علمت «المساء» أن السلطات المغربية بمطار محمد الخامس أوقفت، يوم السبت الماضي، مواطنا ينحدر من مدينة فاس يسمى (محمد.ق)، بعد اشتباهها في أنه يسعى إلى التوجه إلى سوريا عبر تركيا، من أجل الانضمام إلى الجماعات المسلحة التي تقاتل ضد نظام بشار الأسد، استجابة للنداء الذي وجهه المؤتمر الأخير لعلماء السنة المجتمعين في القاهرة ب«النفير إلى الجهاد في أرض الشام». وأكدت مصادر مطلعة ل«المساء»، أن المشتبه به، وهو في الثلاثينات من عمره، متزوج وأب لطفلين، تشتبه السلطات في أن له علاقة بالتيار السلفي الجهادي، وتم اعتقاله أثناء عودته من تركيا، حيث قالت مصادر من عائلته إنه كان هناك طلبا للرزق، بعد أن ضاقت به الظروف في مدينة فاس، وأن ما يقال عن رغبته في التوجه إلى «الجهاد» في سوريا هو أمر لا أساس له من الصحة. وأضافت المصادر نفسها أن الموقوف يوجد، منذ يوم السبت الماضي، في مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالمعاريف بالدار البيضاء، في الوقت الذي عجزت فيه عائلته عن الاتصال به أو معرفة أي من التفاصيل المتعلقة به، خاصة زوجته التي تقطن بمدينة فاس، رغم تلقيها اتصالا من عناصر الفرقة الوطنية لإعلامها بمكان تواجده، دون تقديم معلومات إضافية. وكانت السلطات المغربية قد أعلنت حالة من الاستنفار، بعد صدور البيان الختامي لمؤتمر علماء السنة الذي انعقد مؤخرا في مدينة القاهرة بمصر، بمشاركة مجموعة من الوجوه السلفية المغربية، يتقدمهم رموز ما يعرف ب«السلفية الجهادية»، وهو البيان الذي دعا إلى إعلان «الجهاد» لمواجهة ما أسماه الهجوم الشيعي بقيادة إيران وحزب الله على سوريا، بالتزامن مع إعلان الولاياتالمتحدةالأمريكية نيتها تسليح المعارضة السورية لمواجهة نظام بشار الأسد. وأدلى بعض من الشيوخ المغاربة بتصريحات صحفية، في محاولة على ما يبدو للتخفيف من لهجة البيان الختامي للمؤتمر، وتبرئة أنفسهم من الدعوة إلى «الجهاد» في سوريا، حيث أكد الشيخ محمد الفيزازي أن البيان لم يطرح للنقاش بين المشاركين، في حين أكد مولاي عمر بن حماد، نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة، بأن ما ينقص الثورة السورية هو السلاح وليس البشر، دون أن تنجح هذه التصريحات في التخفيف من قلق السلطات من احتمال استجابة أنصار التيار السلفي للدعوة إلى «الجهاد» في سوريا.