استيقظ الجيران، على حقيقة أنّ الشاب الهادئ المجاور لهم، قتل ما لا يقل عن 22 من الضحايا الأبرياء وأصاب 120 آخرين بجروح في حفل موسيقي لأريانا غراند. عبّر العديد من أولئك الذين يقيمون بالقرب من سلمان عبيدي، عن صدمتهم، حين سمعوا عن تنفيذه التفجير في "أرينا مانشستر". كتبت صحيفة "دايلي ستار"، أنّ هذا المريض الداعم لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، استهدف الأطفال والعائلات. بيد أنّ البعض من جيرانه، عجزوا عن إخفاء دهشتهم، أمام العملية الإرهابية التي قام بها هذا الشاب. وأكّدوا أنّهم لم يلمحوا أي دلائل على ميوله للعنف والإرهاب خلال الفترة التي سبقت وقوع المجزرة. كذلك، قال صديق للعائلة، لم يرغب في الكشف عن اسمه، إنّ سلمان كان ودوداً ولم يكن هناك أي شيء يوحي بأنّه قد يكون بهذا العنف. وتابع:"بصدق كان طبيعياً". أمّا ابن عم عبيدي، البالغ من العمر 16 عاماً، والذي يقيم بالقرب من منزل العائلة، فقال، إنّه لا يستطيع أن يصدّق أنّه بالفعل نفذ الاعتداء. وأضاف: "أنا أعرفه وأعرف أي نوع من الأشخاص هو. إنّه شاب لطيف، وكنّا نلعب سوياً لعبة فيديو الحرب". في المقابل، قالت جارته لينا أحمد (21 عاماً)، إنّها رأت عبيدي يهتف في الشارع بالعربية. وأردفت، إنّهم عائلة ليبية، وإنّه كان يتصرّف بغرابة، وقبل بضعة أشهر كان يردّد صلاة إسلامية بصوت عال جداً في الشارع، ويقول: "هناك إله واحد والنبي محمد هو رسوله". من جهته، قال داونينغ ستريت، (مكتب رئيس الوزراء)، الليلة الماضية، إنّ الاستخبارات مشّطت علاقات عبيدي واكتشفت إنّه على علاقة بتنظيمي "القاعدة" و"الدولة الإسلامية" (داعش) في وطن والديه ليبيا. ويعتقد أنّ سلمان عبيدي (22 عاماً) الذي كان معروفاً لدى الأجهزة الأمنية، قد عاد من ليبيا مؤخراً هذا الأسبوع. بعد أن أبلغ أحد أصدقائه، صحيفة "ذا تايمز" إنّه ذهب إلى ليبيا قبل ثلاثة أسابيع وعاد منذ أيّام". ولد عبيدي في مانشستر عام 1994، وهو ثاني أصغر أربعة أولاد. كان والداه لاجئين ليبيين، فرّا إلى بريطانيا هرباً من العقيد معمّر القذافي. ونشأ في بيئة ليبية مغلقة، وكان معروفاً بمعارضته القوية لنظام القذافي. ويبدو أنّه أصبح متطرّفاً في الفترة الأخيرة، ولم يتضّح متى بالتحديد، وكان يصلّي في مسجد محلّي، اتّهم في الماضي بجمع الأموال ل"الجهاديين". أما شقيقه الأكبر، إسماعيل، فكان مدرّساً في مدرسة القرآن في مسجد ديدسبري. وعلى الرغم من ارتياد عبيدي للمسجد، في عدد من المناسبات للصلاة، أصرّ محمد سعيد السعتي إمام المسجد، إنّه ليس صديقه، وليس قريباً منه وأنّه لم يكن سعيداً معه. ولفت إلى أنّ سلمان، الذي كان يرتدي لباساً إسلامياً، أظهر وجه الكراهية، حين كان هو يحذّر من مخاطر "داعش" في خطبة يوم الجمعة. وقال: "أراني سلمان وجه الكراهية، بعد كلمتي عن "داعش"، وأدركت أنّه لا يحبني. إنّها ليست مفاجأة بالنسبة لي".