يعد واحدا من المنتزهات السياحية القليلة في جهة الدارالبيضاء الكبرى، يلتجئ إليه العديد من سكان المحمدية والبرنوصي وعين السبع، كما أنه يشكل فضاء لتنظيم خرجات ترفيهية بالنسبة إلى العديد من جمعيات المجتمع المدني، خاصة في فصل الربيع، بدون أن يحتاج المرء إلى تفكير طويل فالمقصود هو منتزه الشلالات. للعديد من المواطنين، سواء في العاصمة الاقتصادية أو جارتها المحمدية التي تنتمي بدورها إلى جهة الدارالبيضاء، ذكريات كثيرة مع منتزه الشلالات، فكلما اقترب فصل الأمطار من نهايته يبدأ التفكير في شد الرحال نهاية كل أسبوع إلى هذا الفضاء من أجل كسر الروتين اليومي في مدينتين يشكل فيهما التلوث خطرا داهما على صحة المواطنين، مما يدفع بعض السكان إلى استغلال أي فضاء من أجل إعادة التنفس من جديد. وعلمت "المساء" أن هناك مشروعا يهم إعادة تهيئة المنتزه السياحي الشلالات، وسيساهم في إنجاز هذا المشروع كل من وزارة الطاقة والمعادن وولاية جهة الدارالبيضاء الكبرى ومجلس الجهة وعمالة المحمدية وفيدرالية الجمعيات التنموية الشلالات بالمحمدية وشركة الدارالبيضاء للتهيئة. ولضمان استمرارية المشروع والحفاظ على مكوناته كمتنفس طبيعي لسكان جهة الدارالبيضاء الكبرى وزوارها تتكلف شركة الدارالبيضاء للتهيئة "CASA –AMENAGEMENT" بإنجاز جميع الأشغال المتعلقة بتأهيل المنتزه السياحي للشلالات، وستشرف عمالة المحمدية مع باقي الشركاء وفيدرالية الجمعيات التنموية الشلالات على المواكبة إنجاز وتتبع هذا المشروع، ويعهد إلى شركة الدارالبيضاء للتهيئة بإنجاز هذا المشروع بعد القيام بجميع الدراسات والتركيبة المالية من أجل إنجاز هذا المشروع، ويتم تتبع إنجاز وتقييم مختلف مراحل المشروع من قبل لجنة مختلطة تضم الأطراف المتعاقدة في هذا المشروع تجتمع على رأس كل ثلاثة أشهر بدعوة من رئيس مجلس الجهة أو من يمثله بصفته رئيسا للجنة، ويمكن للجنة المشار إليها القيام بزيارات ميدانية لتتبع وتقييم المشروع موضوع هذه الاتفاقية، وكذا طلب إجراء افتحاص مالي وتدقيق للحسابات. وفي السياق نفسه، فإن العديد من سكان الدارالبيضاء يؤكدون أنه حان الوقت من أجل التفاتة إلى غابة بوسكورة التي أصبحت مهددة بزحف الإسمنت في مدينة لا تتوفر على الحد الأدنى للمعدل من أجل الحفاظ على البيئة، ويؤكد بعض المراقبين أنه لا يمكن بأي حال المس بهذه الغابة التي تشكل الفضاء الوحيد لسكان الدارالبيضاء، والتي يرتمون في أحضانها كلما ضاقت بهم السبل في العاصمة الاقتصادية التي تتوسع بشكل مخيف دون أي اهتمام بالجانب البيئي، وكانت الدارالبيضاء تبنت في العقد الأول من الألفية الحالية مشاريع تتعلق بالجانب البيئي ومن بينها فكرة مليون شجرة إلا أن هذا المشروع مات في المهد دون أن يحقق الأهداف التي رسمت له، فهل سيخرج مشروع إعادة تأهيل منتزه الشلالات إلى الوجود أم أنه سيبقى فقط مجرد حلم بالنسبة لسكان الجهة، وهل ستستطيع غابة بوسكوة المقاومة في وجه البناء الإسمنتي الذي شوه جمال الدارالبيضاء.