بنما تعتبر مبادرة الحكم الذاتي "الأساس الأكثر جدية ومصداقية وواقعية" و"الحل الوحيد في المستقبل" لتسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية    "لارام" تطلق برنامج رحلات صيفي غير مسبوق    إتلاف ألف طن من المواد الفاسدة وتسجيل 12 ألف مخالفة خلال مراقبة الأسواق    تلفزيون إيران الرسمي يستأنف البث المباشر بعد الضربة الإسرائيلية    ترامب: إيران لن تربح هذه الحرب    قصة نجاح لمفخرة مغربية    إضراب جديد في قطاع التعليم العالي    المغرب والسعودية يوقعان "مذكرة تفاهم" لمكافحة التصحر وحماية النظم البيئية الغابوية (فيديو)    3 مشاريع مراسيم على طاولة مجلس الحكومة    التامني: البرلمان أصبح مجرد غرفة تسجيل والتصويت يكون جاهزا مسبقا    غزة تنعى قتلى قرب مركز مساعدات    رويترز.. طهران تطلب من قطر والسعودية وسلطنة عُمان التدخل لدى ترامب للضغط على إسرائيل للموافقة على وقف فوري لإطلاق النار    فريق الرجاء يؤجل انطلاق التداريب    نشرة إنذارية.. زخات رعدية قوية ورياح بأقاليم الجهة الشرقية    435 سجينا يحصلون على شهادة البكالوريا    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    خسائر مادية توقف ثلاثينيا بمدينة فاس    إسبانيا تفشل عملية تهريب 13 سيارة مسروقة نحو المغرب    جراحات جبل "طوبقال" القديمة    فرجة "دراغون" تلقى الإقبال في أمريكا الشمالية    وزارة الأوقاف تحدد موعد قرعة الحج    وزارة الاوقاف تصدر إعلانا هاما للراغبين في أداء مناسك الحج    نصائح ذهبية لحماية المسنين من ارتفاع الحرارة        سبتة المحتلة تسجّل دخول 87 مهاجرا سريّا في غضون 15 يوما    وفاة طفلة مغربية إثر صعقة كهربائية داخل لعبة هوائية بمهرجان في إسبانيا (فيديو)    بنما: مبادرة الحكم الذاتي تمثل الحل الواقعي الوحيد لقضية الصحراء    حزب الكتاب يعبر عن إدانته القوية ورفضه القاطع لما يتعرض له الشعب الإيراني من عدوان صهيوني غاشم    العصبة الاحترافية تعلن عن مواعيد مباريات نصف نهائي كأس العرش    قميص الوداد يحصد وصافة الأفضل عالميا    أسبوع الفرس .. تنظيم الدورة الأربعين من 5 إلى 13 يوليوز المقبل بالرباط    في أول لقاء مع جمهوره المغربي.. ديستانكت يكشف ألبومه العالمي وسط تفاعل صاخب    تير شتيغن يتخذ أولى خطوات رحيله عن برشلونة        "أرواح غيوانية" يُكرّم رموز المجموعات الغيوانية ويُعيد أمجاد الأغنية الملتزمة    الذهب يقترب من أعلى مستوياته في شهرين    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولات الأسبوع بأداء سلبي    الهند تعلن العثور على الصندوق الأسود الثاني للطائرة المنكوبة    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الإثنين    برلماني يطالب بالتحقيق في صفقات "غير شفافة في مستشفى ابن سينا الجديد    إيران تعلن إعدام "جاسوس" عمل لصالح الموساد الإسرائيلي        الاتحاد الدولي لكرة القدم يرد على المشككين في "الموندياليتو"    النفط يرتفع في ظل تصاعد المخاوف من تعطل الإمدادات        "نقاش الأحرار" يحط الرحال بسوس    ألكسندر دوغين: إسرائيل قد تلجأ إلى "خيار شمشون" وتستخدم السلاح النووي    توتنهام الإنجليزي يضم المهاجم الفرنسي ماتيس تيل بشكل نهائي    حملات تضليل رقمية تستهدف حموشي.. وتُراهن على النصاب هشام جيراندو    المهرجان الدولي للفيلم بالداخلة يحتفي بشخصيات بارزة من عالم الفن السابع    بعد غيابه لقرن من الزمان.. كزناية تحتضن مهرجان التبوريدة    فقدان حاسة السمع يرفع خطر الإصابة بالخرف    فرينش مونتانا يشعل حفل افتتاح مونديال الأندية بأمريكا بإطلالة بقميص المنتخب المغربي بخريطة المغرب كاملة    إيران تقصف معهد وايزمان الإسرائيلي للعلوم    ماذا يفعل تحطُّم الطائرة بجسم الإنسان؟    قصة "حصان طروادة" المعتمَد حديثاً في المملكة المتحدة لعلاج سرطان خلايا البلازما        السبحة.. هدية الحجاج التي تتجاوز قيمتها المادية إلى رمزية روحية خالدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من الرباط إلى دمشق.. جهاديون مغاربة في سوريا
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 30 - 08 - 2012

من الرباط إلى دمشق مسار متطوعين مغاربة اختاروا الجهاد في سوريا إلى جانب المقاتلين العرب، في صفوف الجيش الحر أو في كتيبة من كتائب المجموعات السلفية المقاتلة.. قبل مغادرة المغرب حصل المتطوعون على تزكية دينية لفعلهم تحمل توقيع شيوخ سلفيين مغاربة باركوا «الجهاد المحمود» في سوريا ودعوا إلى «نصرة» المقاتلين فيها.
جهاديون يقاتلون
الأسد في سوريا
تواصل وسائل الإعلام عرض أخبار مغاربة توجهوا إلى سوريا للمشاركة في القتال الدائر بين نظام بشار الأسد والمجموعات المسلحة، منهم من «قضى نحبه» في المعارك هناك إلى جانب الجيش السوري الحر كالشاب رشيد وهبي من مدينة سبتة الذي أعلنت صحيفة الباييس الإسبانية نبأ وفاته، ومنهم من لايزال «يجاهد» متنقلا بين جبهات القتال في حلب ودمشق وحمص.
أعمارهم مختلفة وينحدر عدد منهم من مدينتي تطوان والفنيدق شمال المغرب على الحدود مع إسبانيا، وبعضهم من عاش مهاجرا في أوروبا قبل أن يعتزم السفر إلى سوريا.
آخر ما تناقلته وسائل الإعلام جاء في تقرير لوكالة «رويترز» عن طبيب الأسنان المغربي أحمد -42 عاما-، يعمل في باريس ونشأ في عائلة مغربية متدينة، وأصبح يضع ثقته في «حكمة كبار رجال الدين لكبح جماح طوفان الغضب في سوريا»، أو أبو قتادة المحامي المغربي الذي تلقى تعليمه في إيطاليا وقضى أسبوعين في حلب ليكتشف أن الحرب في سوريا ليست معركة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، وأن «أنهارا من دماء السنة ستسيل في سوريا قبل تحرير سوريا من طغيان الأسد».
«مغاربة سوريا»؟
أخبار المغاربة في سوريا أتت كذلك على لسان القادة الميدانيين للجيش الحر، من خلال تصريحات تحدثت عن مشاركة المتطوعين العرب من المغرب وليبيا وفلسطين في الحرب الدائرة هناك.
بيد أن هذا الحضور المغربي على جبهات القتال في سوريا لا يرقى، حسب عبد الله الرامي الباحث في التيارات الجهادية، إلى مرتبة الظاهرة التي يمكن أن نسميها ب «مغاربة سوريا»، مثلما تحيل إليه تسميات «مغاربة العراق» أو «مغاربة أفغانستان»، فالحضور المغربي في سوريا على صحته لم يقدم بعد مؤشرات كافية تسمح باعتباره ظاهرة.
يقول الرامي إن حضور المغاربة على الجبهات في سوريا يظهر من خلال تصريحات السوريين والتقارير الإعلامية، وتؤكده أخبار «استشهاد» بعضهم هناك، وهو وجود يعلمه الجميع كما هو الشأن بالنسبة للحضور التونسي أو الليبي. كما لا ينفي الباحث وجود متابعة أمنية دقيقة للشباب المغاربة الذين يتوجهون إلى سوريا، على الرغم من أن السلطات المغربية تؤكد رسميا أن لا علم لها بسفر المغاربة إلى سوريا ل «لجهاد».
وبعيدا عن العمل الأمني الذي تحتكر السلطات المغربية خلاصاته، تظل التساؤلات عن عدد المغاربة الموجودين حاليا بالجيشالحر أو بالميليشيات المسلحة بسوريا مطروحا، فلا أحد يستطيع تقديم جواب حقيقي، يقول مصطفي العباسي مراسل جريدة الأحداث المغربية من مدينة تطوان شمال المغرب، وهناك بعض المصادر الإعلامية الإسبانية رفعت السقف إلى ما يزيد عن 200 عنصر، جلهم ينتمون إلى مدينة سبتة ، ومدن تطوان والفنيدق
الطريق إلى دمشق؟
طرق المغاربة إلى سوريا مختلفة، جلها عبر تركيا. منهم من يسافر عبر الطائرة مباشرة من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء إلى تركيا ومن ثم إلى سوريا عبر الحدود الشمالية، أو يصل تركيا من خلال التنقل عبر عدد من الدول، مستفيدا من غياب شرط التأشيرة لدخول الأراضي التركية.
والطريق عبر تركيا باتت بالنسبة للمغاربة، كغيرهم من «الجهاديين» الوافدين من دول عربية أخرى، طريقا سالكة وتقليدية، يسهلها تغاضي و»دعم» سلطات أنقرة، وتجاهل السلطات الأمنية في دول عربية أخرى يعبر منها المتطوعون كدول المغرب العربي.
ويقدم الرامي تفسيرا للسهولة التي تميز هذا المسلك العربي-التركي إلى سوريا بالإشارة إلى مفهوم جهادي مركزي يؤطر عمل الجهاديين، هو مفهوم «الجهاد المحمود» الذي يستثمر عملية «تجنيد عن بعد» تقوم على «العمل الإعلامي الاستراتيجي لبعض القنوات العربية من خلال عرض مكثف لصور القتال الدائر في سوريا ومشاهد الضحايا».
ويشير الرامي إلى وجود شبكة من القنوات الفكرية والتنظيمية تصدر الجهاد إلى سوريا من المغرب ومن دول أخرى، ويفسر الرامي هذه الشبكات بما اعتبره «تحالفا ضمنيا وموضوعيا وغير متفق عليه بين التيار الجهادي العالمي والدول التي من مصلحتها إسقاط النظام السوري. وهذا التحالف يقوم أولا على تفريغ الساحات العربية، وخصوصا الليبية، من الجهاديين من خلال تصديرهم إلى سوريا، وثانيا من خلال استثمار معنويات التيار الجهادي لمجابهة النظام السوري ومواجهة المحور المذهبي الشيعي الممثل في النظام السوري العلوي والنظام الإيراني والمحور الشيعي في المنطقة عموما.
في المقابل يشير الرامي إلى النظام السوري الذي يستثمر التيار الجهادي، لأن النظام السوري ،يقول الرامي، «له علاقة بالتيار الجهادي، حيث كان يدخل الجهاديين إلى العراق، ويدرك منذ بداية الصراع أنه سيتم استخدام التيار الجهادي ضده، على اعتبار أن التيار الجهادي العالمي تيار غير متجانس وبوسع كل دولة استعماله واستثماره بما يخدم مصالحها.
ويسوق الرامي نموذج أبو مصعب السوري الذي قام النظام السوري بإطلاق سراحه مؤخرا، وهو قيادي بارز في تنظيم القاعدة يعلن خلافه مع تيار الإخوان المسلمين ويرفض الخضوع لسلطة الدول في ممارسة الجهاد. والنظام السوري حين أطلق أبو مصعب السوري فلأنه أدرك هذا الخلاف ومضى في نفس المسلك الذي قام به النظامالسعودي الذي أطلق جهاديين بشكل سري وعلني، ومثلما فعلت تونس ومصر التي أفرجت عن أخ الظواهري الذي يقال إنه يوجد اليوم في سوريا.
تزكيات شيوخ السلفية
غياب التأشيرة التركية لوصول المغاربة إلى سوريا يقابله حضور قوي لتأشيرات أخرى ذات طبيعة دينية، هي ما يصطلح عليه بالتزكية التي يمارسها شيوخ سلفيون مغاربة.
يقول الرامي في المغرب يتم الذهاب إلى سوريا تطبيقا لمفهوم النصرة، وهو مفهوم مركزي في أدبيات التيار الجهادي العالمي ويسوقه أشخاص يرتبطون بتيارات جهادية كتنظيم النصرة في سوريا أو لهم صلات خاصة ومباشرة مع الشيخ السلفي السوري عدنان العرعور الذي يقوم بقيادة العمل المسلح في سوريا، ويوجد لديه جمهور واسع في المغرب.
ويقدم الباحث نموذج شيخين سلفيين مغربيين معروفين يقومان بتزكية فعل الجهاد في سوريا للمغاربة الراغبين فيه، على اعتبار أن سوريا تشكل لدى التيار الجهادي العالمي «الجبهة الحامية للجهاد» في الوقت الراهن:
الشيخ الأول هو الشيخ محمد المغراوي مؤسس دار القرآن بمدينة مراكش الذي تربطه بالشيخ العرعور علاقة صداقة وود متينة، حيث واجه الاثنان حملة السلطات السعودية لضرب الفكر السلفي الجهادي من خلال ما عرف بالفكر المدخلي.
أما ثاني الشيوخ السلفيين فهو الشيخ عمر الحدوشي المعتقل السابق في السجون المغربية، والذي يعتبر رمزا للسلفية الجهادية بالمغرب، ويعمل على تزكية الفعل الجهادي في سوريا للراغبين في السفر إليها.
وللشيخ الحدوشي، يقول الرامي، علاقات وطيدة بالتيار السلفي في المغرب العربي وخصوصا في تونس مع تيار أنصار الشريعة الذي يتزعمه شيوخ خدموا في أفغانستان في السابق. ونقلت وسائل الإعلام المغربية شهادات في محيط شباب سافروا إلى سوريا أبرزت التأثير الذي كان للشيخ الحدوشي في استقطاب الجهاديين إلى بلاد الشام.
كما يشير الرامي كذلك إلى علاقات سابقة للأوساط الجهادية في المغرب بالشيخ السوري أبو بصير الطرطوسي، وهو ما أسهم بدوره في عملية استقطاب المتطوعين وتجنيدهم.
والتزكيات التي يقوم بها الشيخان، يقول الرامي، يتم التغاضي عنها من السلطات المغربية، تماما كما تفعل السلطات التونسية، وذلك لخدمة مصلحة مزدوجة: أولها تفريغ الساحة المغربية الداخلية من الجهاديين، ثم الانسجام مع سياسة المغرب الذي يعتبر من دول محور الاعتدال العربي ومن دول أصدقاء سوريا.
عن فرانس 24
جهاديون يقاتلون
الأسد في سوريا
تواصل وسائل الإعلام عرض أخبار مغاربة توجهوا إلى سوريا للمشاركة في القتال الدائر بين نظام بشار الأسد والمجموعات المسلحة، منهم من «قضى نحبه» في المعارك هناك إلى جانب الجيش السوري الحر كالشاب رشيد وهبي من مدينة سبتة الذي أعلنت صحيفة الباييس الإسبانية نبأ وفاته، ومنهم من لايزال «يجاهد» متنقلا بين جبهات القتال في حلب ودمشق وحمص.
أعمارهم مختلفة وينحدر عدد منهم من مدينتي تطوان والفنيدق شمال المغرب على الحدود مع إسبانيا، وبعضهم من عاش مهاجرا في أوروبا قبل أن يعتزم السفر إلى سوريا.
آخر ما تناقلته وسائل الإعلام جاء في تقرير لوكالة «رويترز» عن طبيب الأسنان المغربي أحمد -42 عاما-، يعمل في باريس ونشأ في عائلة مغربية متدينة، وأصبح يضع ثقته في «حكمة كبار رجال الدين لكبح جماح طوفان الغضب في سوريا»، أو أبو قتادة المحامي المغربي الذي تلقى تعليمه في إيطاليا وقضى أسبوعين في حلب ليكتشف أن الحرب في سوريا ليست معركة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، وأن «أنهارا من دماء السنة ستسيل في سوريا قبل تحرير سوريا من طغيان الأسد».
«مغاربة سوريا»؟
أخبار المغاربة في سوريا أتت كذلك على لسان القادة الميدانيين للجيش الحر، من خلال تصريحات تحدثت عن مشاركة المتطوعين العرب من المغرب وليبيا وفلسطين في الحرب الدائرة هناك.
بيد أن هذا الحضور المغربي على جبهات القتال في سوريا لا يرقى، حسب عبد الله الرامي الباحث في التيارات الجهادية، إلى مرتبة الظاهرة التي يمكن أن نسميها ب «مغاربة سوريا»، مثلما تحيل إليه تسميات «مغاربة العراق» أو «مغاربة أفغانستان»، فالحضور المغربي في سوريا على صحته لم يقدم بعد مؤشرات كافية تسمح باعتباره ظاهرة.
يقول الرامي إن حضور المغاربة على الجبهات في سوريا يظهر من خلال تصريحات السوريين والتقارير الإعلامية، وتؤكده أخبار «استشهاد» بعضهم هناك، وهو وجود يعلمه الجميع كما هو الشأن بالنسبة للحضور التونسي أو الليبي. كما لا ينفي الباحث وجود متابعة أمنية دقيقة للشباب المغاربة الذين يتوجهون إلى سوريا، على الرغم من أن السلطات المغربية تؤكد رسميا أن لا علم لها بسفر المغاربة إلى سوريا ل «لجهاد».
وبعيدا عن العمل الأمني الذي تحتكر السلطات المغربية خلاصاته، تظل التساؤلات عن عدد المغاربة الموجودين حاليا بالجيشالحر أو بالميليشيات المسلحة بسوريا مطروحا، فلا أحد يستطيع تقديم جواب حقيقي، يقول مصطفي العباسي مراسل جريدة الأحداث المغربية من مدينة تطوان شمال المغرب، وهناك بعض المصادر الإعلامية الإسبانية رفعت السقف إلى ما يزيد عن 200 عنصر، جلهم ينتمون إلى مدينة سبتة ، ومدن تطوان والفنيدق
الطريق إلى دمشق؟
طرق المغاربة إلى سوريا مختلفة، جلها عبر تركيا. منهم من يسافر عبر الطائرة مباشرة من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء إلى تركيا ومن ثم إلى سوريا عبر الحدود الشمالية، أو يصل تركيا من خلال التنقل عبر عدد من الدول، مستفيدا من غياب شرط التأشيرة لدخول الأراضي التركية.
والطريق عبر تركيا باتت بالنسبة للمغاربة، كغيرهم من «الجهاديين» الوافدين من دول عربية أخرى، طريقا سالكة وتقليدية، يسهلها تغاضي و»دعم» سلطات أنقرة، وتجاهل السلطات الأمنية في دول عربية أخرى يعبر منها المتطوعون كدول المغرب العربي.
ويقدم الرامي تفسيرا للسهولة التي تميز هذا المسلك العربي-التركي إلى سوريا بالإشارة إلى مفهوم جهادي مركزي يؤطر عمل الجهاديين، هو مفهوم «الجهاد المحمود» الذي يستثمر عملية «تجنيد عن بعد» تقوم على «العمل الإعلامي الاستراتيجي لبعض القنوات العربية من خلال عرض مكثف لصور القتال الدائر في سوريا ومشاهد الضحايا».
ويشير الرامي إلى وجود شبكة من القنوات الفكرية والتنظيمية تصدر الجهاد إلى سوريا من المغرب ومن دول أخرى، ويفسر الرامي هذه الشبكات بما اعتبره «تحالفا ضمنيا وموضوعيا وغير متفق عليه بين التيار الجهادي العالمي والدول التي من مصلحتها إسقاط النظام السوري. وهذا التحالف يقوم أولا على تفريغ الساحات العربية، وخصوصا الليبية، من الجهاديين من خلال تصديرهم إلى سوريا، وثانيا من خلال استثمار معنويات التيار الجهادي لمجابهة النظام السوري ومواجهة المحور المذهبي الشيعي الممثل في النظام السوري العلوي والنظام الإيراني والمحور الشيعي في المنطقة عموما.
في المقابل يشير الرامي إلى النظام السوري الذي يستثمر التيار الجهادي، لأن النظام السوري ،يقول الرامي، «له علاقة بالتيار الجهادي، حيث كان يدخل الجهاديين إلى العراق، ويدرك منذ بداية الصراع أنه سيتم استخدام التيار الجهادي ضده، على اعتبار أن التيار الجهادي العالمي تيار غير متجانس وبوسع كل دولة استعماله واستثماره بما يخدم مصالحها.
ويسوق الرامي نموذج أبو مصعب السوري الذي قام النظام السوري بإطلاق سراحه مؤخرا، وهو قيادي بارز في تنظيم القاعدة يعلن خلافه مع تيار الإخوان المسلمين ويرفض الخضوع لسلطة الدول في ممارسة الجهاد. والنظام السوري حين أطلق أبو مصعب السوري فلأنه أدرك هذا الخلاف ومضى في نفس المسلك الذي قام به النظامالسعودي الذي أطلق جهاديين بشكل سري وعلني، ومثلما فعلت تونس ومصر التي أفرجت عن أخ الظواهري الذي يقال إنه يوجد اليوم في سوريا.
تزكيات شيوخ السلفية
غياب التأشيرة التركية لوصول المغاربة إلى سوريا يقابله حضور قوي لتأشيرات أخرى ذات طبيعة دينية، هي ما يصطلح عليه بالتزكية التي يمارسها شيوخ سلفيون مغاربة.
يقول الرامي في المغرب يتم الذهاب إلى سوريا تطبيقا لمفهوم النصرة، وهو مفهوم مركزي في أدبيات التيار الجهادي العالمي ويسوقه أشخاص يرتبطون بتيارات جهادية كتنظيم النصرة في سوريا أو لهم صلات خاصة ومباشرة مع الشيخ السلفي السوري عدنان العرعور الذي يقوم بقيادة العمل المسلح في سوريا، ويوجد لديه جمهور واسع في المغرب.
ويقدم الباحث نموذج شيخين سلفيين مغربيين معروفين يقومان بتزكية فعل الجهاد في سوريا للمغاربة الراغبين فيه، على اعتبار أن سوريا تشكل لدى التيار الجهادي العالمي «الجبهة الحامية للجهاد» في الوقت الراهن:
الشيخ الأول هو الشيخ محمد المغراوي مؤسس دار القرآن بمدينة مراكش الذي تربطه بالشيخ العرعور علاقة صداقة وود متينة، حيث واجه الاثنان حملة السلطات السعودية لضرب الفكر السلفي الجهادي من خلال ما عرف بالفكر المدخلي.
أما ثاني الشيوخ السلفيين فهو الشيخ عمر الحدوشي المعتقل السابق في السجون المغربية، والذي يعتبر رمزا للسلفية الجهادية بالمغرب، ويعمل على تزكية الفعل الجهادي في سوريا للراغبين في السفر إليها.
وللشيخ الحدوشي، يقول الرامي، علاقات وطيدة بالتيار السلفي في المغرب العربي وخصوصا في تونس مع تيار أنصار الشريعة الذي يتزعمه شيوخ خدموا في أفغانستان في السابق. ونقلت وسائل الإعلام المغربية شهادات في محيط شباب سافروا إلى سوريا أبرزت التأثير الذي كان للشيخ الحدوشي في استقطاب الجهاديين إلى بلاد الشام.
كما يشير الرامي كذلك إلى علاقات سابقة للأوساط الجهادية في المغرب بالشيخ السوري أبو بصير الطرطوسي، وهو ما أسهم بدوره في عملية استقطاب المتطوعين وتجنيدهم.
والتزكيات التي يقوم بها الشيخان، يقول الرامي، يتم التغاضي عنها من السلطات المغربية، تماما كما تفعل السلطات التونسية، وذلك لخدمة مصلحة مزدوجة: أولها تفريغ الساحة المغربية الداخلية من الجهاديين، ثم الانسجام مع سياسة المغرب الذي يعتبر من دول محور الاعتدال العربي ومن دول أصدقاء سوريا.
عن فرانس 24
من جهة أخرى، عبر بعض المسؤولين الجماعيين عن تحفظهم تجاه مثل هذه الخطوات، على اعتبار أن أية مبادرة يجب أن تسبقها دراسة مستقلة ومحايدة مبنية على أرقام ومعطيات موضوعية وعلمية قبل الإقبال على أي قرار، وأكد هؤلاء أن مراجعة عقود استغلال مرافق الجماعة الحضرية من طرف الخواص، يجب مراجعها بالفعل، لأنه لا يعقل أن نكتري مرفقاً جماعياً بسومة 750 درهما للشهر، في الوقت الذي يدر فيه ملايين الدراهم على المستغلين، موضحين أن الدار البيضاء الآن تسير بدون ميزانية بحكم الديون المترتبة عليها تجاه شركات التدبير المفوض، خصوصاً شركات النظافة، وهي مطالبة من طرف وزارة الداخلية بأداء ما بذمتها لهذه الشركات حتى تصرف لها هذه الميزانية، وهو ما لا يمكن أن ينفذه مجلس المدينة بحكم أنه وصل الى الحد الأقصى للاقتراضات لتظل هذه الميزانية معلقة. وهذا مرده الى العشوائية في تدبير مداخيل المدينة وافتقاد المجلس لآليات من شأنها تطوير هذه المداخيل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.