بين تأكيد ونفي، وبين ترويج لأخبار مغلوطة أو يراد بها تغليط الرأي العام، تتقلب قضية الخلاف العميق بين المدرب والناخب الوطني وحيد خليلودزيتش وحكيم زياش، ولا يعرف لها أحد نهاية. ما أطلع عليه الرأي العام بعد العودة من الكامرون، والفريق الوطني يقصى من الدور ربع النهائي لكأس إفريقيا للأمم، هو أن وحيد خليلودزيتش كان جازما في التأكيد على أن لا مكان لزياش بالفريق الوطني وهو يدير عارضته التقنية، وعرض لذلك أسبابا استهجنها كل المغاربة وقد أجمعوا على أن مواصلة إقصاء زياش خطأ كبير. • زياش يرد بطريقته ما سيحدث بعد ذلك، أن حكيم زياش منزعجا مما سمع من وحيد، أطلق من أبوظبي حيث تواجد مع ناديه تشيلسي، صرخته معلنا أن مساره الدولي مع الفريق الوطني وصل محطته الأخيرة، وكأني به يعفي خليلودزيتش من اختلاق مزيد من المبررات، كلما سئل عن سر إقصائه لحكيم. ما سيحدث بعد ذلك، سيقول أن موضوع زياش لم يغلق بالكامل، فلا أحد ينسى أن فوزي لقجع رئيس الجامعة قال قبل التوجه للكاميرون، أن موضوع زياش في طريقه للحل، وعودته للفريق الوطني لن تتأخر كثيرا. • خرجة في دور الوساطة وما سيحدث أيضا، وكل القرائن دلت على ذلك، أن العميد السابق للمنتخب الوطني الحسين خرجة الذي يتولى مهمة داخل الإدارة التقنية الوطنية، دخل على خط الخلاف، وشرع في وساطته على أمل تذويب الخلاف بين زياش وخليلودزيتش.. أي خطوات قطع خرجة في وساطته؟ وهل نجح فعلا في تذويب الخلاف؟ كان يفترض أن يحاط الموضوع بكامل السرية، لولا أن تسريبات حدثت، ومنها أن خرجة نجح في وساطته، وأن الخلاف بين الرجلين بات من الماضي.. • أين الحقيقة؟ ولا يهم إن جرى تأكيد خبر الوساطة أو نفيه، إلا أن المؤكد أن هناك بالفعل مساعي تبذل من أجل إعادة وحيد وحتى زياش عن قرارهما، تماما كما هو عيني ما رصدناه والمدرب والناخب الوطني وحيد خليلودزيتش يتنقل بين الملاعب الوطنية ويستمع إلى ذات الموال الذي يطالبه بإعادة زياش لعرين الأسود. ومع كل هذه التفاعلات والمستجدات، فإن السؤال المطروح هو: هل ستتضمن لائحة الفريق الوطني التي سيكشف عنها خليلودزيتش يوم الخميس 17 مارس الحالي، إسم حكيم زياش أم لا؟ • المنتخب الوطني هو الأهم قطعا إن كانت توقعاتنا، أن تدفع الجامعة عن قريب حكيم زياش لتعليق قرار اعتزاله اللعب دوليا، إلا أنها ستكون مفاجأة كبرى أن يتم تطويق الخلاف بشكل نهائي، ويعود زياش للفريق الوطني خلال مواجهة الكونغو الديموقراطية يومي 25 و29 مارس عن آخر دور إقصائي مؤهل للمونديال، وطبعا أيا كان الموقف، سواء عاد زياش للعرين أم لم يعد، فإن الفريق الوطني سيكون هو المعني الأوحد باهتمام المغاربة في الأيام القادمة، لطالما أن تأهل أسود الأطلس إلى المونديال سيكون هو الرهان الأكبر الذي لا يعلى عليه أي رهان آخر..