بعد حملة إيقاف المهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء في شمال المملكة، خاصة محور طنجة-تطوان، وترحيلهم إلى مدن وسط وجنوب المملكة، لاسيما تزنيت؛ كشفت معطيات جديدة أن السلطات المغربية باشرت حملة جديدة تسعى، هذه المرة، إلى ترحيل المهاجرين الأفارقة غير النظاميين المرحلين من الشمال إلى بلدان الأصلية التي وقعت مع الرباط اتفاقيات الترحيل واستقبال راعياها بالمملكة. كما أن جل المهاجرين المرحلين إلى بلدان الأصلية في رحالات جوية يجدون في انتظارهم عناصر أمنية واستخباراتية تستنطقهم بخصوص إقامتهم في المغرب، وربما الكيفية التي وصلوا بها إلى المملكة. المعطيات ذاتها أشارت إلى أن أول عملية ترحيل تمت صباح يوم الجمعة الماضي ل40 مهاجرا من طنجة إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء ومنه إلى مطار فيليكس هوفويت بوانيي بالعاصمة أبيدجان، حسب صحيفة “الديارويو” الإسبانية. مصدر من “مجموعة مواكبة الأجانب والمهاجرين في المغرب” (غاديم) قال ل”اليوم24″ إنهم يتوفرون على شهادة تسجيل صوتي وتذكرة تؤكد عملية الترحيل. المصدر نقل عن مهاجر من ساحل العاج يسمى “غارالو” في طنجة، أن الأمن “اعتقل يوم الجمعة الماضي مجموعة من المهاجرين في نفس المنطقة بحي مسنان”، كاشفا أن “آخر معلومة يتوفرون عليها هي أنهم وصلوا إلى ساحل العاج، لأن الأمر يتعلق بمتحدرين من هذا البلد”. وأوضح المصدر ذاته أن المهاجرين المرحلين أنفسهم نشروا على مواقع التواصل الاجتماعي، العديد من الفيديوهات التي توثق لحظة وصولهم إلى مطار أبيدجان صباح يوم السبت. أحد المرحلين أكد قائلا: “وصلنا بعد منتصف الليل. ووجدنا الأمن والمخابرات في انتظارنا”، قبل أن يوضح: “طرحوا علينا العديد من الأسئلة”، لكن لم يحدد طبيعة الأسئلة. وأردف قائلا: “أخبرونا أنهم سيسجنوننا. لكن بعد ساعات أطلقوا سراحنا، رغم أن آخرين لازالوا رهن الاعتقال”. أحد المهاجرين نقل عن الأمن الإيفواري قائلا: “كل مواطنو ساحل العاج الذين لا يتوفرون على وثائق الإقامة القانونية (بالمغرب) سيرحلون”. المصدر أورد أيضا، أن السلطات المغربية تنسق مع سفارات بعض البلدان الإفريقية، لاستقبال رعاياها، وهو الأمر الذي تنتقده مجموعة من المنظمات الحقوقية، مثل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي تتهم حكومة ساحل العاج بالتواطؤ مع عمليات الترحيل القسري لرعاياها من المغرب. وفيما أكدت “مجموعة مواكبة الأجانب والمهاجرين في المغرب” (غاديم) ترحيل 6500 إفريقي من الشمال إلى وسط وجنوب المملكة منذ غشت المنصرم، لا يعرف إلى حدود الساعة عدد المرحلين إلى بلدانهم الأصلية.