المملكة العربية السعودية؟ وهل كان خروجكم من المغرب اختياريا أم اضطراريا؟
قبل الجواب عن سبب عودتي، أود التأكيد على أنني لم أكن في منفى، بل سافرت يوم 5 رمضان 1429 الموافق ل 6 شتنبر 2008، وكان قرار إغلاق دور القرآن الكريم التابعة لجمعيتنا بتاريخ21 رمضان 1429 الموافق ل 22 شتنبر 2008، لذا لم أرغب في العودة خلال هذه المدة لأنني شعرت بمرارة الظلم الذي سقتنا كأسه جهات عديدة، منها الإعلام الذي يقوم على الكذب والقذف والسب، وعدم تحري الحقيقة والشفافية، إلا ما ندر، وثانيا كيد بعض السياسيين الاستئصاليين، ومن جهة ثالثة القضاء غير النزيه، أمَا وقد بدأت ملامح مغرب التغيير والإصلاح تظهر في الأفق، وهو التوجه الذي تضمنه خطاب 9 مارس، وما يصاحب الأوضاع من حراك شعبي مغربي، فقد استحسنت الرجوع.
- هل عودتكم من أجل الاستقرار في المغرب بصفة نهائية؟
حب الوطن غريزة في الإنسان، فهو مرتع الصبا، وهو الذي شهد مراحل حياته، وقد أشار القرآن الكريم إلى شدة التعلق بالوطن فقال سبحانه: «وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا» (الآية 66 من سورة النساء) وقول النبي صلى الله عليه وسلم في شأن مكة شرفها الله: «ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت»، والمغرب بلد نحبه لأنه وطننا ومنشؤنا؛ ومن هذا المنطلق قررت الرجوع والاستقرار فيه.
- هل ستسعون إلى إعادة فتح دور القرآن التي أغلقتها وزارة الداخلية؟
سعَينا إلى هذا المطلب الحقوقي العادل ولم يزل سعينا قائما منذ تلقى الكاتب العام في مكتب جمعيتنا قرار الإغلاق الغاشم، وسيستمر إن شاء الله، إلى أن يرجع الحق إلى أصحابه، وترفع يد الظلم والبطش السلطوي عن هذه الدور التي تعمل في إطار القانون المنظم للحريات العامة.
- في حالة إذا لم تتوفقوا في إعادة فتح الدور, هل ستستمرون في تأطير ووعظ المسلمين وكل المنتسبين للتيار السلفي بمراكش والمغرب عموما؟
وظيفة الوعظ والإرشاد والتعليم الشرعي نراها أمانة في عنقنا في كل الأحوال وفي كل وقت وفي كل مكان، ونتوجه بها إلى السلفيين وإلى غيرهم. واحتمال دعم فتح دور القرآن غير وارد عندنا، البتة، لأنه من مستلزمات مغرب ما بعد 9 مارس، الذي لا يتصور فيه بقاء مظلمة من هذا الحجم ضاعت بسببها حقوق بعض المغاربة من طنجة إلى الكويرة.
- هل تعتقدون أن هناك جهات تقف وراء قرار إغلاق دور القرآن؟
هذا أمر لا نشك فيه ولا نرتاب لحظة واحدة، وبيان ذلك من وجوه:
أولا: أن هذا الإغلاق جاء مباشرة بعد صدور تقرير راند الذي أوصى صناع القرار بأمريكا بالتضييق على السلفية وعقد تحالف مع التصوف، ولو أردنا ذكر الأدلة على ذلك لطال بنا المقام.
ثانيا: ثبت لدينا أن بعض المتنفذين كانوا ينسقون مع الخارجية الأمريكية في المغرب لرسم خريطة التدين الذي تريده أمريكا، ومن الأدلة على ذلك ما نشرتموه على صفحات أحد أعداد يوميتكم «المساء» من ترجمة لإحدى وثائق «ويكيليكس» التي كشفت عن ذلك.
ثالثا: معروف أن رأينا مخالف لرأي وزير الأوقاف في كثير من مسائل الدين، وهذا الخلاف لم يتم التعامل معه مع الأسف بما يُدَّعى من ديمقراطية وانفتاح، بل تم التعامل معنا بإقصاء واستبداد كبيرين، لكوننا نرفض أن نغير قناعاتنا دون مستند شرعي، ولأننا رفضنا ذلك مع ما تعرضنا له من ضغط ومحاولات إكراه، والمسلم الحر المقتنع بعقيدة ومبدأ لا يمكن أن يبيعه في سوق المساومات والماديات، وهو ما فعله غيرنا مع الأسف.
- ماذا كنتم تعملون في السعودية طيلة هذه الفترة؟
كنت أمارس وظيفتي في الدعوة والتعليم الشرعي من خلال إلقاء المحاضرات والدروس العلمية، التي كان بعضها بجوار بيت الله الحرام، والتي نقل بعضها عبر بعض الفضائيات والإذاعات، إلى جانب عكوفي على ختم بعض مشاريعي العلمية التأليفية، أقصد كتابي «التدبر والبيان في تفسير القرآن بصحيح السنن»، الذي يقع في 40 مجلدا، وسيرى النور قريبا بإذن الله.
- هل كانت هذه المشاريع العلمية ممولة من جهة معينة؟
لا. لا. مشاريعي العلمية هي من مالي الخاص وهي موجودة ومسجلة عندي ولا تحتاج إلى تمويل.
- أين كنت تقيم في السعودية؟
كنت أقيم في إقامتي الخاصة رفقة أبنائي، وهي إقامة قديمة. لما جاءت حادثة إغلاق دور القرآن قلنا: «إنا هاهنا قاعدون». جلسنا بالقرب من بيت الله ندعو ونقرأ القرآن ونصوم ونصلي.
- هل عودتكم جاءت إثر اتصالات من مسؤولين مغاربة اقترحوا عليكم أمر العودة؟
لم أتلق أي اتصال ولا اقتراح من أي مسؤول بهذا الشأن.
- هل التقيت بأحد المسؤولين خلال فترة الحج؟
لا. لم ألتق إلا بالمغاربة الفقراء والمساكين.
- هل كان للأسرة الحاكمة في السعودية دور في عودتكم إلى المغرب؟
أبدا.
- كان من بين الشخصيات التي استقبلتكم بمطار مراكش، قياديون في حزب العدالة والتنمية. ما طبيعة العلاقة التي تجمع بعضكم ببعض؟
لا أخفيك سرا أن علاقتي الشخصية بأعضاء وقيادات حزب العدالة والتنمية تتنوع بين أن بعضهم تتلمذوا على يدي كأحمد المتصدق، أو تربطني ببعضهم معرفة بداية من عبد الإله بنكيران، الذي كان يأتينا إلى مقر فرع الجمعية بالرباط، عندما كان أستاذا في فترة السبعينيات. أما مصطفى الرميد فتربطني به علاقة خاصة، أما عز الدين توفيق فقد كان يقيم عندي بالمدينة، عندما كان طالبا بالديار المصرية. وكذا سعد الدين العثماني الذي تربطني به علاقة قوية منذ القديم، ناهيك عن أحمد الريسوني، الذي كان وما زال مدافعا عن دور القرآن دفاعا قويا، كتابة وخطابا، جزاه الله عنا ألف خير، أما العربي بلقايد، الذي كان في استقبالي بمطار مراكش، فكان دائما معنا في دار القرآن، وكان أحيانا يلقي كلمات بيننا، كان صديقا لأخينا أحمد نبيل رحمه الله. فالإخوان في العدالة والتنمية يجمعنا معهم الإسلام والأخوة العامة، وأرجو لهم كل الخير، ونبارك لهم كل ما قدموه من خير، لكن تبقى المفارقات التنظيمية والمنهجية، وقد تكون أحيانا مفارقات عقدية، وهذه أمور وإن كانت بيننا خلافية، فإن حقوق الإسلام بيننا ثابتة.
- كيف تقيمون تجربة الإسلاميين في المشاركة السياسية بالمغرب من خلال حزب العدالة والتنمية؟
حقيقة، التجربة السياسية في جميع الدول العربية، بغض النظر عن مشاركة حزب العدالة والتنمية، هي شبه فاشلة، لأنها تمشي في منحى التيارات العلمانية والليبرالية قدما بقدم، دون أي تمييز، ومع ذلك لا أستطيع أن أخوض في التجربة السياسية، لأنني لا أتابع المواقف التي يعبر عنها رؤساء الأحزاب والأمناء العامون... وفي رأيي فإن تجربة الكويت والأردن ومصر كفيلة بإعطاء الصورة الواضحة، وإلى حد الآن لا أرى أن هناك تجربة ناجحة أستطيع أن أبصم عليها.
- ظهرت في المغرب حركات احتجاجية أبرزها حركة 20 فبراير. كيف ترون هذه الدينامية الاحتجاجية التي تقودها هذه الحركة؟
أنا لست ضد حركة 20 فبراير، ونحن مع كل دعوة تنادي بالإصلاح ودفع الفساد بكل أشكاله وأنواعه العقدي والأخلاقي والمالي والسياسي وغيرها، إلا أننا ضد استغلال هذا المطلب الشرعي الشريف من طرف جهات تخدم أهدافها الفئوية الضيقة، وتفتح الباب لأنواع أخرى من الفساد والإفساد، وقد ثبت لدينا أن هذه الحركة الشبابية أراد احتواءها بعض اليساريين الرادكاليين، الذين يحملون أفكارا ثورية لا تنضبط بضوابط الشرع الحنيف ولا تنبني على أسس من الحكمة والعقل، ومن هنا فإننا ننصح الشباب التواق إلى الإصلاح بأن يصدر في ذلك عن دينه وأن يعتز به وأن يعلم أنه أعظم منهج إصلاحي عرفته البشرية.
- أثناء مقامكم بالديار السعودية حدثت تحولات سياسية بالمغرب، من بينها تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة من طرف فؤاد عالي الهمة الوزير المنتدب السابق في الداخلية, كيف ترون هذا الأمر؟
حقيقة هذا أمر لم أطلع على تفاصيله، نظرا إلى غيابي خارج المغرب. وفؤاد عالي الهمة تجمعني به علاقة عائلية، فأم فؤاد هي ابنة خالة زوجتي «أم سهل». ولا زالت العلاقة العائلية وتبادل الزيارات قائمة، كان آخرها زيارة زوجتي «أم سهل» لأم فؤاد عالي الهمة عندما كانت مريضة. ولما توفي والده ذهبت لتعزيتهم في منطقة تاركة، حينها سألني فؤاد «هل تتذكر لما كنت أزوركم في البيت وأنا صغير»، الشاهد عندي هو أنني أعرفه، لكن تفاصيل تأسيس الحزب وخروجه من وزارة الداخلية لا علم لي بحيثياته. لكن الذي يهمني هو أنه ألقى محاضرتين في كل من مراكش وأكادير، تعهد فيهما بمحاربة دور القرآن أو ما سماها بالوهابية، وأنا عازم على لقائه ومعرفة مدى صحة كلامه.. فإن صح الكلام فأنا أتعجب من ذلك، على اعتبار أننا لا نمارس العمل السياسي. أما تفاصيل الحزب ورئيسه ومدى فوزه، وعلاقته بالملك، فأنا لا أخوض في هذا الموضوع، لأنه ليس لدي تفاصيل دقيقة عنه.
- ماهي خطتكم في مواجهة فؤاد عالي الهمة الذي قال إنه جاء لمحاربة الوهابية؟
سأقول له حسبنا الله ونعم الوكيل، والله تبارك وتعالى سيتولاه، «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»، فالله كفيل بجزائه على ما فعل.
- بعد الأحداث الإرهابية التي عرفها المغرب، تمت حملة اعتقالات واسعة طالت شيوخ ما يسمى بالسلفية الجهادية، وكذا الاعتقالات التي شملت ما يسمى بالمعتقلين السياسيين الستة. كيف ترون هذه الحملة؟
الأحداث الإرهابية بالنسبة لي هي عبارة عن لغز، أفسره لك بأنه كان على مقربة من الانتخابات البرلمانية، فوقعت هذه الأحداث. لا أدري هل هم الذين نفذوها حقا أم غيرهم. لا أستطيع أن أنفيها ولا أجزم بها. لكن إدريس البصري، رحمه الله، صرح لما كان في المنفى بأن هذه الأحداث مفتعلة وأنها من فعل المخابرات المغربية. هناك ملابسات تدل على إثارة الشك حول الأحداث مع تصريح وزير مجرب، وله تجربة وخبرة معتبرة، من أباطرة الميدان، كل هذا يجعلك تتوقف. أنا لا أستطيع أن أجزم.
أما فيما يتعلق بالاعتقالات، إذا كانت الأحداث مفتعلة، فالاعتقالات مقصودة، ثم إن هذه الاعتقالات الواسعة، التي وصل عددها إلى أكثر من 7000 معتقل، طالت كل من له علاقة أو صلة بالجماعة.
- فيما يخص المعتقلين السياسيين الستة؟
ليس لدي أي معلومات عنهم، لأنني كنت في الشرق. أعتقد أن المسائل قد يكون وراءها متآمرون. فالبلاد مستهدفة من قبل متآمرين بالداخل، مثل ما حدث بدور القرآن. ماذا فعل هؤلاء الإخوة الذين أغلقت دور القرآن التي يشرفون عليها ويحجون إليها، حتى وإن أفتيت بزواج ابنة تسع سنوات. أريد أن أعرف علاقة هذه الفتوى بإغلاق دور القرآن الكريم، التي قد يبلغ عدد أصحابها المليون شخص، بين الذكور والإناث والصبيان. والله ما أفتيت، لأنه ليس لي الحق، والزواج حكم شرعي، أنا فقط نقلت كلام الله من سورة «الطلاق» عندما سألني سائل «هل يجوز زواج الفتاة التي لا تحيض»، فذكرت له الآية الكريمة: «واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن».
فابنة العشرين سنة يمكن أن لا تصلح للزواج إذا لم يكن لها كمال عقلي...، أنا لا أستطيع أن أقول إن سن الزواج هو 18 سنة، فالقانون هو مسألة تنظيمية فقط، وليس شرعا منزلا من فوق سبع سماوات، فالمقدس هو القرآن الذي نقلته، لكن هناك مؤامرة وليست مسألة سن الزواج. أنا لست قاضيا ولا مفتٍيا ولاعدولا، ولا أحدد سن الزواج، حتى بناتي لا أقدر على تزويجهن من شخص رفضنه، فلهن كامل الاختيار، فلماذا هذه الحملة الشعواء على صفحات الجرائد و«دوزيم»، التي تتآمر على الدعوة، فأنا لست منافسا سياسيا ولا انتخابيا ولا علاقة لي بالمجالس العلمية، فأنا أستاذ جامعي بعيد كل البعد عن هذه الميادين.
- هل توصلت برسائل تهديد بعد الفتوى؟
لا. لم أتوصل بأي شيء من هذا القبيل. لقد تكلم مفتي الأزهر، ومفتي المملكة العربية السعودية، وألفت فيها كتب، وكتب عنها مدير دار الحديث الحسنية مقالا مطولا يناصرني فيه.
- ما رأيك في عملية الإحراق التي قام بها الشاب البوعزيزي والتي أحدثت انقلابا في العالم العربي؟
حرم الرسول صلى الله عليه وسلم قتل النفس وقال «من قتل نفسه بحديدة، جاء بالحديدة يحملها في يده، ومن قتل نفسه بسم جاء يتحسى سمه»، فلا يجوز قتل النفس مهما كان الأمر. فالنفس مقدرة جدا، سواء نفس الإنسان أو نفس الغير، فالله سبحانه وتعالى يقول: «ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما»، فالإنسان لا يجوز له أن يقتل نفسه مهما كانت النتيجة، ولو كانت إسقاط الطغاة، فالفعل الخطأ يبقى دائما خطأ.


هناك من يريد إزالة إمارة المؤمنين لأهداف محددة
- هناك نقاش حول إمارة المؤمنين من خلال التنصيص عليها في الدستور، حيث تعددت المواقف والرؤى بين العديد من الأحزاب والجمعيات المعنية. كيف تنظرون إلى هذه المسألة؟
بالنسبة لي كل ما له علاقة بالإسلام وأصوله وكل ما يخدمه أقره، ولا شك أن وراء إزالة هذا المصطلح ومحاولة إبعاده أهداف محددة، الغاية منها أن نكون فقط دولة يرأسها شخص لا يتصف بصفة تجعله يشرف على الإسلام ويخدم أهدافه. فأصل مصطلح إمارة المؤمنين يعود إلى عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وهو أول من تلقب بهذا اللقب، وهذا المصطلح يعني أنه أمير للمؤمنين وليس للفاسقين ولا للكافرين، فإمارته على المؤمنين وإشرافه عليهم ودعوته لهم بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام، والمحافظة على أصول الإسلام وأصول العقائد والدعوة إلى توحيد الله وإلى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، هناك أمور تترتب عن إمارة المؤمنين، كما كانت في عهد عمر رضي الله عنه، الذي كان يكتب إلى عماله، ويقول إن من أهم أموركم عندي الصلاة، فمن حافظ عليها فهو لما سواها أحفظ، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، وكتب كتبا كثيرة، منها رسالته إلى أبي موسى الأشعري، وأقوال وأفعال من عمر رضي الله عنه تدل على أنه أمير المؤمنين، بحق.
فأمير المؤمنين ينبغي أن يعرف المنزلة واللقب الذي أوتيه وأعطيه، فيحقق حقا إمارة المؤمنين بكل ما للكلمة من معنى. فالمغرب بلد مسلم، فتحه المسلمون، وهو بفضل الله مليء بالمساجد وبيوت الله، وأكثر المناسبات تقام على الإسلام من زواج، وعقائق، وجنائز... فهذا البلد لا يصلح له من إمارة إلا ما يخدم الإسلام. ولا يجوز للشعب المغربي المسلم أن يسمح بغير هذا، أنا شخصيا ولا من هو على شاكلتي بغير هذا اللقب، بغض النظر عن الشخص الذي يحكم، فالمهم هي الصفة.
فإذا كنا نحب الإسلام ونحافظ على أصوله، فلا شك أن إمارة المؤمنين عندي من مهام الإشراف على تطبيق أصول الإسلام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.