شددت برلمانية إسبانية، تمثل مدينة سبتةالمحتلة عن الحزب الشعبي، في مجلس الشيوخ، يوم أمس، على ضرورة سحب جوازات سفر النساء المغربيات اللائي يعبُرن الحدود من أجل الولادة في هذه المدينة، إلى حين أدائهن تكاليف الرعاية الصحية الخاصة بالتوليد، التي يستفدن منها. وكشفت البرلمانية لوث إيلينا سانين، في ندوة صحافية عن حملة حزبها اليميني الحاكم من أجل إقرار ما وصفته بأنه «إصلاحات حقيقية» للحد من نزيف الأزمة الاقتصادية التي تعيشها الجارة الشمالية، من بينها «سحب جواز السفر من المغربيات اللواتي يدخلن سبتة وإعطاؤهن وثيقة إثبات شخصية بديلة تسمح بالتجول داخل المدينة إلى غاية تأديتهن فاتورة توليدهن في المشفى». وبررت سانين طلبها بأن هذا الإجراء سيكون بمثابة «رهن»، من شأنه ضمان تسديدهن تكاليف الرعاية الطبية اتي يحصلن عليها في قسم التوليد داخل مسشتفى المدينة قبل مغادرتهن في اتجاه الفنيدق أو تطوان. «ينبغي التمييز بين حمل المغربيات اللائي يقمن في سبتة، سواء بشكل قانون أو غير قانوني، اللواتي يحصلن على متابعة طبية أثناء فترة الحمل وعلى رعاية أثناء الولادة وفي ما بعدها، وبين المغربيات اللواتي يأتين فقط بهدف الولادة»، تقول لوث، مشددة على «ضرورة تطبيق القانون في حقهن». وقدرت عضو مجلس الشيوخ الإسبانية تكلفة الرعاية الطبية التي استفادت منها المغربيات ما بين 2004 و2009 ب7 ملايين أورو، وهو رقم مُبالَغ فيه، حسب تقديرات أطباء إسبان، فيما تدرس حكومة سبتة، بدورها، المصادقة على هذا القرار، الذي سيمنع على النساء المغربيات الولادة مجانا داخل مستشفاها الإقليمي. كما ستعمل على سحب جواز السفر من كل امرأة حامل أرادت دخول المدينة إلى غاية عودتها، تفاديا لتوجهها إلى المستشفى للولادة. من جهته، كشف تقرير من المعهد الوطني للتدبير الصحي الإسباني أن نسبة عدد الولادات لأطفال مغاربة سجل ارتفاعا مهمّاً، بسبب رغبة عدد من الأمهات المغربيات، خاصة عند اقتراب موعد الولادة، في الانتقال من أجل الوضع في سبتة. وأظهر التقرير أن عدد الولادات في المستشفى المدني لسبتة يفوق 600 ولادة سنويا. وإلى غاية نونبر الماضي، فإن عدد الولادات في مدينة سبتةالمحتلة وصل إلى 1450 مولودا، منهم 870 مولودا رأوا النور في المدينة ذاتها من أبوين مغربيين يتحدران من القرى المشارفة على المدينة، كبليونش، ومن عمالة المضيق -الفنيدق أو ولاية تطوان، وبهذا تكون سنة 2009 السنة التي سُجِّل فيها أكبر عدد من الولادات في صفوف المغربيات، بنسبة 60 %، بعد أن كانت سنة 2006 في السابق هي السنة التي سُجِّل فيها أكبر عدد من الولادات في صفوف المغربيات، حين وصل عدد الأطفال المغاربة 411 طفلا مغربيا مولودين، فيما سُجِّلت في سنة 2005 ولادة 800 طفل مغربي فقط، من أصل 1323 ولادة تمت في مستشفى «إينخيسا».