أمام جامعة كرة القدم والمجموعة الوطنية لأندية الصفوة والمجموعة الوطنية للهواة، عشرات المراسلات التي تعرض مضامينها لنزاع الأندية المغربية في ما بينها حول ديون مستحقة على بعضها البعض تنتظر حلا بعد فشل كل محاولات التوافق والترضية. بطلت شكايات عديدة بعد أن تغيرت المكاتب المسيرة وانتهى المطاف بالشاكي والمشتكي خارج نطاق الكرة، وسقطت قضايا عديدة بالتقادم بعد أن ظلت أسيرة دواليب الجامعة والمجموعة دون أن تجد من ينفض عنها الغبار، وفضل العديد من الرؤساء طي صفحة الخلاف بعد أن اصطدموا بجدار الصمت أحيانا وبالسلطة التي لا تقبل الاحتجاج حتى ولو كان صامتا. في ظل هذا الوضع أصبحت مقرات الأندية المغربية أشبه بدكاكين تحتفظ في رفوفها بدفاتر ديون غير مؤداة، بل إن التقارير المالية لأغلب الفرق المغربية لا تخلو من خانة «ديون في طور التسديد»، لكن القنوات الرسمية والودية لم تنفع في إنهاء هذا الإشكال الذي يؤكد أن الهواية لازالت حاضرة في تدبير العديد من الملفات، وأن الفرق المغربية أصبحت غير ملزمة بالوفاء بتعهداتها المالية أمام الفرق المغربية الصديقة، وحتى التفكير في التصعيد غالبا ما يكون محتشما، وفي أسوء الحالات اللجوء إلى التفاوض السري الذي يضع العقد جانبا ويعيد ترتيب الوقائع من جديد. طالبت جامعة كرة القدم في رسائل رسمية من أمانة مال المجموعة الوطنية اتخاذ قرارات جريئة لمنع تفشي ظاهرة الديون غير المؤداة، ودعت إلى خصم المبالغ المستحقة للفرق من قبل صرف منح النقل التلفزي، لكن الإشكالية تكمن في تأخير مستحقات التلفزيون إلى حد يصعب معه اللجوء إلى اقتطاعات أخرى، بينما ظل كثير من المسيرين يحتفظون بنسخ من رسائل الجامعة العديمة الفاعلية، مما جعل التفكير ينصب على رفع الشكوى إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم. بين الرجاء البيضاوي والرشاد البرنوصي دين قديم يعود لفترة انتقال المدافع العمراني إلى المغرب التطواني، كما يطالب الرشاد بنصيبه من صفقة انتقال اللاعب عيني إلى الرجاء البيضاوي، كما ينتظر الفريق «الأخضر» نصيبه من انتقال الشخصي والجمعية السلاوية في نزاع تم تسويقه إعلاميا ضد المغرب الفاسي، وقس على ذلك من القضايا المعقدة بين الوداد والراسينغ البيضاوي ونجم الشباب ضد الوداد والنادي القنيطري في نزاعه الصامت مع المغرب التطواني وغيرها من القضايا المعلقة التي حولت بنود العقود إلى مجرد سطور غير قابلة للتنفيذ، ولم يسلم منها الصفوة والهواة والممارسون في بطولات العصب. الملف التالي يقدم جردا لأهم القضايا المالية المعلقة، ويرصد جانبا من نزاعات الفرق المغربية فيما بينها، ويكشف عن الجانب الخفي في تعاقدات غير ملزمة، رغم تباشير فجر التأهيل الكروي. دين الراسينغ البيضاوي على الوداد بين الراسينغ والوداد البيضاويين دين قديم يخص صفقة انتقال الحارس الدولي نادر لمياغري إلى نادي الوحدة الإماراتي، طالب عبد الحق رزق الله بنصيب «الراك» من الصفقة، واستند إلى بند في العقد يخول للراسينغ نسبة 50 في المائة من إجمالي مبلغ الانتقال، بعد خصم المبلغ الأصلي لصفقة انضمام الحارس نادر إلى الوداد في بداية العقد الجاري، والتي بلغت 40 مليون سنتيم. تقول دفوعات الراك، إن المكتب المسير للوداد البيضاوي تماطل في تسديد النسبة التي يخولها العقد في حالة انتقال لمياغري إلى فريق آخر، ولأن حارس الوداد انضم إلى الوحدة الإماراتي ثلاث مرات يقيمة مالية تقدر ب100 مليون سنتيم سنويا، فإن الفريق الأحمر مطالب بتنفيذ بند يخول للراك حق الاستفادة من نصف المبلغ عند كل عملية انتقال، بعد خصم 40 مليون من الصفقة الأولى، وحدد الراسينغ مستحقاته في 130 مليون سنتيم. أما المكتب المسير للوداد فيستند في رفضه على مسألتين، أولها طبيعة الانتقال من الدوري المغربي إلى الإماراتي والتي يعتبرها مسؤولو الوداد مجرد إعارة وليس انتقالا نهائيا يخول التقيد بالعقد، وثانيها أن اللاعب جدد عقده مع الوداد وبالتالي أصبح العقد الأول غير مجد. الملف معروض على أنظار الجامعة، وجهود التسوية الودية تسير ببطء واحتشام. دين الرشاد البرنوصي على الدفاع الجديدي لا زال المكتب المسير للرشاد البرنوصي يصر على طلب نصيبه من صفقة انتقال مدافعه مراد عيني من الدفاع الجديدي إلى الرجاء البيضاوي، وقال أمين مال الفريق ل»المساء» إن الرشاد راسل الفريق الجديدي في الموضوع منذ إتمام الصفقة في الموسم الماضي دون أن يتوصل برد مقنع، وأضاف أنه ينتظر تسديد الدكاليين لمبلغ لا يقل عن 100 ألف درهم. وقال خليل بنرزوق في رده على دفوعات أمين مال الرشاد، إن اللاعب مراد عيني انتقل من الدفاع الجديدي إلى الرجاء البيضاوي، في إطار صفقة مقايضة، حيث فوت الفريق البيضاوي للدفاع الجديدي كلا من عبد الصمد الشاهيري وعبد الواحد عبد الصمد بشكل نهائي، مقابل تسريح اللاعب مراد، وقال المصدر ذاته إن الرشاد البرنوصي يعرف حقيقة الصفقة التي تمت دون الحاجة إلى عمولة. وشكلت الصفقة الرجاوية الجديدية في الموسم ما قبل الماضي ظاهرة جديدة، حيث دأبت فرق أخرى على التعامل وفق منطق المقايضة الذي غالبا ما يمليه الخصاص المالي. وعلاقة بالديون أكد أمين مال الرشاد أنه تلقى دعوة من رئيس الرجاء البيضاوي من أجل تسلم النسبة المخصصة للرشاد من صفقة انتقال اللاعب هشام العمراني إلى المغرب التطواني وقدرها 80 ألف درهم. دين نجم الشباب على الوداد على الرغم من مرور خمس سنوات على انتقال اللاعب عبد الحق أيت العريف إلى عالم الاحتراف، وطي ملف الاحتراف الانفرادي لهذا اللاعب في الديار التونسية رفقة النادي الصفاقسي، بتوصل الوداد بالمبلغ الذي حددته لجنة المنازعات التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم، إلا أن فريق نجم الشباب المنتمي لبطولة القسم الأول هواة، لازال ينتظر من الوداد نصيبه من الصفقة، وهي عبارة عن تعويضات التكوين التي ينص عليها القانون، لأن اللاعب عبد الحق لعب لفريق درب غلف قبل أن ينضم إلى الوداد. وقال عبد الحق نودير رئيس نجم الشباب البيضاوي ل»المساء» إنه يملك وثيقة رسمية تتضمن أمرا موجها من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إلى المجموعة الوطنية قصد اقتطاع نصيب النجم من صفقة انتقال اللاعب أيت العريف من منحة الوداد البيضاوي مباشرة، وأشار إلى أن المجموعة الوطنية لم تنفذ المراسلة، مما حرم فريقا عريقا يعيش حالة عسر من مبلغ 39 مليون سنتين قد يؤجل معاناته المالية ولو لبعض الوقت. وقال عضو بالمكتب المسير للوداد إن النادي مستعد لأداء ما بذمته للنجم، إذا أقرت الفيفا بذلك. دين النادي القنيطري على المغرب التطواني على الرغم من العلاقات المميزة بين رئيسي المغرب التطواني عبد المالك أبرون ورئيس النادي القنيطري حكيم دومو، إلا أن المكتب المسير ل«الكاك» يفضل لغة «لحساب صابون» ويصر على المطالبة الفورية بنصيبه من صفقة انتقال اللاعب عبد الرزاق لمناصفي من المغرب التطواني إلى الجيش الملكي، والتي حددت من خلال بنود العقد في نسبة 20 في المائة، وقال أمين مال الفريق القنيطري إن الملف لم يراوح مكانه منذ سنة، حيث توصل الفريق التطواني بكامل مستحقاته من صفقة مربحة بعد تفويت اللاعب القنيطري لمناصفي إلى الجيش الملكي. ولأن العلاقات التطوانية القنيطرية تصنف في خانة العلاقات المتميزة على مستوى النوادي الكروية، فإن «الكاك» وافق على تعديل النسبة من 20 إلى 15 في المائة، لكن إلى غاية كتابة هذه السطور لازال الانتظار هو العنوان الأبرز للقضية، التي خرجت عن طاولات الود لتدخل بدورها إلى كناش الديون المستحقة. وقال عضو بالمكتب المسير للنادي القنيطري، إن تأخر تسديد المتأخرات المالية من شأنه أن يخلق العديد من المتاعب للفريق، الذي يعاني من أزمة مالية خانقة، مشيرا إلى الانفراج المالي الذي عاشه الفريق التطواني بعد تفويت اللاعب بلال إلى الأهلي الليبي. دين جمعية سلا على المغرب الفاسي لا يختلف ملف لاعب المغرب الفاسي نبيل الداودي كثيرا عن ملف الحارس نادر لمياغري، خاصة في تأويل كلمة «طرانسفير» الواردة في العقد الذي انتقل بموجبه اللاعب السلاوي السابق إلى فاس، قبل أن يحط الرحال بنادي الإمارات في القسم الثاني. يطالب المكتب المسير لجمعية سلا بنسبة 40 في المائة المخولة له من الصفقة، علما أن الداودي انضم إلى الفريق الإماراتي بمبلغ 270 مليون سنتيم، أي أن المغرب الفاسي مطالب بمنح نظيره السلاوي نسبة 40 في المائة بعد خصم 130 مليون سعر شراء اللاعب من الجمعية، فضلا عن النسبة المالية المخصصة للوسيط. أصل الخلاف بين الماص والجمعية هو طبيعة المعاملات، فالفاسيون راسلوا السلاويين فور إتمام الصفقة مع الإماراتيين، واقترحوا عليهم صيغة للتسديد تجعل الصفقة نهائية وغير قابلة للتمديد. يقول محمد مجتهد ل»المساء» إن الشرط الوحيد الذي اقترحناه لتسوية المشكل العالق مع الجمعية، هو اعتبار الصفقة نهائية «نحن مستعدون لتسوية المشكل غدا إذا قبل شكري بالشرط الوحيد الذي اقترحناه، وهو اعتبار انتقال الداودي نهائيا». ومن مضاعفات هذا المشكل توقف المفاوضات بين جمعية سلا ووفاء وداد في صفقة انضمام لاعب الوفاء السابق أليو كانتي إلى بن ياس الإماراتي، حيث يخول العقد للفريق البيضاوي نسبة 40 في المائة عند الانتقال إلى فريق آخر دين الرجاء البيضاوي على أولمبيك آسفي مباشرة بعد تقديم أولمبيك آسفي لاعتراض ضد الرجاء البيضاوي بعد إشراك الفريق البيضاوي للاعب محسن متولي في مواجهة انتهت بفوز الخضر، بادر المكتب المسير للرجاء إلى التصعيد، وقرر اللجوء إلى القضاء للمطالبة بالقيمة المالية لصفقة انتقال لاعبه عبد الواحد الشخصي إلى أولمبيك آسفي قبل عام والبالغة 30 مليون سنتيم، وعزز الرجاويون مطلبهم بالعقد المبرم بين الطرفين، والذي لم يلتزم به الطرف العبدي. اعتبر المسفيويون التصعيد الرجاوي مجرد فعل غاضب ومتسرع، بعد أن فشلت صفقة انضمام اللاعب المهدي النملي إلى الرجاء البيضاوي، والاعتراض المقدم من أولمبيك آسفي في شأن اللاعب متولي، وقال الكاتب العام الطيبي الدويش، إن خيار القضاء سيؤثر على العلاقات بين الناديين، وأن الاعتراض لا يمكن أن يفسد مناخ الحوار بين الناديين، وأشار إلى الأولمبيك فوت أكثر من لاعب إلى العديد من الفرق المغربية من بينها الرجاء البيضاوي، دون أن يرفع الأمر إلى القضاء، وأضاف أن فشل صفقة النملي لا يتحملها المكتب المسير لأولمبيك آسفي. وفي تطورات سريعة للقضية،راسل المكتب المسير للرجاء البيضاوي جامعة كرة القدم، لإشعارها بالتماطل الذي يبديه المسفيويون، والنية فيعرض النازلة على القضاء. وقال عبد الله بيرواين رئيس اللجنة القانونية للرجاء البيضاوي، إن القضية ستعرض على أنظار المحكمة الابتدائية في آسفي دين أولمبيك آسفي على الرجاء البيضاوي في رد فعل سريع على قرار المكتب المسير للرجاء البيضاوي القاضي برفع نزاعه حول صفقة اللاعب عبد الواحد الشخصي، والمطالبة بمبلغ 30 مليون سنتيم، أعلن المكتب المسير لأولمبيك آسفي عن رغبته في عقد جلسة لتصفية الديون، مطالبا بحصته من بيع اللاعب يوسف كوني إلى نادي روزنبورغ النرويجي، الذي سلمه الرجاء البيضاوي لأولمبيك آسفي ثم باعه للفريق النرويجي، وحين طالب المسفيويون بنصيبهم من الصفقة التي لازالت طي الكتمان، أكدت إدارة الرجاء قبولها تسوية الملف على أساس منح أولمبيك آسفي ما أنفقه لجلب اللاعب كمنحة التوقيع والرواتب والحوافز المالية ومصاريف الإقامة والمأكل والتنقل، وحدد العبديون التكلفة في 14 مليون سنتيم، واستندوا إلى تعهد مكتوب يؤكد الصيغة التوافقية. انتقل كوني إلى النرويج لكن الرجاء لم يف بوعده على غرار الأولمبيك، وقال الكاتب العام للفريق المسفيوي إن المكتب المسير في عهد أحمد غيبي قد وافق على بيع الرجاء للاعب كوني رغم أنه أصبح حرا وعنصرا من عناصر الأولمبيك، بل إن العلاقات المتميزة بين الفريقين قد دفعت الأولمبيك إلى قبول توافق لا يحرم الرجاء من صفقة قد لا تتكرر. حصل هذا في عهد المكتب المسير برئاسة عبد الحميد الصويري، وأشرف على الصفقة إداريا الكاتب العام مصطفى الحناوي، لكن هل يقر المكتب الحالي بتعهدات سابقه. دين النادي السالمي على أولمبيك آسفي استاء المكتب المسير للشباب الرياضي السالمي المنتمي للمجموعة الوطنية الأولى للهواة شطر الوسط، من عدم وفاء مسؤولي أولمبيك اسفي بالتزاماتهم وتسديد ما بذمتهم تجاه الفريق السالمي. وتعود وقائع المشكل عندما استقدم الفريق المسفيوي اللاعب نبيل بولقوابع من الشباب السالمي، خلال الموسم الرياضي 2006/2007 بمبلغ 80 ألف درهم، اذ تسلم الفريق السالمي مبلغ 50 ألف درهم على ان يتسلم 30 ألف درهم في نهاية الموسم الرياضي موثقة بعقد، لكن ألاولمبيك لم يف بوعده، مما جعل المكتب المسير للسوالم يحرر شكاية في الموضوع إلى رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الجنرال حسني بنسليمان للحسم في هذه القضية. واتصلت «المساء» بعبد الله حريص رئيس الشباب الرياضي السالمي، الذي أكد أن مسؤولي أولمبيك آسفي لم يحترموا العقد المبرم بين الطرفين، وأضاف أنه عمل على الاتصال بكل من أحمد غيبي رئيس المكتب المديري، بحكم أنه كان الرئيس الفعلي للفريق وقت إبرام الصفقة، والكاتب العام الطيبي الدويش لتسوية المشكل حبيا، لكن ذلك لم يكلل بالنجاح، مما جعل المكتب المسير للشباب الرياضي السالمي يقرر تقديم شكاية مرفقة بالعقد المبرم بين الطرفين للجنرال حسني بنسليمان للبث فيها. وأكد مصدر مسؤول بالمكتب المسير للأولمبيك، إن غياب مداخيل قارة تحترم مواعيدها تساهم في مثل هذه المشاكل .
