ذكر موقع «نورت أفريكا جورنل» (North Africa Journal) للتحليلات الاستراتيجية حول منطقة شمال إفريقيا أن قطاع الأسفار بالمغرب ينطوي على عناصر تضعف تنافسيته مقارنة ببلدان منافسة، في وقت يعتبر فيه شهر أبريل عادة فترة التخطيط لأسفار موسم الصيف من لدن السياح الأجانب ومغاربة الخارج على حد سواء. وأضاف صاحب التحليل أن كل المؤشرات المرتبطة بقطاع الأسفار في المغرب، سواء العروض المتكاملة أو تذكرة الطائرة، تشير إلى أن المغرب يعتمد أسعارا أعلى بكثير مقارنة بمنافسيه، فرحلة من نيويورك إلى الدارالبيضاء على متن طائرة شركة دلتا إيرلاينز تصل إلى 13893 درهم (1263 أورو)، في رحلة دون توقف، في حين ترتفع عند شركة الخطوط الجوية المغربية لتصل إلى 13981 درهم (1271 أورو) فما فوق. كما أن سفرا من الجزائر العاصمة إلى نيويورك خلال شهر ماي يتكلف 10450 درهم (950 أورو)، عند شركة الطيران الألمانية «لوفتهانزا» عن طريق فرانكفورت، فيما تصل إلى 22000 درهم (2000 أورو) بواسطة طائرات «لارام» عن طريق الدارالبيضاء، وهو العرض الأغلى على الإطلاق. ولا ينحصر الأمر فقط على الوجهات الأمريكية التي لا تحتل صدارة اهتمام الشركة المغربية، بل ينسحب على وجهات كباريس والتي تبلغ كلفة الرحلة بينها وبين الدارالبيضاء على متن طائرات لارام 698 أورو، في حين لا تطلب إير فرنس سوى 437 أورو بفارق 261 أورو، وهو فرق جوهري بالنسبة إلى ملايين المهاجرين يضيع على الشركة المغربية فرصا لنقل العديد من الزبناء في وقت يحتاج فيه المغرب إلى كل دولار. ليست تذاكر الطائرات وحدها التي تعكس غلاء الأسعار بالمغرب كوجهة سياحية، ففي أكتوبر 2008 أدرجت المجلة السياحية الشهرية «فورتين بيست ديل» (أحسن 40 صفقة)، المتخصصة في رصد فرص الجولات، المغرب ضمن الوجهات، ولكن العروض المقترحة كانت الأغلى، فرحلة من 3 ليال إلى كانكي المكسيكية بكل مصاريفها ثمنها 3298 درهم (388 دولارا)، و6 ليال إلى ريو دي جانيرو البرازيلية ب 11041 درهم (1299 دولارا)، فيما ترتفع كلفة قضاء 15 ليلة في جولة بالهند إلى 34807 درهم (4095 دولار)، وأما المغرب فينافس الهند في الغلاء، بحيث تحتاج إلى 44770 درهم (4070 دولارا) لقضاء 13 يوما في جولة سياحية، ولقضاء 40 يوما مبلغ 37017 درهم (4355 دولاراً) وهي الأغلى ضمن الوجهات التي رصدتها المجلة. وخلص المقال إلى أن المغرب ليس في الطرف الآخر من الكرة الأرضية، ومع ذلك لم يستطع إيجاد أسعار تنافسية للنهوض بصناعته السياحية، في وقت يبحث فيه السواح عن العروض المناسبة. وما عدا مراكش وفاس وباقي الوجهات السياحية الرئيسة، فإن بلدان منافسة للمغرب كتونس ومصر واليونان وغيرها تقدم أسعارا أقل ارتفاعا منه.