تحول عرس بمنطقة ديور المساكين بمراكش، فجر يوم الثلاثاء الماضي، إلى مأتم، وبدل أن يقدم المدعوون التهاني إلى أهل الشاب الذي لم يبلغ من العمر 24 سنة، بدؤوا في تقديم التعازي والمواساة إلى ذوي الضحية الذي طعن بسكين على مستوى العنق والبطن، عندما كان يحمله أفراد من عائلته فوق «العمارية». لم تمر لحظات معدودة على حمل العريس، الذي انتخب مستشارا جماعيا خلال انتخابات 12 يونيو الماضي عن دائرة المنارة باسم حزب التجديد والإنصاف، على «العمارية» حتى باغته المدعو طارق، حاملا سكينا كبيرا اقتناه بثمن 20 درهما، ليغرسه في جسده مرتين. وقد حاول القاتل الاعتداء على بعض أفراد الأسرة عندما اعترض سبيله أحد الشبان في محاولة منه للقبض عليه، غير أن الأخير سرعان ما تراجع عن محاولته حين أشهر الجاني، الذي يعمل في مجال البناء، السلاح في وجهه مهددا بالويل والثبور كل من يقترب منه. وأوضحت مصادر عليمة، في اتصال مع «المساء»، أن الفاعل كان يخبئ قنينتي بنزين كان، حسب شهادات بعد أفراد أسرة الضحية، يبيّت نيّة استعماله في إحراق البيت الذي كان يجري فيه العرس، في حالة ما إذا لم يتمكن من تنفيذ فعله الإجرامي. وقد تمكن القاتل من العريس وسط النساء اللواتي أصبن بالذعر وأغمي على بعضهن في الوقت الذي كان فيه الرجال في الطابق الثاني على غير علم بالحادث، ولم يهرولوا إلى مسرح الجريمة إلا بعد سماعهم العويل والصراخ. وبعد فعله الشنيع، توجه القاتل إلى الباب شاهرا سكينه الملطخ بالدماء في وجه كل من يعترض سبيله، ليتمكن من الفرار من مكان الجريمة. وقد حاول بعض أبناء الحي الشعبي الفقير الموجود بمنطقة الداوديات اقتفاء أثره في محاولة للقبض عليه، مستعملين درجاتهم النارية، لكن سرعة رجلي القاتل فاقت سرعة الدراجات النارية ليتبخر ويضيع أثره. لكن، بعدها جاء بلاغ لرجال الأمن يفيد بأن القاتل يجلس رفقة صديقة له في أحد المنازل، لتتم مداهمته واعتقال الجاني. وقد لفظ الشاب/الضحية أنفاسه في الطريق إلى المستشفى داخل سيارة الإسعاف. أسباب الجريمة ظلت مجهولة حتى لدى أسرة الضحية، لكن مصادر عليمة قالت إن الفعل الإجرامي جاء بدافع شكوك في كون الضحية كان سببا في افتضاض بكارة زوجة القاتل، على اعتبار أنه كانت تجمع بينهما علاقة قبل أن يتزوج بها «البناي»، حيث لم يكن يعلم الجاني بأن زوجته فقدت بكارتها قبل زواجه بها ولم يكتشف ذلك إلا ليلة «الدخلة»، مما جعل شكوكه تتجه صوب «ح.ع»، وصوب المقتول تحديدا. ولم يرد مصدر «المساء» الكشف عن تفاصيل أكثر في الموضوع.