التقى سعد الدين العثماني، وزير الخارجية والتعاون، أمس، الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بعد انتهاء الجولة التاسعة من المحادثات غير الرسمية حول الصحراء بين المغرب والبوليساريو، التي احتضنتها مانهاست بضواحي نيويورك، والتي اختتمت أول أمس. ووفق مصدر موثوق، فإن هذا اللقاء جاء بطلب من وزير الخارجية والتعاون، الذي شدد على مقترح الحكم الذاتي، خاصة بعد عضوية المغرب في مجلس الأمن. كما أن العثماني سيبدأ اليوم زيارة لنظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون. ولم تفض المباحثات بين المغرب والبوليساريو إلى أي نتيجة اللهم بعض إجراءات بناء الثقة وإزالة الألغام والندوات المشتركة ذات الطابع الثقافي، خاصة أن البوليساريو تشبث بموقفه المتمثل في الاستفتاء من أجل تقرير المصير. وقد أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن الجولة التاسعة من المحادثات غير الرسمية حول الصحراء تأتي في «مناخ خاص» تشهده منطقة المغرب العربي في ضوء التحولات الإيجابية، التي أفرزها الربيع العربي و«الدينامية الجديدة» على الصعيد الإقليمي المتميزة بالتقارب المغربي - الجزائري. وأعرب العثماني، خلال ندوة صحافية نظمت في ختام إنهاء المفاوضات، عن أسفه لتعنت الأطراف الأخرى في مواقفها، خاصة تلك المتعلقة ب«إحصاء ساكنة» مخيمات تندوف. وقال: «أود أن أجدد التأكيد هنا على أن المغرب متشبث بإيجاد حل مبتكر يتجاوز السبل الكلاسيكية، التي كان معمولا بها قبل أن تدعو الأممالمتحدة من خلال تقارير وقرارات مجلس الأمن، إلى تسوية سياسية تقبل بها الأطراف». وأكد العثماني، حسب قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مخطط الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية٬ يشكل «الحل الأمثل ويندرج في إطار قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من أجل تسوية نهائية لهذا النزاع المفتعل الذي عمر طويلا»، معربا عن أسفه لكون الأطراف الأخرى لا زالت متعنتة في مواقفها». وقد أعلن كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، أن الجولة المقبلة من المحادثات غير الرسمية بين المغرب والبوليساريو ستنعقد شهر يونيو المقبل بأوروبا وفي يوليوز القادم بمكان سيحدد لاحقا. تحديد تاريخ آخر للمفاوضات غير الرسمية، اعتبره تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، دليلا على أن المفاوضات لم تؤد إلى أي نتيجة، معتبرا «أن تمسك كل طرف بمقترحاته هو فشل للجولة التاسعة من المحادثات غير الرسمية»،علما أن المقترح المغربي المتمثل في الحكم الذاتي الموسع هو الورقة الوحيدة المطروحة على الطاولة، والذي يحظى بدعم عدد من المسؤولين الدوليين لكونه أكثر واقعية، يضيف الحسيني. وأكد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط أن الحكومة الحالية ما تزال تتمتع بمصداقية ولها وزن أكثر من تمثيلية البوليساريو، التي عفى عنها الزمن، إذ أن الحكومة المغربية منتخبة ديمقراطيا بعد دستور جديد، وشارك في اختيارها سكان الصحراء بنسبة كبيرة. ودعا الخبير في العلاقات الدولية الحكومة المغربية إلى تغيير استراتيجيتها عبر اللجوء إلى السياسة الهجومية على المستوى الدولي والإفريقي من أجل الضغط في اتجاه تطبيق خطة الحكم الذاتي. وبخصوص ما تم الاتفاق عليه حول عقد ندوة خلال يونيو وأكتوبر حول موضوع إحصاء اللاجئين، أكد الحسيني أن ذلك لا يعدو أن يكون نتيجة نظرية يتم فيها إلقاء خطب حماسية دون التوصل إلى نتائج حاسمة.