ملتقى العيون للصحافة يعالج دور الإعلام في الدفاع عن الصحراء المغربية    الكاميرون ينتصر على الغابون في مباراة صعبة    ارتفاع مخزون سد عبد الكريم الخطابي بإقليم الحسيمة بعد التساقطات المطرية الأخيرة    صحافيون ينتقدون تصويت مجلس المستشارين على قانون مجلس الصحافة ويهددون بالتصعيد    السيول تسلب حياة شاب في الدريوش    المعارضة بمجلس المستشارين تنسحب من الجلسة العامة وتطلب من رئيسه إحالة مشروع قانون إعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة على المحكمة الدستورية    مسؤولية الجزائر لا غبار عليها في قضية طرد 45 ألف أسرة مغربية    نشرة إنذارية.. زخات رعدية قوية وتساقطات ثلجية وطقس بارد من الأربعاء إلى السبت بعدد من مناطق المملكة    ‬ال»كان‮«: ‬السياسة والاستيتيقا والمجتمع‮    أمطار وثلوج تنعش منطقة الريف وتبعث آمال موسم فلاحي واعد بعد سنوات من الجفاف    السلطة القضائية تنضم إلى PNDAI    وهبي: الحكومة امتثلت لملاحظات القضاء الدستوري في "المسطرة المدنية"    مخطط التخفيف من آثار موجة البرد يستهدف حوالي 833 ألف نسمة    "كان المغرب".. المنتخب الجزائري يتغلب على السودان (3-0) في أولى مبارياته في دور المجموعات    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    توقيف شخص بحوزته أقراص مهلوسة وكوكايين بنقطة المراقبة المرورية بطنجة    كأس إفريقيا للأمم 2025.. الملاعب المغربية تتغلب على تقلبات أحوال الطقس    "ريدوان": أحمل المغرب في قلبي أينما حللت وارتحلت    قضية البرلماني بولعيش بين الحكم القضائي وتسريب المعطيات الشخصية .. أسئلة مشروعة حول الخلفيات وحدود النشر    كأس إفريقيا للأمم 2025 .. منتخب بوركينا فاسو يحقق فوزا مثيرا على غينيا الاستوائية    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأحمر    توفيق الحماني: بين الفن والفلسفة... تحقيق في تجربة مؤثرة        وفاة رئيس أركان وعدد من قادة الجيش الليبي في حادث سقوط طائرة في تركيا    شخص يزهق روح زوجته خنقا بطنجة‬    نص: عصافير محتجزة    وزير الصحة يترأس الدورة الثانية للمجلس الإداري للوكالة المغربية للدم ومشتقاته    رباط النغم بين موسكو والرباط.. أكثر من 5 قارات تعزف على وتر واحد ختام يليق بمدينة تتنفس فنا    أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة    الكشف عن مشاريع الأفلام المستفيدة من الدعم    روسيا تعتزم إنشاء محطة طاقة نووية على القمر خلال عقد    المغرب في المرتبة الثامنة إفريقيا ضمن فئة "الازدهار المنخفض"    رهبة الكون تسحق غرور البشر    الاقتصاد المغربي في 2025 عنوان مرونة هيكلية وطموحات نحو نمو مستدام    الأمطار لم توقّف الكرة .. مدرب تونس يُثني على ملاعب المغرب    الحكومة تصادق على مرسوم إعانة الأطفال اليتامى والمهملين    زلزال بقوة 6.1 درجات يضرب تايوان    كأس إفريقيا بالمغرب .. مباريات الأربعاء    انفجار دموي يهز العاصمة الروسية    فرنسا تندد بحظر واشنطن منح تأشيرة دخول لمفوض أوروبي سابق على خلفية قانون الخدمات الرقمية    الذهب يسجل مستوى قياسيا جديدا متجاوزا 4500 دولار للأونصة    "الهيلولة".. موسم حجّ يهود العالم إلى ضريح "دافيد بن باروخ" في ضواحي تارودانت    مواجهات قوية للمجموعتين الخامسة والسادسة في كأس إفريقيا    انتصارات افتتاحية تعزز طموحات نيجيريا والسنغال وتونس في كأس إفريقيا    عجز ميزانية المغرب يقترب من 72 مليار درهم نهاية نونبر 2025    طقس ممطر في توقعات اليوم الأربعاء بالمغرب    بكين وموسكو تتهمان واشنطن بممارسة سلوك رعاة البقر ضد فنزويلا    عاصفة قوية تضرب كاليفورنيا وتتسبب في إجلاء المئات    كأس أمم إفريقيا 2025.. بنك المغرب يصدر قطعة نقدية تذكارية فضية من فئة 250 درهما ويطرح للتداول ورقة بنكية تذكارية من فئة 100 درهم    بلاغ بحمّى الكلام    فجيج في عيون وثائقها        الولايات المتحدة توافق على أول نسخة أقراص من علاج رائج لإنقاص الوزن    دراسة: ضوء النهار الطبيعي يساعد في ضبط مستويات الغلوكوز في الدم لدى مرضى السكري    دراسة صينية: تناول الجبن والقشدة يقلل من خطر الإصابة بالخرف    خطر صحي في البيوت.. أجهزة في مطبخك تهاجم رئتيك    مشروبات الطاقة تحت المجهر الطبي: تحذير من مضاعفات دماغية خطيرة    من هم "الحشاشون" وما صحة الروايات التاريخية عنهم؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كذبة أبريل وأكاذيب السنة.. عندما يبيع المسؤولون الوهم للبسطاء
وعود سياسية ورياضية واقتصادية وفنية وصحية واجتماعية تحولت إلى أكاذيب
نشر في المساء يوم 02 - 04 - 2012

يحتفل العالم مرة في السنة بيوم الكذب، في فاتح أبريل يستباح الكذب طيلة 24 ساعة وربما أكثر، ويرخص لنا بصناعة الكذب وتلفيفه
كي يصبح جاهزا للتداول بين الناس، وباسم الدعابة وتيمنا بشهر أبريل، يمكن للمرء أن يزعزع ثقة الناس فيه، فيمارس طقوس الكذب المستباح.
تنخرط بعض وسائل الإعلام في احتفالات الشعوب باليوم العالمي للكذب والبهتان، وتساهم في ترويج أكذوبة أبريل، مع مطلع هذا الشهر، قبل أن تنفي الخبر مساء اليوم ذاته بعد أن يفعل فعلته في نفس المتلقي. في فاتح أبريل، يمكنك أن تكذب وأنت على يقين بوجود مبرر لهذا الانفلات السلوكي، أي أن تكذب على الناس وأنت مرفوع الهامة دون استحياء، مهما كانت مضاعفات الخبر الزائف الذي قررت ترويجه في محيطك. لهذا، يتحاشى كثير من القياديين السياسيين عقد تجمعاتهم السياسية في فاتح أبريل، كي لا يظن بهم الأتباع ظن السوء، بل إن مجموعة من الدول تفادت فاتح نيسان كلما تزامن مع حملات انتخابية، حتى لا يشكك الناخبون في البرامج السياسية للمرشحين. «المساء» ترصد جوانب من احتفال غير عادي بالكذب والكذابين، وتقدم جردا لأكاذيب السنة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ورياضيا وطبيا وثقافيا، وغيرها من المجالات التي يستباح فيها الكذب خارج الحيز الزمني المخصص للكذب، وخارج الوازعين الأخلاقي والديني، مع تضييق تام لهامش الصدق.
أسباب النزول
تعددت الروايات حول الاحتفال باليوم العالمي للكذب، ويرى الباحثون الفرنسيون أن الأمر كان يتعلق فقط بخدعة قبل أن يتطور إلى كذبة، حيث استعملت في الحروب، خاصة أثناء محاولات إجلاء النصارى للعرب المسلمين من الأندلس، واستغل النصارى إسقاط غرناطة، آخر معاقل المسلمين، يوم فاتح أبريل، بعد ثمانية قرون من الحكم الإسلامي، لذا لم يصدق كثير من الناس حكاية سقوط غرناطة وانتهاء حكم المسلمين للأندلس، واعتبروها مزحة السنة قبل أن تتبين لهم جدية الخبر، ومنذ ذلك الحين لازال الإسبان يحتفلون بيوم فاتح أبريل بعيد وطني تعبيرا عن فخرهم بالجلاء الذي بدأ مزحة وانتهى حقيقة. ويرى كثير من الباحثين أن فرنسا هي «مالكة حقوق تأليف الكذبة»، لأنها هي أول بلد يعمل بالتقويم الزمني الجديد، حيث كان الاحتفال بأعياد ميلاد المسيح يبدأ يوم 21 مارس وينتهي في الأول من أبريل، وخلال هذه الفترة الزمنية يتبادل الناس الهدايا والمزاح الذي ينتهي عادة مع مطلع شهر أبريل، ويلقب الفرنسيون الشخص الذي انطلت عليه المزحة ب»سمكة أبريل»، أي الضحية الذي تم اصطياده في هذا اليوم، وانتشرت الكذبة حيث تداولها البريطانيون الذين نقلوها إلى الهند، إذ يحتفل الهندوس في نهاية شهر مارس بعيد «هولي»، وفيه يقوم بعض البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء اليوم الأول من أبريل. وهناك جانب آخر من الباحثين في أصل الكذب يرون أن نشأته تعود إلى القرون الوسطى إذ أن «شهر أبريل في هذه الفترة كان وقت الشفاعة للمجانين وضعاف العقول فيطلق سراحهم في أول الشهر ويصلي العقلاء من أجلهم، وفي ذلك الحين نشأ العيد المعروف باسم عيد جميع المجانين أسوة بالعيد المشهور باسم عيد جميع القديسين»، كما تقول موسوعة ويكيبيديا.
«لكذوب فيه وفيه»
بدأ الكذب مزحة قبل أن يأخذ أشكالا أخرى، وتحول مع مرور الزمن إلى عملة رائجة يتداولها الناس في ما بينهم، قبل أن تغزو مجالات أخرى في المعاملات اليومية، لتأخذ منحى آخر وتتحول من مزحة إلى كذبة ثم إلى تزوير وبهتان. وليست الغاية دوما من ترويج الكذب بلوغ مكانة في المجتمع، بل من الناس من يلجأ إلى «سلاح» الكذب من أجل بلوغ منافع مادية أو اجتماعية، ومن الناس من أصابه داء الكذب الذي حوله إلى كذاب بالمعنى «الباطولوجي» لهذا السلوك، بل هناك حالات رافقها الكذب في مختلف مراحل العمر من الطفولة إلى الشيخوخة، قبل أن يجهز عليها الزهايمر فيعبث بما تبقى في الذاكرة الذهنية من مخزون. ونهى الإسلام عن الكذب وحث على الصدق، من خلال مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة، كقوله صلى الله عليه وسلم، «عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا»، وهناك حديث آخر يمنع الكذب حتى ولو على سبيل المزاح «‏ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له».
كذبة سياسية: مزحة الجي 8
تنشط الأكاذيب السياسية عادة خلال الحملات الانتحابية، حيث يسعى المرشح إلى تسويق الكذب في وعود مصبرة، منها ما هو صالح للتحقيق ومنها من يدخل في خانة المستحيل، والوعود الانتاخبية غالبا ما تموت فور ولادتها، حينما يتعامل المرشح مع هذه الأمور باستخفاف شديد فيعتبرها مجرد وعود قد تتحقق أو لا تتحقق، المهم هو أن تسوق في الحملات الانتخابية وتنسخ في المطبوعات التي ينتهي بها المطاف على الجدران الرطبة. وتتحول البرامج السياسية خلال الحملات الانتخابية إلى مزحة، خاصة حين يتعلق الأمر بوعد بتشغيل العاطلين والقضاء على السكن الصفيحي ومحاربة الغلاء وخلق فضاءات للشباب وغيرها من الوعود التي تظهر في الحملات الانتخابية ثم تختفي ضاربة لنا موعدا مع الكذب بعد خمس سنوات وربما أكثر. ويتخذ الكذب السياسي في المغرب أشكالا عديدة تتجاوز الكذب الانتخابي إلى الكذب الحزبي، حين يصبح المشهد السياسي سورياليا بتحالف تيارات ومرجعيات متناقضة كما حصل في حكومة بن كيران، حين أصبح حزب التقدم والاشتراكية بمرجعيته اليسارية حليفا لحكومة ذات مرجعية إسلامية.
ومن أبرز الأكاذيب السياسية التي عاشها المشهد السياسي، ظهور تحالف «من أجل الديمقراطية» يضم ثمانية أحزاب أو ما يعرف ب جي 8، الذي وقعت مكوناته ميثاق «شرف»، تتعهد فيه بالتوافق والاستمرار في العمل المشترك حتى بعد انتهاء الانتخابات التشريعية، وضم التحالف ثمانية أحزاب جمعتها وفرقتها المصلحة السياسية، وهي الاتحاد الدستوري، والاشتراكي، والأصالة والمعاصرة، والتجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية، العمالي، النهضة والفضيلة، اليسار الأخضر، الجي 8 بعد أن نسي موقعو الميثاق تعهداتهم وهرولوا صوب كراسي المسؤولية.
كذبة اقتصادية: صندوق المقاصة وضريبة الأثرياء
استأثر صندوق المقاصة باهتمام رجالات السياسة والاقتصاد على حد سواء، خاصة بعد أن سيطر حديث إصلاح هذا الصندوق على النقاش قبل وأثناء وبعد عرض مشروع ميزانية 2012، نظرا لما يشكله من عبء ثقيل على ميزانية الدولة، في ظل التقلبات الاقتصادية التي يعرفها العالم، وخاصة الارتفاع المتزايد لأسعار النفط، وما يترتب عنه من ارتفاع لأسعار السلع المدعمة من الصندوق الرامي إلى الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين البسطاء.
وكان محمد نجيب بوليف، الوزير المنتدب المكلف بالشؤون العامة والحكامة٬ قد أعلن أن الحكومة بصدد إنجاز «دراسة للكشف عن تأثيرات إصلاح صندوق المقاصة على مختلف القطاعات وعلى الأسر»، وأضاف أنه على ضوء نتائج هذه الدراسة، «ستتم بلورة إجراءات عملية لإصلاح صندوق المقاصة، الذي يلتهم اعتمادات مالية مهمة، تجاوزت سقف 48 مليار درهم السنة الماضية»، وأشار إلى أن نتائج الدراسة ستظهر بعد ثلاثة أشهر، لكن لا شيء يبدو في الأفق.
ورغم أن صندوق المقاصة يساهم في دعم جيوب المواطنين، إلا أن وعود الحكومة بإصلاحه لم تخرج إلى الوجود رغم مرور مائة يوم على وصول العدالة والتنمية إلى سدة الحكم، وبدا وكأن الحديث عن ضريبة الأثرياء مجرد لغط انتخابي، بعد أن قدمت وعود برفع الضريبة على السيارات الفارهة «واستعادة جزء من استهلاك الكهرباء بالنسبة إلى المستهلكين الكبار، وتوظيف عائدات الدعم لتعزيز الحماية الاجتماعية، وإحداث صندوق الزكاة الذي من شأنه، كذلك، أن» يسهم في تطوير أداء صندوق المقاصة، بالشكل الذي يجعله يحقق أهدافه في استهداف الشريحة الاجتماعية التي أحدث من أجلها»، على حد قول نجيب بوليف. ويبدو أن الحكومة الحالية قد فشلت في إصلاح هذا الصندوق، ولم تعقد اجتماعات مع الشركاء المعنيين بذلك من جمعيات المستهلكين، والمنظمات النقابية، والجمعيات المهنية التي يمكن أن تسهم باقتراحاتها في بلورة تصور خاص لإصلاح الصندوق، الذي لازال يدعم جيوب الفقراء والأغنياء على حد سواء.
لكن يبدو أن أكبر كذبة اقتصادية في تاريخ المغرب، هي كذبة تالسينت، حين توقف البث التلفزيوني ليعلن عن اكتشاف حقول للنفط في منطقة الراشيدية، حينها هرع الكثيرون للاستثمار في المنطقة طلبا للقرب من النفط ومشتقاته، ورسم الكثيرون سيناريوهات لحياة تجعلهم أقرب إلى الخليجيين من المغاربة، وبعد شهور تبين زيف الادعاء دون أن يعتذر مقدم نشرة الأخبار.
كذبة اجتماعية: رفع سقف السميك ومحاربة الريع
في مشهدنا الاجتماعي مئات الأكاذيب التي تصطدم بجدار الصدق، أو نعالجها بمخطط استعجالي ترصد له أكبر الميزانيات، ككذبة إصلاح التعليم وميثاقها وإصلاح الأسرة والسير ومدونتيهما، وإصلاح الإعلام وما تلاه من تضييق واهتمام بالمرأة، ثم إقصائها في أول اختبار حين انقض الذكور على المناصب الحكومية ثم احتفلوا بعيد المرأة وهم يرددون خطاب المساواة ووصفة الجندرة، أو حين وضع مشروع الجهوية الموسعة في رفوف الحفظ. وعرف البرنامج الحكومي الذي عرضه عبد الإله بنكيران على البرلمان تراجعا عن مجموعة من الوعود التي قطعها حزب العدالة والتنمية على نفسه، خاصة وعد رفع سقف الحد الأدنى للأجور إلى 3000 درهم، كما تراجع عن منحة التدريب التي وعد بها الشباب وقلصها إلى النصف. حين كشفت حكومة بنكيران عن لائحة المستفيدين من الريع المتمثل في مأذونيات النقل العمومي، استبشر المواطنون خيرا، قبل أن يتحول الكشف عن «لكريمات» إلى مجرد فرجة.
كذبة رياضية: غيريتس مدرب عالمي
باع المدرب البلجيكي إيريك غيريس المغاربة الوهم بالتقسيط، ونشر في الوسط الكروي كذبة المنتخب الذي لا يقهر، اعتمادا على انتصار خادع أمام منتخب جزائري يعاني من الوهن، قبل التوجه إلى الغابون لخوض نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، أطلق غيريتس كذبته الشهيرة، «لا نرضى بغير التتويج»، وصرح في مختلف المنابر الصحفية بأن منتخبه «يملك كل الإمكانيات التي تخول له الظفر باللقب القاري»، وأضاف بأن مسألة اللقب ستحسم في الدور الأول وأن وجوده في نفس مجموعة تونس والغابون والنيجر، لا يقلقه ولا يشغله. وظهر في أول مباراة أمام تونس أن فرقا كبيرا بين الكلام والفعل، إذ خسر المنتخب المغربي بغباء أمام تونس، حينها تراجع المدرب الأعلى راتبا في إفريقيا عن وعوده وقال في ندوة صحفية قبل مباراة الغابون «الهدف هو التأهيل إلى الدور الموالي لا يهم أن نكون في الصدارة»، وعندما تلقى صفعة أخرى أمام البلد المستضيف للدورة الكروية، تنازل عن كبريائه واعترف بكذبته، وطلب الصفح ممن باعهم الوهم.
وفي السياق ذاته، ظل المغاربة يتحرون عن راتب المدرب «العالمي»، وتبين أن حكاية الراتب «المعقول»، مجرد أكذوبة روجتها الجامعة للتستر على سخاء ما أتى الله به من سلطان. وهناك أكاذيب أخرى على غرار قانون المدرب الذي لازال معتقلا وأجرأة الكشف عن المنشطات في البطولة وتعميم الإنارة على الملاعب وغيرها من الوعود التي ماتت بالتقادم.
كذبة فنية.. التغطية الصحية
عندما تساقط الفنانون المغاربة كأوراق الخريف وتحول كثير منهم إلى زبائن دائمين للمصحات العمومية والخصوصية، طفا على السطح موضوع التغطية الصحية للفنانين، وقانون الفنان وحماية المهنة من الدخلاء صونا لكرامة الفنان، من خلال إنشاء مؤسسة تعنى بالمصالح الاجتماعية للفنانين، وهي التوصية الصادرة عن المؤتمر الأخير لنقابة محترفي المسرح، والتي تتقاطع أهدافها مع نقابة الموسيقيين، خاصة عند مفترق طرق الكرامة، لكن الأخبار القادمة من جنائز الفنانين ومن غرف العناية المركزة التي يرقد فيها كثير من الفنانين تؤكد أن التغطية الصحية مجرد «مسرحية» ساخرة بدعم نقابي.
كذبة طبية: السيليكون..
عضت كثير من السيدات على شفاههن من شدة الخوف والقلق، بعد أن أشار بلاغ لوزارة الصحة العمومية إلى أن العمليات التجميلية التي تستخدم فيها مادة السيليكون لرفع الثدي، والتي يتم تسويقها من قبل إحدى الشركات تشكل خطرا على صدور النسوة، لاسيما في ظل حديث عن ظهور حالات الإصابة بالسرطان، وتبرأت الوزارة من شركة نفخ الصدور، وقالت إن «العلامة التجارية للشركة ليست ضمن اللوازم الطبية لتجميل الثدي التي حصلت على رخصة التسجيل بالمغرب». وشرعت كثير من «نافخات» الصدور إلى التخلص من مادة السليكون بعد أن تبين أنها أكثر من كذبة طبية بل عاهة مزمنة.



معلومات عن الكذب والكذابين
مسيلمة الكذاب :
هو مسيلمة بن حبيب الملقّب بالكذاب، رجل من بني حنيفة، يقول المؤرخون إن سبب تسميته بمسيلمة استصغارا لشأنه بعد أن سمى نفسه بالرحمن، وتقول الروايات التاريخية أنه سمي بالكذاب لأنه دجال ادعى النبوءة في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لكن وفاة مسيلمة لم تقطع
دابر الكذابين بعد أن مارس أحفاده كل أشكال الكذب.


للكذب ألوان :
للكذب لون وطعم ورائحة كما يقول الباحثون في علم السلوك الفردي للإنسان، لكن للكذب ألوان في اللهجة المغربية، حيث تعتبر «الكذبة» البيضاء مجرد مزحة، هي الأقرب إلى
الصفح، إذ نادرا ما يعاتب صاحبها أو يلام لمجرد ترويجها.


عراضة كذابية :
يتداول المغاربة في القاموس الشعبي المغربي عبارة «العراضة الكذابية»، وهي تعبير عن ترحيب زائف، يجعلك أمام شخص يدعوك بحذر للدخول إلى منزله وتناول طعام غذائه، وحين تبدي اعتراضا بلطف على الاستضافة يسارع إلى توديعك، وهو ما جعل هذا النوع من العزومة متداولا إلى أن تحول إلى صيغة مجاملة زائفة.

الشهر الأقل كذبا :
يعتقد الكثير من الناس أن شهر رمضان هو الشهر الوحيد في السنة الذي يضعف فيه «صبيب» الكذب، والحال أن الشهر الأقل كذبا هو شهر فبراير لعدم اكتمال أيامه، وأكدت مجموعة من الدراسات التي أجراها مهتمون بالسلوك الإنساني في رمضان أن الشهر الفضيل لا يحول دون انقراض مجموعة من السلوكات المرفوضة وأن الإمساك الحقيقي هو الإمساك عن شهوة البطن.


قاموس الكذابين :
للكذب أسماء عديدة في اللهجة الدارجة المغربية، وأصبحت له اشتقاقات لغوية وتشابيه واستعارات، فالكذب هو الزعت والغميق ومنصور وإطلاق السلوكية، وزيادة الفحم، «فيخرات»، التبويل والسمرة، والزفوط، والطليق والتفركيع وغيرها من المشتقات اللغوية المتداولة في اللهجة الدارجة بالخصوص.


استثناء في الكذب :
أصبح أول أبريل هو اليوم المباح فيه الكذب لدى جميع شعوب العالم فيما عدا الشعبين الإسباني والألماني، والسبب أن هذا اليوم مقدس في إسبانيا دينيا، أما في ألمانيا فهو يوافق يوم ميلاد «بسمارك « الزعيم الألماني الشهير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.