أمير المؤمنين يهنئ ملوك ورؤساء وأمراء الدول الإسلامية بمناسبة حلول العام الهجري الجديد 1447    مونديال الأندية.. الهلال يتأهل إلى دور ال16 والريال يتصدر بثلاثية نظيفة    رسميا.. الرجاء يجدد عقد مدافعه عبد الله خفيفي    النصر السعودي يجدد عقد النجم البرتغالي رونالدو    وجدة… من حجز 10 آلاف و820 قرصا طبيا مخدرا وتوقيف شخصين يشتبه في ارتباطهما بشبكة إجرامية تنشط في ترويج المخدرات والمؤثرات العقلية    المياه والغابات تطلق خرائط لتحديد المناطق المهددة بحرائق الغابات    تقدم الصين في مجال حقوق الإنسان في صلب ندوة عقدت بمدريد        الوداد الرياضي ينهزم أمام العين الاماراتي    مديرية الدراسات والتوقعات المالية…ارتفاع الرواج التجاري بالموانئ بنسبة 10,2 بالمئة    قرب تصنيف "البوليساريو" منظمة إرهابية من طرف واشنطن: تحول سياسي كبير يربك حسابات الجزائر    توقعات طقس الجمعة بالمغرب    غوتيريش: ميثاق الأمم المتحدة ليس "قائمة طعام" بحسب الطلب    إعدام قاتل متسلسل في اليابان تصيّد ضحاياه عبر "تويتر"    رحيل مأساوي يهز الرياضة النسوية.. وفاة لاعبة نهضة بركان مروى الحمري في حادثة سير بالخميسات    المغرب يحقق "معجزة صناعية" مع الصين بالجرف الأصفر: مصنع مغربي-صيني يضع المملكة في قلب ثورة البطاريات العالمية    المغرب يعزز نموه الاقتصادي عبر 47 مشروعًا استثماريًا بقيمة 5.1 مليار دولار    الذهب يتراجع مع صعود الدولار وترقب بيانات التضخم الأمريكية    بوغطاط المغربي | حصري.. قرار جديد للقضاء الألماني يُثَبِّت نهائيا قانونية تصنيف محمد حاجب كعنصر إرهابي ويرفض الطعن    الوداد يسقط في اختبار العالمية: حضور باهت أساء لصورة كرة القدم المغربية    النرويجي هالاند نجم مانشستر سيتي يبلغ مئويته الثالثة في زمن قياسي    الوراد يشخص إخفاق الوداد بالمونديال    المدني: دستور 2011 يعكس تعددية المرجعيات وتفاوت موازين القوى بين الملكية وباقي الفاعلين    الجزائر تفشل في السيطرة على الأرض فتحاول اختراق الثقافة الحسّانية المغربية    أمريكا تدفع باتجاه اتفاقات تطبيع جديدة بين إسرائيل ودول بينها سوريا ولبنان    كيوسك الجمعة | الاتحاد الأوروبي يتمسك بدعم شراكته الإستراتيجية مع المغرب    موجة حر بالمغرب ابتداء من الجمعة    "سيكوديل" يناقش التنمية البشرية    أكاديمية المملكة و"غاليمار" يسدلان ستار احتفالية كبرى بآداب إفريقيا    حفل كاظم الساهر في "موازين" .. فوضى تنظيمية تسيء للفن والجماهير    كاظم الساهر في موازين: ليلة اهتز فيها التنظيم قبل الموسيقى -صور خاصة-    إصلاح شامل لقطاع السكن والتعمير في المغرب عبر وكالات جهوية متخصصة    النقل الطرقي يدخل مرحلة الرقمنة الشاملة ابتداء من يوليوز    مجلس الأمن يدين مجزرة الكنيسة بدمشق    دعم إقليمي متزايد لمغربية الصحراء من قلب أمريكا اللاتينية    حفل أسطوري لويل سميث في موازين 2025    الدرهم يرتفع بنسبة 0,5 في الماي ة مقابل الدولار خلال الفترة من 19 إلى 25 يونيو    تفكيك شبكة بالحسيمة تنشط في تنظيم الهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر    وزارة الثقافة توزع أزيد من 9 ملايين درهم على 177 مهرجانا وتظاهرة خلال سنة 2025    مجلس الحكومة يُصادق على مشاريع مراسيم تهم مجموعة من القطاعات    جو ويلسون يُقدّم مشروع قانون إلى الكونغرس الأمريكي لتصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية    أمير المؤمنين يبعث بطاقات تهنئة إلى ملوك ورؤساء وأمراء الدول الإسلامية بمناسبة حلول العام الهجري الجديد 1447    اتصالات المغرب وإنوي تعلنان إنشاء شركتي "Uni Fiber" و"Uni Tower"    تعيين بنجلون مديرا للمركز السينمائي    ضجة الاستدلال على الاستبدال    6 مليارات دولار و200 شركة تكنولوجية صينية في الأفق: المغرب يجذب استثمارات صينية غير مسبوقة في الصناعة والتكنولوجيا    بعد غياب 6 سنوات..المعرض الوطني للكتاب المستعمل يعود في نسخته الثالثة عشر بالدارالبيضاء    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأخضر        عبد الكبير الخطيبي: منسي المثقفين    طفل في كل فصل دراسي مولود بالتلقيح الصناعي ببريطانيا    احذر الجفاف في الصيف .. هذه علاماته وطرق الوقاية منه    دراسة تحذر: انتكاسات كبيرة في برامج التلقيح تعرض الأطفال لخطر الأمراض القاتلة    عودة الدواجن البرازيلية إلى الأسواق المغربية بعد زوال المخاطر الصحية    التوفيق : تكلفة الحج تشمل خدمات متعددة .. وسعر صرف الريال عنصر حاسم    وزير الأوقاف: خدمات واضحة تحدد تكلفة الحج الرسمي وتنسيق مسبق لضبط سعر الصرف    وزارة الأوقاف تحدد موعد قرعة الحج        









مساهمة في بيان اليسار المواطن


المصطفى مفتاح
1. لأن اليسار الذي كان في زمن لا يمكنه إلا أن يكون أمميا، لا يمكنه اليوم أن يكون إلا إذا كان مواطنا
2. لأن مواطنة اليسار اليوم في المغرب لا تستقيم إلا إذا خرج اليسار ليضع يساريته في الامتحان في الواقع المعاش و في مختلف مجالات النضال و العمل أمام المناضلين اليساريين و أمام المواطنين الذين ينتظرون انبعاثا للأمل
3. لأن مواطنة اليسار اليوم أي كينونته (لا أحب هذه الكلمة) لا تستقيم إلا بقدرته على العودة إلى مهاراته الأولى في النقد الملموس للواقع الملموس والنضال من أجل تغيير الواقع لا مجرد تفسيره؛
4. لأن الوطن، مغربي و مغربك ومغربنا في حاجة ملحة إلى أفق آخر غير التخلف و الإقصاء و الريع و الاستبداد و الظلام الذي لا تستطيع أن تخفيه الواجهات الفاقعة للتنمية البشرية و المشاريع الكبرى "المذرة للخير و النماء"؛
5. لأن المناضلين وقود التغيير و محركه وسائقه و صائنه، في حاجة إلى الإبحار إلى حلم بحجم الشمس والإنسانية، على اليسار المواطن أن يذكر العالمين بأن الرأسمالية المنتجة للأزمات المدمرة للبيئة و المستلبة للإنسان ليست قدرا أبديا وأن يرفع يوتوبياه الاشتراكية عاليا ويفضح هدفها الأسمى في القضاء على استغلال الإنسان لأخيه الإنسان بناء مجتمع يتحكم فيه البشر الأحرار المنتجون المتحررون من كل استلاب في كل مناحي حياتهم.
6. لأن المناضلين وقود التغيير و محركه وسائقه و صائنه، في حاجة إلى خطاب محفز معبئ يرسم في عيونهم التواقة حلم وطن ممكن قوي بالمواطنة الكريمة و سيادة القانون و تساوي الفرص في الاستفادة من الحقوق الأساسية و القيام بالواجبات، حلم وطن لا مكان فيه للرعايا و سيادنا و الريع و الحكرة و الهشاشة و التهميش و سطوة الرغبة في "الحريك"؛
7. لأن المناضلات و المناضلين بحاجة الى التنبيه المستمر من مخاطر الشوفينية الشعبوية الانكفائية الهوياتية بالإصرار على انفتاحنا على العالم و كونيتنا (notre universalité) مع اعتزازنا بكل الجميل من تراثنا المغربي و التأكيد على إستراتيجية بعدنا المغاربي والعربي و الإفريقي و الجنوبي و المتوسطي
8. لأن المناضلات و المناضلين و الوطن ليسوا في حاجة الى الخطاب المعتاد على الزهو بعقدة التعقيد في اللفظ و السطحية الغامضة في التحليل و الشعبوية النارية المتطايرة في مخارج الكلام و مهارة الهروب "الثوري" من أية مسؤولية في ما جرى و يجري للوطن؛
9. لأن المناضلات و الوطن و المواطنين متعطشون إلى خطاب محفز على التفكير و العمل المبدع، خطاب يجمع ما بين بلاغة الجرأة ووضوح الأهداف و الخصوم وواقعية الطموح و ثورية انسجام الوسائل و الغايات و الفكرة و الممارسة و ضرورة تجسيد المشروع المجتمعي في الممارسة الحزبية اليومية؛
10. لأن الخطاب المحفز و المعبئ ينطلق أولا من التذكير بالواجبات التي التزم بها منذ نشأته اليسار المناضل المواطن الديمقراطي:
11. أول هذه الالتزامات واجب النضال من أجل مغرب/وطن لا يتحالف فيه ضد المغاربة: الظلم و الفساد و الفقر و الإقصاء و التمييز و الدونية و التهميش و انتهاك حقوق الناس والمواطنين؛
12. أول هذه الالتزامات أيضا واجب النضال ضد كل ما يهدد الوطن من عوامل التفكك وضمور الشعور الوطني المرتبط بالشعور بالمواطنة، و مخاطر الدونية على الصعيدين الإقليمي و الدولي والغوص بعيدا في وحل التخلف الاقتصادي و الاجتماعي و العلمي و التقني.
13. أول هذه الالتزامات أيضا واجب العودة إلى مهارات اليسار المؤسسة وعدته المبنية على التحليل العلمي القائم على أساس المادية الجدلية و المادية التاريخية من أجل الإمساك بجوهر التناقض الأساسي الذي يحكم الوطن ويؤطر التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية و يرهن مستقبلنا:
• بين مؤسسة ملكية تتشبث بامتياز التقرير في ما هو صالح للناس و البلاد و امتياز مباشرة التنفيذ و امتياز توزيع المناصب و الامتيازات و امتياز تحجيم كل المؤسسات الأخرى و الاستفادة مع ذلك بالحصانة و القدسية و اللامسؤولية، ووراءها فئة متنفذة غير قادرة على التنافس الحر و الالتزام بقواعد و قوانين و أخلاقيات العصر تستفيد من سلطة الملكية و من حصانتها و إفلاتها من المحاسبة و السؤال، من جهة
• وفئات مجتمعية واسعة من مستضعفين كادحين و فئات وسطى تتأرجح في الهشاشة ما بين الأسفل البائس و الأعلى المؤقت التمتع ببعض جوانب العيش الرغيد و فئات "عليا" يطلب منها عند كل فرصة أو صفقة مهمة أن تعطي الأوراق الرابحة للفئة القريبة من السرايا و فئات "عليا" إدارية و تقنية لا أفق لها سوى التعايش مع التناقض بين توقها الطبيعي لمنطق العصر و خضوعها مباشرة أو بالتسلسل للمنطق السلطاني أو الهجرة إلى الخارج، من جهة أخرى؛
14. ثاني هذه الالتزامات عدم تجاهل التناقض الرئيسي الآخر بين الوطن وقوة سياسية و اجتماعية تعمل دعويا و سياسيا و جمعويا على تقويض كل مقومات الوطن و المواطنة و كل طموح مغربي إلى العصر في أبعاده الثقافية و الفنية و العلمية و السلوكية و السياسية، طبعا؛ بل إنها ماهرة في محو كل التراث الصالح الجميل لسلف جميل يمثله ابن رشد و الخوارزمي و الحلاج و ابن خلدون و أبو نواس وكل المصابيح التي أنارت الظلمات التي تجتاحنا منذ قرون؛
15. ثالث هذه الالتزامات وبالنتيجة مما سبق هذا يعني أن نفهم و أن نوضح للمناضلين و الناس عموما أن برنامجنا هو برنامج وطني يستهدف مصالحة البلاد مع منطق العصر، برنامج إنقاذ يحد من نزيف الطاقات و الموارد الوطنية الاقتصادية و الاجتماعية و الطبيعية المحدودة ، و يهدف إلى القضاء على نظام الريع و الامتيازات و الفساد و التضييق على المنافسة و تكافؤ الفرص و يهدف إلى تحسين موقع المغرب جهويا و دوليا والبداية بتدبير أكثر نضجا و مسؤولية لقضيتنا الوطنية و لعلاقاتنا الدولية.
برنامجنا اذن هو برنامج كل المتطلعين إلى الحداثة و المواطنة و سيادة القانون في كل مناحي الحياة العامة و اعتماده في الدفاع عن المصالح المشروعة و مواجهة المصالح غير المشروعة من كادحين و فئات وسطى و رأسماليين متوسطين و كبار لا ينتمون إلى الفئة المتنفذة المقربة من القصر و مبدعين مثقفين و نساء و رجال الإعلام الأحرار، و كل الخائفين على الوطن و على الحريات من هدا المنحى التونسي الذي بدأت تميل له الدولة في تعاملها مع الأصوات التي تعتبرها نشازا وكل التواقين إلى العيش الكريم المناسب للقرن الواحد و العشرين بعيدا عن نفوذ الدولة و رقابة الأصوليين ؛
وهو برنامج للوطن لأن مصالح الوطن مهددة بالتدبير الرسمي لملفات الوطن سواء ما تعلق بالصحراء أو الجهوية أو الأمازيغية أو الشأن الديني أو الاختيارات الاقتصادية الكبرى أو معضلات صناديق التقاعد و المقاصة و بطالة الشباب المتعلم.....
و هو برنامج يستمد ثوريته من التزامه بمواجهة التناقضين الأساسي و الرئيسي اللذان يعتقلان طموح الوطن و تطلعات المواطنين؛
16. رابع هذه الالتزامات العودة إلى فضيلة النقد الذاتي و الاعتراف بمسؤوليتنا نحن أيضا في الانكسار الذي يعرفه المشروع اليساري لأننا لم نمسك دائما بعمقه الديمقراطي الوطني و لا بطبيعته الحداثية / التحديثية و لم نحسن تحصينه من مخاطر الانتهازية و البراغماتية و الشعبوية و لم نحسن تمنيعه من الأمراض التي تعيث فسادا في المجتمع و لم نبدع في تجسيده على أرض الواقع في ممارستنا و تنظيماتنا .
ولعلنا في الحزب الاشتراكي الموحد أول المطلوبين للنقد الذاتي لأننا لم نقو على صيانة و تعميق الاختراقات الكبيرة التي ابتدعناها حين غلبنا منطق الوحدة على اختيار التشرذم و حين غلبنا واجب الديمقراطية و التعدد و حرية تشكيل التيارات ولم نحولها إلى ثقافة و ممارسة جاذبة و قاطرة لاختراقات أخرى أعمق تقطع مع الباقي من منطق التقليد و تساهم في تأنيث الحزب و تشبيبه و فتحه على كل أشكال المقاومة التي يبتدعها الناس كل يوم؛
كما أننا لم نتمكن إلا لماما من الجهر بمعارضة أخطاء الدولة و سلوكها الانفعالي في تدبير قضيتنا الوطنية مثلا أو علاقاتنا الخارجية مثل ما جرى في قضية امينتو حيدر و توتر العلاقة مع السنغال و قطعها مع إيران
وفي سياق النقد الذاتي أيضا لا مهرب من الاعتراف بقصورنا في التعاطي مع الأزمة الرأسمالية العالمية الأخيرة و التي ما زالت مستمرة بالهجوم الإيديولوجي على النظام الرأسمالي خصوصا في نزوعه المتوحش تحت قيادة الرأسمال المالي. و الدعاية لحلمنا الاشتراكي حيث يبدو قصورنا كتسليم بانتصار الرأسمالية و هزيمة الاشتراكية
17. خامس هذه الالتزامات التمسك بالعدة المعهودة لدى اليسار المناضل مند المعلم كارل ماركس و تلامذته من غير الدوغمائيين و دعوة المناضلات و المناضلين لاستعمالها قصد فهم و فضح المصالح الخاصة التي تتحرك في الواقع و توعية و تحريض المصالح المتضررة بالمقابل و تعبئتها للدفاع عن نفسها و عن الوطن والمواطنة.
ومن المفيد التذكير بأن أول درس للعم ماركس هو أن المصالح الخاصة تدافع عن انتهازيتها و طمعها و شرهها بالاختباء وراء المصلحة العامة أو القدر و الرزق.
18. سادس هذه الالتزامات أن نتخلص من وهم إمكانية تحقيق تقدم انتخابي وجب للوصول له التشبث بخطاب فضفاض يحتمل كل التفسيرات و يجمع بين الاعتدال و الثوروية الشعبوية و أن نركب طموحا أكبر و أجمل : طموح التعبير عن المئات من الآلاف وربما بضع الملايين من التواقين إلى المواطنة الكريمة و إلى الحداثة العازفين عن السياسة و الانتخابات وهذا يتطلب منا العودة إلى ممارسة السياسة بمعناها النبيل الذي يعني الشجاعة في المطالب؛
19. سابع هذه الالتزامات، بالتالي هو أن نترجم مطالبنا إلى الدارجة المفهومة مباشرة عبر الجهر بأن برنامجنا يطمح الآن و ليس غدا إلى تقليص سلطات الملك و إخضاع المؤسسة الملكية لسلطة الدستور و منعها من الخروج منها متى شاءت عبر بوابة الفصل 19 و أمارة المؤمنين.
ويعني أيضا أن تقرر الحكومة وحدها تحت رقابة البرلمان في كل ما تصرف فيه أموال دافعي الضرائب.
ويعني أيضا أن تقوم الدولة بتطبيق توصيات هيأة الإنصاف و المصالحة كاملة.
هذا هو البرنامج المرحلي الذي يهيئ للشعار الاستراتيجي: ملكية برلمانية.
20. ثامن هذه الالتزامات أن نصوغ تحريضنا و دعايتنا لبرنامجنا على المعيش اليومي حيث يتواجه الناس الدين يمولون بضرائبهم كل شيء بموظفين لا يخضعون لأي مراقبة و لا مساءلة وما أكثرهم من ألمعينين للتصرف في حياتنا بظهير؛
وان نعي أن برنامجنا هذا يتوجه إلى غالبية الشعب المغربي المسجونة في وضع الرعية القاصرة يستوي في دلك الرأسمالي الكبير الذي لا يمكنه الاستقواء بالقانون لحماية مصالحه و العامل البسيط الذي لا يحميه القانون من جشع الباطرون و المقدم و الموظف السامي و المتوسط والصغير الذي يتصارع ولاؤه كل يوم بين الولاءات و الضمير.
لهذا كان العنوان الآخر لبرنامجنا هو بناء دولة سيادة القانون.
21. تاسع هذه الالتزامات لأن الاستفزاز و الإثارة الرزينتين سلوك سياسي بامتياز لماذا لا نضمن برنامجنا مطالب صادمة هجومية توضح أكثر من التحليل مقاصدنا و تمس حياة الأغلبية الساحقة من مواطنينا، مثلا طلب خضوع رئيس الدولة لواجب التصريح بالممتلكات؛ أو فرض اللجوء الحصري لخدمات المدرسة العمومية بالنسبة للمسؤولين عن التعليم في بلادنا و المستشفى العمومي بالنسبة للمسؤولين عن الصحة وبدءا من الوزير حتى نطمئن أنهم على بينة من الأوضاع الفعلية لقطاعاتهم و أنهم سيقومون بالمطلوب لتحسين الوضع لأنهم أيضا و مباشرة معنيون
استفزاز مطلوب خصوصا و أننا على كل حال مستهدفون بما يحضر من تعديل قوانين الأحزاب و الانتخابات و يصح علينا قول الشاعر "أنت إن قلتها مت، وإن لم تقلها مت، قلها ومت " و أنت قد قمت بواجب الفضح و التعبير
22. عاشر هذه الالتزامات أن نخرج من ذهولنا ونحن نرى الدولة و تكنوقراطييها يسرقون خطابنا الاقتصادي و الاجتماعي و يتخلصون من خطابهم المعهود حول التوازنات متبنين خيار الأوراش والإصلاحات الهيكلية الكبرى وأن نناقش الأسس التي تحدد عليها الدولة أولوياتها، فمثلا:
• هل فعلا نحن في حاجة إلى القطار الفائق السرعة أم إلى إضافة خطوط سككية أخرى ؟
• هل نحن في حاجة إلى تقوية الطريق السيار أم تكثيف شبكة الطرق القروية و بين –الحضرية؟
• ما هي الأبعاد الفعلية لبرنامج المغرب الشمسي خصوصا بالنظر إلى الحجم الهائل للميزانية المعلنة؟
• ما هي الآثار الفعلية على أرض الواقع بالنظر لغلبة اللجوء إلى المقاولات الأجنبية و استمرار مظاهر الفساد في تدبير الصفقات العمومية؟
• ألا يخلق المغرب من حيث يدري أو لا يدري متنفسا لكل القطاعات و الشركات التي أثرت عليها الأزمة في أوربا ،راهنا الأجيال القادمة التي سيكون عليها رد القروض مع الفوائد؟
• ما تحليلنا لمخطط المغرب الأخضر هل هو إصلاح زراعي لا يقوى على الإقرار بطبيعته أم هو مخطط سيستفيد منه بالدرجة الأولى المستفيدون من تفويت أراضي صوديا و صوجيطا أي الكبار لا الفلاحون؟
• ما هي أجوبتنا لإصلاح النظام الضريبي لأجل جعله أكثر عدلا؟
• نفس الشيء بالنسبة لموضوع صناديق التقاعد و نظام المقاصة الذي يستفيد منه الأغنياء....
23. الحادي عشر من هذه الالتزامات أن نبادر لمواجهة المشروع الحزبي للدولة عبر مقارعته سياسيا و فكريا لا عبر شيطنته خصوصا وأنه مشروع ضعيف تلفيقي متناقض مع منطلقاته المعلنة، لا يمكنه صناعة ممارسة سياسية جديدة بالاعتماد على أدوات فاسدة ممزوجة ببعض قدامى اليسار. و لا يمكنه استبدال ضرورة الإتيان بأجوبة حقيقية على الأسئلة التي تطرحها البلاد بالمهارة في التواصل و لا استقطاب الأتباع من خارج الأعيان التقليديين و الجدد الطامعين في الاستفادة من فتات الريع و الامتيازات، رغم محاولته خوصصة تقرير هيأة الإنصاف و المصالحة وكأن التبني يلغي تهرب الدولة من الالتزام بخلاصاته؛
ولعل هذا المشروع الفاشل تاريخيا و هو يضع المعاصرة في مواجهة الحداثة يعترف بعدم خروجه البتة عن الحدود التي يقبلها النظام السائد وهي تسجيل معاصرته للقرن الواحد و العشرين عبر الخضوع لتكنولوجيا العصر و التشبث بمحافظة لا يخفي رجعيتها و غربتها عن العصر و عن الطموح الأصيل للمغاربة في أن يمارسوا مواطنتهم كاملة ؛
24. الثاني عشر من هذه الالتزامات أن نرفض أي سلطة غير سلطة القانون على سلوك الناس و أفعالهم ومعتقداتهم و أن ندين جهارا تدخل الدولة و البعض في معتقدات الأفراد و حقوقهم وسلوكاتهم و خصوصياتهم و ألا نخاف من الدعوة لفصل الدين عن الدولة و من التشهير بتدبير الدولة للشأن الديني الذي يحاول أن يمنع حرية الاعتقاد و يفرض قسرا اختيارا مذهبيا في خرق سافر للحريات؛
هذا التدبير الذي يفضح الالتقاء الاستراتيجي بين أصولية الدولة و أصولية الظلاميين. ومن المفيد التذكير بأن أصحاب جل الفتاوى الظلامية المنشورة مسؤولون في المجالس "العلمية" الرسمية و و ينكشف هدا التواطؤ أيضا في البرامج و المقررات المدرسية؛
25. الثالث عشر من هذه الالتزامات أن نقوم بواجب التضامن دون قيد و لا شرط مع كل الدين يتعرضون للاضطهاد و المنع و الاعتقال و القمع بسبب آرائهم و قناعاتهم و اختياراتهم و ميولاتهم و ممارستهم لمهنهم و لحرياتهم من صحفيين و صحف و مدونين و مناضلين من أجل الحريات العامة و الفردية و غيرهم من الذين يحاولون ممارسة حرياتهم؛
26. الرابع عشر من هذه الالتزامات أن نحارب المحافظة و الشعبوية لأنهما عدو لدود للإبداع و الديمقراطية و حقوق الإنسان و المواطنة، و لأنهما يغذيان الانهزامية و يكبلان الجرأة و يعزلان عن الشباب و النساء و المتنورين في المجتمع و يسهلان تسلل العادات السياسية الفاسدة و الزبونية و منطق الأعيان و تطفئان الحس النضالي و روح الالتزام؛
27. الخامس عشر من هذه الالتزامات إعادة الاعتبار للنضال مقابل مصطلحات "العمل السياسي و الحركية و النشاط"، بمعنى إعادة المكانة الرفيعة للمناضلة المبدعة و المناضل الملتزم الحر في تفكيره و تعبيره والمبادر للتعبير عن طموحه و قدرته على المسؤولية و المحاسبة و تشكيل التيارات و ممارسة النقد و احترام سمو القانون الحزبي على ما عداه من "الأعراف النضالية" .
28. آخر هذه الالتزامات أن نطهر لغتنا من آثار الخشب و أن نعيد تعليمها الشعر و الحماسة و الفرح و الجرأة و المباشرة و كل ألوان الربيع.
أ لسنا أبناء مارس / الربيع العظيم ؟
المصطفى مفتاح
المصطفى مفتاح
مناضل في منظمة 23 مارس
ومنظمة العمل الديمقراطي الشعبي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.