رحل غاضبا وعاد راضيا بالإمتثال لمطالبه كاد يقع المحظور بفاس وتسقط أولى الرؤوس الغليظة بعد أن قرر محمد فاخر فجأة ترك مهامه يوم الإثنين الماضي أي مباشرة بعد العودة بتعادل في أولى الدورات من ملعب الشيخ الأغضف ضد شباب المسيرة، وهو قرار لا علاقة له بالنتائج والتي ظلت دوما أحد الأسباب المباشرة المفضية لقرارات الإنفصال بين الأندية والمدربين، ما حدث يوم الإثنين بمستودع ملابس الفريق حين وضع فاخر مسودة على السبورة أمام أنظار اللاعبين بمعية عبد العالي العلوي المعد البدني والتي لخص فيها جملة من المشاكل التي لم تجد طريقها إلى الحل وتعوق عمله (ملعب للتداريب، معدات، تقرير طبي يبرر الوضع الكارثي الذي يعيشه اللاعبون، عقود لاعبين ومنح القدامى المعلقة بكل مشاكلها)، دون ذكر الكماليات الأخرى (السيارة، السكن، الهاتف الخاص وتعويضات التنقل) خطب فاخر في اللاعبين خطبة وداع أعادت للأذهان ما فعله ذات يوم مع لاعبي الجيش الملكي ورحل تاركا الشدوه والحيرة يخيمان على المكان وحالة إحباط بلا نهاية للاعبين· كما كان للإصطدام العنيف الذي وقع بمطار العيون بين المعد البدني العلوي وطبيب الفريق فضول على إثر مشاحنة بسيطة تطورت لفصول معقدة من الصراع بين الجانبين دورها في إذكاء القرار، حيث حل فاخر بالبيضاء دون أن يلزم قراره فؤاد الصحابي مساعده الذي واصل مهامه بشكل عادي بما يخدم استمرارية طراوة اللاعبين، حيث سهر على حصتين تدريبتين أعادت الثقة للمجموعة ككل بما واكبها من مهنية واقتدار لرجل يبدو مؤهلا ليشغل أكثر من الرقم 2 في المعادلة التقنية للماص وبشهادة المكونات واللاعبين على حد سواء، رفض فاخر الرد على كل المكالمات وجاءت كل محاولات معرفة ما يجري بالفشل ليخرج بناني باستعجال بتصريحات صحفية يقول من خلالها أنه ما تم توفيره لفاخر يفوق ما هو متاح لنواد كبرى داخل البطولة وأكثر من 80 بالمئة من مطالبه كانت متوفرة ولتعلن جبهة التسيير من فاس في غياب بناني، أن صفحة فاخر طويت والفريق سيجلب مدربا كبيرا يوازي قيمة الفريق، حدث هذا بحضور الناطق الرسمي هشام شاقور وأمام كل اللاعبين يوم الأربعاء المنصرم· قبل أن تحدث انعطافة غير متوقعة في سير الأحداث يوم الخميس وليلته على وجه التحديد، حين دعا أوزال الطرفين لإجتماع ببيت بناني، دام أربع ساعات وتم خلاله طرح كل الإشكالات العالقة على الطاولة وتعهد رئيس المغرب الفاسي بالإستجابة لها وبعودة فاخر للتداريب في اليوم الموالي، بعد أن تعاهدا الطرفان على بداية صفحة أخرى تواصل نفس الروح العالية التي سادت أجواء عين الدراهم التونسية· عودة ظلت معلقة برفض جبهة فاس لعودة فاخر مما اضطر بناني للتنقل شخصيا لفاس حيث قرب وجهات النظر بين كل الأطراف انتهت بإشراف فاخر على الحصة التدريبية لذات اليوم وبتناول إفطار جماعي سادته روح الدعابة واستعادة شريط الخلاف بنوع من السخرية والإلتحاق بأحد المقاهي المشهورة بشمسها الأصيل وقمرها المكتمل لإكمال فصول حكاية بدأت بالإنفصال وانتهت بالوصال وبضحيتين هما طبيب الفريق والمعد البدني·