بسبب تعديلات مدونة الأسرة.. البرلمانية اليسارية التامني تتعرض لحملة "ممنهجة للارهاب الفكري"وحزبها يحشد محاميه للذهاب إلى القضاء    تحويل الرأسمالية بالاقتصاد اليساري الجديد    بلجيكا تعين ضابط مخابرات في المغرب الصيف المقبل    غير كيزيدو يسدو على ريوسهم: الجزائر انسحبت من كاس العرب فالمغرب بسبب خريطة المغربة    نجم مغربي يضع الزمالك المصري في أزمة حقيقية    الاستعمالات المشروعة للقنب الهندي .. إصدار 2905 تراخيص إلى غاية 23 أبريل الجاري    رصد في ضواحي طنجة.. "القط الأنمر" مهدد بالانقراض ويوجد فقط في حدائق الحيوانات    المغربي إلياس حجري يُتوّج بلقب القارئ العالمي للقرآن    تأملات الجاحظ حول الترجمة: وليس الحائك كالبزاز    حفل تقديم وتوقيع المجموعة القصصية "لا شيء يعجبني…" للقاصة فاطمة الزهراء المرابط بالقنيطرة    مهرجان فاس للثقافة الصوفية.. الفنان الفرنساوي باسكال سافر بالجمهور فرحلة روحية    الدراجات النارية وحوادث السير بالمدن المغربية    عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش الاسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر من نتانياهو    بوغطاط المغربي | محمد حاجب يهدد بالعودة إلى درب الإرهاب ويتوّعد بتفجير رأس كل من "يهاجمه".. وما السر وراء تحالفه مع "البوليساريو"؟؟    توقعات أحوال الطقس اليوم الخميس بالمملكة    مكتب التكوين المهني/شركة "أفريقيا".. الاحتفاء بالفوجين الرابع والخامس ل"تكوين المعل م" بالداخلة    واشنطن طلبات من إسرائيل تعطي إجابات بخصوص "المقابر الجماعية" ف غزة    أكاديمية المملكة تعمق البحث في تاريخ حضارة اليمن والتقاطعات مع المغرب    الصين تكشف عن مهام مهمة الفضاء المأهولة "شنتشو-18"    الولايات المتحدة.. أرباح "ميتا" تتجاوز التوقعات خلال الربع الأول    بطولة فرنسا: موناكو يفوز على ليل ويؤجل تتويج باريس سان جرمان    أخنوش: الربط بين التساقطات المطرية ونجاح السياسات العمومية "غير مقبول"    ماركس: قلق المعرفة يغذي الآداب المقارنة .. و"الانتظارات الإيديولوجية" خطرة    بني ملال…تعزيز البنية التحتية الرياضية ومواصلة تأهيل الطرقات والأحياء بالمدينة    ما هو سيناريو رون آراد الذي حذر منه أبو عبيدة؟    اتفاقية الصيد البحري..حجر ثقيل في حذاء علاقات إسبانيا والمغرب!    تعزيز التعاون الفلاحي محور مباحثات صديقي مع نائبة رئيسة مجلس النواب التشيكي    أخرباش تشيد بوجاهة القرار الأممي بشأن الذكاء الاصطناعي الذي جاء بمبادرة من المغرب والولايات المتحدة    رابطة للطفولة تعرب عن قلقها من التركيز المبالغ فيه على محور التربية الجنسية والصحة الإنجابية للمراهق في دورة تكوين الأطر    الرئيس الموريتاني يترشح لولاية ثانية    كأس إيطاليا لكرة القدم.. أتالانتا يبلغ النهائي بفوزه على ضيفه فيورنتينا (4-1)    المنتخب المغربي ينهزم أمام مصر – بطولة اتحاد شمال إفريقيا    المنتخب المغربي لأقل من 18 سنة يفوز على غواتيمالا بالضربات الترجيحية    نور الدين مفتاح يكتب: العمائم الإيرانية والغمائم العربية    عاجل.. كأس إفريقيا 2025 بالمغرب سيتم تأجيلها    جنايات أكادير تصدر حكمها في ملف "تصفية أمين تشاريز"    الشاطئ البلدي لطنجة يلفظ جثة شاب فقد الأسبوع الماضي    أخنوش يرد على خصومه: الدولة الاجتماعية ليست مشروعا ل"البوليميك" والحكومة أحسنت تنزيله    بالأرقام .. أخنوش يكشف تدابير حكومته لمساندة المقاولات المتضررة جراء الأزمة الصحية    قميصُ بركان    مطار مراكش المنارة الدولي: ارتفاع بنسبة 22 في المائة في حركة النقل الجوي خلال الربع الأول من 2024    المغرب ومنظمة "الفاو" يوقعان على وثيقة "مستقبل مرن للماء" بميزانية 31.5 مليون دولار    لأول مرة في التاريخ سيرى ساكنة الناظور ومليلية هذا الحدث أوضح من العالم    إستعدادُ إسرائيل لهجوم "قريب جداً" على رفح    برنامج دعم السكن.. معطيات رسمية: 8500 استفدو وشراو ديور وكثر من 65 ألف طلب للدعم منهم 38 فالمائة عيالات    الفوائد الصحية للبروكلي .. كنز من المعادن والفيتامينات    دراسة: النظام الغذائي المتوازن قد يساهم في تحسين صحة الدماغ    مدير المنظمة العالمية للملكية الفكرية : الملكية الفكرية تدعم جميع جوانب الحياة في المغرب، بما في ذلك الزليج    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من خطر الإصابة بسرطان القولون        كلمة : الأغلبية والمناصب أولا !    اختتام فعاليات الويكاند المسرحي الثالث بآيت ورير    دراسة تبيّن وجود صلة بين بعض المستحلبات وخطر الإصابة بمرض السكري    في شأن الجدل القائم حول مدونة الأسرة بالمغرب: الجزء الأول    الموت يفجع شيماء عبد العزيز    أسعار الذهب تواصل الانخفاض    "نسب الطفل بين أسباب التخلي وهشاشة التبني"    الإيمان القوي بعودة بودريقة! يجب على الرجاء البيضاوي ومقاطعة مرس السلطان والبرلمان أن يذهبوا إليه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل يتحول المغرب إلى بلد نفطي؟
نشر في المساء يوم 20 - 11 - 2013

ما حقيقة الاحتياطيات الضخمة التي أعلنت شركات صينية وبريطانية عن اكتشافها في المغرب؟ ولماذا يكذب المكتب الوطني للهيدروكاربورات التقارير الواردة عن الشركات العالمية المكلفة بالتنقيب في المغرب، وبالمقابل، يعلن عن انطلاق عمليات الحفر في عشرات الآبار؟ وهل سيتحول المغرب في غمضة عين إلى بلد بترولي؟ وهل يمكن أن يتكرر سيناريو فضيحة «تالسنت»؟ ..تساؤلات وغيرها يطرحها المغاربة منذ شهور وهم يتابعون تهافت الشركات العالمية على التنقيب عن النفط في أراضي وبحار المغرب.
قبل حوالي 13 سنة من الآن، وبالضبط في سنة 2000، تفجرت فضيحة «تالسينت». أنذاك، أعلن يوسف الطاهري، وزير الطاقة والمعادن في حكومة عبد الرحمان اليوسفي، عن اكتشاف احتياطيات مهمة من البترول تقدر ب1.5 مليار برميل في مجموعة من الآبار بمنطقة «تالسينت». وسرعان ما تحولت هذه البشرى إلى محور رئيسي في خطاب الملك بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب من نفس السنة، الذي اعتبر أن حدث اكتشاف النفط لن يثني البلاد عن مواصلة مسيرتها في التنمية على مختلف الواجهات. لكن أسابيع قليلة بعد ذلك، تبخر الحلم واكتشف الجميع أن نفط «تالسينت» كان مجرد خدعة محبوكة من «مكايل كوستين»، رئيس شركة «لون سطار»، التي زفت بشرى اكتشاف مخزون كبير من النفط من أجل مضاعفة قيمة أسهمها في البورصة.
اليوم، تجدد الحلم لدى المغاربة، فمجموعة من الشركات المستفيدة من رخص التنقيب عن النفط والغاز أكدت وجود احتياطيات كبيرة جدا في العديد من نقاط التنقيب، خاصة في منطقة سيدي المختار قرب مدينة الصويرة، وهو الخبر الذي فتح شهية المكتب الوطني للهيدروكاربورات لإطلاق عمليات الحفر في 31 بئرا في المغرب، رغم أنه أصدر موازاة مع ذلك عدة بيانات نفى فيها وجود أي اكتشافات للغاز أو البترول، وأن ما تحدثت عنه مجموعة من التقارير الدولية يتعلق فقط بتقديرات أولية.
الصينيون والبريطانيون
يطلقون أولى التباشير
التباشير الأولى للغزوات البترولية والغازية الجديدة للشركات المنقبة عن النفط بالمغرب، جاءت مع إعلان شركة صينية متخصصة في التنقيب عن البترول أن المغرب سيتحول إلى جنة للغاز الطبيعي، بعد اكتشاف أكبر حقل للغاز بسواحل الصويرة.
وأوردت الإذاعة الصينية الدولية، التي نشرت الخبر، أن الشركة الصينية تمكنت من اكتشاف مخزون كبير من الغاز الطبيعي على الشريط الساحلي للمحيط الأطلسي، وذلك في منطقة سيدي المختار قرب مدينة الصويرة، مؤكدة أن أشغال التأكد من إمكانية استغلال الغاز ستبدأ خلال شهر نونبر المقبل، هذا في الوقت الذي فضلت فيه الحكومة التزام الصمت، حيث رفض العديد من المسؤولين تأكيد الخبر أو نفيه.
وقدرت الشركة مخزون الغاز الطبيعي في الحقل المكتشف، الذي يحمل اسم «مسكالة» وتبلغ مساحته 771 كيلومترا مربعا، بما بين 292 و776 مليار متر مكعب، مشيرة إلى أن هذا الاكتشاف دفعها إلى إرسال سفينة محملة بالمعدات الخاصة بالتنقيب من المتوقع أن تصل إلى ميناء أكادير خلال هذا الأسبوع.
أسابيع قليلة بعد ذلك، تواترت الأنباء والتقارير التي تتحدث عن اكتشاف احتياطيات جديدة في مجموعة من مناطق التنقيب، فقد أكدت شركة «لونغريش أويل» البريطانية أن موقع سيدي المختار بالصويرة يتوفر على احتياطات مهمة سيتم استغلالها قريبا، موضحة أن مساحة التنقيب في حقل سيدي مختار تمتد على 6172 كيلومترا. وحددت الشركة حوالي 40 بئرا للاستغلال من أهمها «كنزة، كبير، كوثر، قلعة، قصر، كامل، كاوي». وقد انطلقت أشغال الاستكشافات بحفر بئرين يتوقع أن يضما احتياطيا مهما من الغاز هما «بئر كوبا، وبئر قمر».
وتوصلت «لونغريتش أويل» من خلال استكشافاتها إلى أن حقل سيدي مختار توازي كثافته 33 مرة المعدل العالمي، وهي الدواعي التي دفعت الشركة إلى التسريع بانطلاق عملية الحفر في الموقع المذكور، كما اعتمدت على دراسات جيولوجية تؤكد توافق خليج كوبا الغني بالنفط، والذي قدر احتياطه ب 8 بلايين برميل مع ساحل الصويرة.
ووصل الأمر بمنطقة سيدي المختار إلى أن وفدا هاما، يضم مجموعة من الخبراء والمهتمين والمسؤولين، ترأس عملية ذبح خروف بالإقليم تيمنا ببدء عملية الحفر، من أجل التنقيب عن البترول والغاز الطبيعي.
وموازاة مع التقارير التي نشرتها الشركات المكلفة بالتنقيب، ظهرت مؤشرات أخرى إيجابية، حيث تحول المغرب إلى قبلة للشركات الراغبة في الاستفادة من رخص جديدة للتنقيب، وعلى رأسها «شيفرون» و»كيرن». وهو الأمر الذي اعتبره مجموعة من الخبراء دليلا قاطعا على وجود اكتشافات حقيقية للنفط والغاز بالمغرب.
استثمارات ضخمة وانطلاق
الحفر في 11 بئرا هذه السنة
أمام التقارير التي نشرتها الشركات المستفيدة من رخص التنقيب عن البترول والغاز في المغرب، لم يستطع المكتب الوطني للهيدروكاربورات، الذي تديره أمينة بنخضرا، أن يستمر وحيدا مغردا خارج السرب، إذ سرعان ما أعلن في بلاغ رسمي عن انطلاق عمليات الحفر بعرض السواحل المغربية، وكذا عن دخول شركة «كيرن» في الشراكة بين المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن «كوسموس إنيرجي» المتعلقة بتراخيص «كاب بوجدور أوفشور».
وأكد المكتب أن شركاءه، «كيرن إنيرجي بي إل سي» من خلال فرعها «كابريكورن»، وسان ليون وسيريكا ولونغريتش، أعلنوا عن حفر بئر الاستغلال «إف دي 1» الواقع عرض الساحل المغربي بين أكادير وسيدي إفني، على بعد 93 كلم عن السواحل المغربية بحقل فم درعة، موضحا أن عملية الحفر ستتم بواسطة آلية «كاجون إكسبرس»، التي تنتمي للجيل الخامس، وستدوم مدة تقدر ب60 يوما.
وقال المكتب إن هذا «النوع من التنقيب لم يتم قط تجريبه بالمغرب من قبل»، وأن «هذه البئر تعد الأولى ضمن سلسلة آبار استغلال مخطط لها»، مضيفا أنه سيتم إرسال آلة الحفر المذكورة بعد الانتهاء من حفر بئر «إف دي 1» إلى كاب جوبي لحفر بئر استغلال أخرى.
ورغم ذلك، ظل المكتب الوطني للهيدروكاربورات يتحدث فقط عن تقديرات بشأن إمكانات جيولوجية، وليس احتياطات، معتبرا أن القيام بالحفر وبالاختبارات وحده من سيوضح وجود النفط من عدمه.
من جهة أخرى، وبخصوص الشركات التي تشتغل حاليا بالمغرب، كشف المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن أن 31 شركة نفطية دولية، بينها شركات كبرى وأخرى مستقلة، تشتغل حاليا في مناطق مختلفة من المغرب، في البر والبحر.
كما أكد المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن المغربي أن المناطق الأكثر تقدما من حيث الاستكشاف ستعرف حفر آبار استكشافية في أواخر سنة 2013 وخلال سنة 2014، فيما يواصل المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، في إطار مخططه ووفقا لاستراتيجيته الشاملة، تعزيز وتقوية دينامية التنقيب عن النفط، من خلال جذب أكبر عدد ممكن من المستثمرين الدوليين وتكثيف أعمال البحث أكثر بالمغرب.

المغرب بلد نفطي منذ آلاف السنين
وبعيدا عن الاكتشافات أو التقديرات التي تعلن عنها شركات التنقيب عن النفط في المغرب، هناك مسألة مؤكدة ورسمية، وهي أن المغرب هو بالفعل بلد نفطي منذ آلاف السنين، إذ يؤكد المكتب الوطني للهيدروكاربورات أن المغرب يزخر باحتياطات هامة من الغاز الصخري، أي الصخر الزيتي، تقدر ب50 مليار برميل، وتجعله يحتل الرتبة السادسة عالميا.
وترى أمينة بنخضرا مديرة المكتب، أن طبيعة الصخر الزيتي وتعقد عملية إبراز قيمته تحول دون وصول المغرب إلى مرحلة الاستغلال الصناعي٬ مسجلة أن المكتب اعتمد منذ سنة 2005 استراتيجية لتطوير الصخر الزيتي تتمحور بالخصوص حول الشراكة مع الشركات النفطية والشركات المنفذة. وذكرت أنه ما بين 2006 و2007 قامت شركة «شيل» بمحاولات غير أنها لم تنضج على المستوى الصناعي، مشيرة إلى أن ثلاث شركات تعتزم حاليا القيام بمحاولات رائدة لاختبار النتائج المحصل عليها٬ في الوقت الذي يجري فيه المكتب مفاوضات مع شريكين حول تمحضيت لمنحهما مساحات حيث سيجريان بعض التجارب.
وبخصوص الغاز الزيتي٬ أضافت المسؤولة أن المغرب لازال في بداية المسلسل٬ موضحة أنه تم التوقيع على اتفاقيات مع ثلاث شركات تتوفر على رخص استكشاف، كما سجلت أن بعض الشركاء سيقومون٬ في هذه المرحلة من الاستغلال٬ بعمليات حفر وسيكون بمقدورهم عبر تحاليل الطبقات الأولى (300 متر) الحصول على معلومات ملموسة.
لكن، بين تقارير الشركات الدولية وبيانات المكتب الوطني للهيدروكاربورات والاحتياطيات الحقيقية للغاز الصخرى التي تخفيها القشرة الأرضية في بعض مناطق المغرب، تذهب بعض التحليلات إلى أن ما يتم الحديث عنه اليوم هو مجرد فقاعة أو بالون اختبار تحاول السلطات من خلالها جذب اهتمام المغاربة وتحويل انتباههم عن الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها المغرب حاليا، مؤكدة أنه خلال الشهور المقبلة سيستفيق المغاربة من هذا الحلم على كابوس يذكرنا مرة أخرى بفضيحة «تالسنت».
حصة المغاربة في البترول المكتشف لن تتجاوز 25 في المائة
حسب قانون الهيدروكاربورات في المغرب، فإن حصة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن حددت في 25 بالمائة في جميع استثمارات التنقيب والإنتاج، وهي أدنى نسبة في المنطقة، فهي جد منخفضة مقارنة مع 51 بالمائة التي تفرضها الجزائر على كل الاستثمارات الداخلية. كما أن الرسوم التي يفرضها المغرب على الشركات المنقبة تعتبر، هي الأخرى، متواضعة نسبيا، إذ لا تتجاوز 10 بالمائة بالنسبة للإنتاج، ما يجعل حصة مشاركة الحكومة محددة في نسبة 35 بالمائة في أي استثمار. إضافة إلى استفادة الشركات من إعفاء ضريبي يمتد إلى عشر سنوات بالنسبة للاكتشافات الجديدة. ووفقا ل»لونغريتش أويل» البريطانية، فإن قيمة الربح بالنسبة لكل برميل منتج في المغرب يساوي قيمة الربح ل13 برميلا في الجزائر، وما يعادل 7 براميل في نيجيريا، وقيمة ربح برميلين في مصر.
حجم استثمارات شركات التنقيب عن النفط بالمغرب يبعث على التفاؤل
- تستعدون حاليا لتنظيم لقاء حول الانتقال الطاقي في المغرب، ما الجديد الذي سيأتي به هذا اللقاء؟
فكرة الانتقال الطاقي جاءت مباشرة بعد انخراط المغرب منذ سنة 2009 في استراتيجية جديدة للطاقة، فمنذ ذلك الوقت أسس المغرب لمستقبله الطاقي عبر وضع مخطط واضح المعالم يحدد الباقة الطاقية التي سيتم اعتمادها إلى غاية 2030. فالمسؤولون عن القطاع الطاقي لاحظوا أن المغرب مرتبط بشكل كبير بالخارج في سد حاجياته الطاقية، خاصة عن طريق المصادر الأحفورية، وهو ما فرض عليهم التفكير في الانفتاح على أنواع جديدة من الطاقة من بينها الطاقات المتجددة والطاقة النووية المدنية، وذلك بعد دراسات معمقة سواء على مستوى الجدوى أو التكلفة أو التداعيات على البيئة. ومنذ 2009 إلى الآن نظمت عدة مناظرات لاستعراض الاستراتيجية الطاقية الجديدة إلى أن وصلنا إلى اللقاء الذي سننظمه يوم 27 نونبر الجاري بالدار البيضاء، والذي سنكتشف فيه مدى النضج الذي بلغه المغرب في مجال التعامل مع الطاقات الجديدة، من خلال مجموعة من المحاور، على رأسها، الإكراهات التي تواجهها الطاقات المتجددة، والنجاعة الطاقية، بالإضافة إلى التوقعات الخاصة باستكشاف الغاز والبترول في المغرب. كما سنعرف من خلاله أين وصلنا في تنفيذ الاستراتيجية التي أطلقناها سنة 2009. ولابد من الإشارة هنا إلى أن المواطنين والفاعلين الاقتصاديين والسياسيين والمجتمع المدني مطالبون بالمساهمة في النقاش والانخراط في ذلك، لأنه، من الآن فصاعدا، أصبح المواطنون شركاء في استعمال الطاقة داخل البيئة المحيطة بهم، وهو ما سيجعل من الانتقال الطاقي حقلا للابتكار والإبداع الاقتصادي والاجتماعي والديمقراطي بغية تحقيق رفاه المواطن.
- ما حقيقة الاكتشافات النفطية والغازية التي أعلنت عنها، مؤخرا، مجموعة من الشركات في المغرب؟
هذا الموضوع باشرته مع الشركات الأجنبية المستفيدة من رخص التنقيب عن النفط والغاز في المغرب، ونقطة التفاؤل التي وقفت عليها شخصيا هي أنه لأول مرة تدخل إلى المغرب شركات عملاقة لها صيت دولي وتحتل الرتب الثانية والثالثة والرابعة في العالم، وتقوم بعقد اتفاقيات مع المكتب الوطني للهيدروكاربورات من أجل إنجاز دراسات زلزالية وجيولوجية من أجل معرفة مدى صحة التقارير الواردة حول وجود احتياطيات مهمة من البترول والغاز في مجموعة من المناطق المغربية، خاصة في البحر. ولابد من الإشارة إلى أنه خلال ال20 سنة الأخيرة كانت الشركات التي تأتي للتنقيب عن النفط في المغرب صغيرة جدا، ويمكن اعتبارها شركات سمسرة لا غير، أما اليوم فالأمور مختلفة كثيرا، خاصة عندما نتحدث عن شركة بحجم «شيفرون» و»لونغريتش أويل» و»كيرن» وغيرها. وفي الحقيقة، لقد فوجئت بالاهتمام الذي أصبحت توليه هذه الشركات الكبرى للمغرب، وكذا بحجم الاستثمارات التي جلبتها من أجل التنقيب عن النفط والغاز.
- لكن، في نظركم لماذا هذا الاهتمام؟
كما لا يخفى عليكم، فإن البنية الجيولوجية لليابسة في المغرب صعبة للغاية، والأمل الوحيد الذي ظل قائما هو قعر البحر، كما أن أسعار النفط في السابق كانت رخيصة جدا، أما اليوم فقد وصلت إلى مستويات قياسية. وبالعودة إلى هاتين النقطتين كان من الصعب على الشركات العالمية الكبرى الاستثمار في التنقيب بالمغرب، نظرا لارتفاع كلفة التنقيب بسبب صعوبة البنية الجيولوجية وعدم جدواه لأن أسعار النفط منخفضة. لكن الظرفية اختلفت كثيرا اليوم، فأسعار النفط مرتفعة وتتيح هوامش ربح كبيرة جدا يمكن أن تغطي عمليات التنقيب، سواء في اليابسة أو قاع البحر، كما أن التحفيزات التي وضعها المكتب الوطني للهيدروكاربورات أمام الشركات العالمية محفزة جدا، وهي التي دفعتها إلى اختيار الاستثمار في المغرب، خاصة في ظل وجود توترات في منطقة الشرق الأوسط. ولابد من الإشارة هنا، كذلك، إلى أنني كنت من بين الذين يتمنون ارتفاع أسعار النفط العالمية، حتى نتمكن من جذب اهتمام الشركات العالمية الباحثة عن فرص جديدة للاستثمار.
- في حالة اكتشاف النفط في المغرب، ألن يؤدي ذلك إلى إلغاء الاستراتيجية الطاقية الحالية للمغرب والمبنية بالأساس على الطاقات المتجددة؟
الدراسات التي قامت بها وكالة الطاقة الدولية أكدت أن الاعتماد على الطاقات الأحفورية سيستمر إلى غاية سنة 2035، وذهبت شركة «إكسن موبيل» إلى سنة 2040، في حين تجاوزت شركة «شال» كل هذه التوقعات مشيرة إلى أن استغلال الطاقات الأحفورية سيستمر إلى سنة 2050. وهذه كلها دراسات صادرة عن مؤسسات كبرى تؤكد أن العالم سيبقى رهينا بالبترول، رغم اللجوء المتزايد إلى الطاقات المتجددة، بحيث أن 75 في المائة من حاجيات العالم الطاقية ستتم تغطيتها عن طريق البترول. وبالتالي فالمغرب مثل باقي البلدان لن يكون له محيد عن استعمال الطاقات الأحفورية رغم الاستثمارات التي يقوم بها حاليا على مستوى الطاقات المتجددة.
- ما المدة الزمنية الكافية لبداية استغلال البترول أو الغاز تجاريا بعد اكتشافه؟
عملية استغلال البترول أو الغاز معقدة للغاية، فهي تمر أولا بالدراسات الزلزالية والجيولوجية ثم تنتقل إلى عمليات الحفر، وبعد ذلك يتم الانتقال إلى تشييد البنية التحتية والأنابيب اللازمة لنقل البترول أو الغاز، وهذا يحتاج على الأقل إلى حوالي 10 سنوات، لأن هذه المراحل تحتاج جميعها لاستثمارات ضخمة جدا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.