لجأت إسبانيا إلى حيلة ترحيل المهاجرين السريين المغاربة الواصلين إليها بالآلاف في الشهور الأخيرة، إلى المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية من أجل تسليمهم للأمن المغربي عبر المعابر الحدودية، بدل ترحيلهم مباشرة إلى المملكة انطلاقا من موانئ الأندلس، بهدف تجنب انتقادات المنظمات الحقوقية المحلية والإقليمية والدولية، التي تدين اتفاقية إعادة المهاجرين بين الرباط ومدريد سنة 1992. في المقابل، قررت السلطات المغربية، في ظل الاستراتيجية الجديدة الإسبانية القائمة على الترحيل الجماعي للمغاربة، تقليص عدد المغاربة الذين تتسلمهم عبر معابرها الحدودية يوميا. في هذا الصدد، كشفت مصادر أمنية لصحيفة “آ ب س”، أن السلطات المغربية غيرت معيار تسلم رعاياها المهاجرين السريين بإسبانيا، إذ “بدل قبول تسلم 25 مهاجرا عبر الحدود في اليوم، كما هو معمول به منذ شهور، قلص، حاليا، العدد إلى 10 مهاجرين في اليوم”. مع ذلك، أكد المصدر ذاته أن الأسباب التي دفعت السلطات المغربية إلى اتخاذ هذا القرار تبقى مجهولة إلى حدود الساعة. ويبدو أن الأجهزة الأمنية الإسبانية غاضبة من هذا الإجراء المغربي والذي يعتبر موقفا سياسيا. إذ انتقدت المصادر الأمنية الإجراء قائلة: “ليست المرة الأولى التي لا يوجد فيها أي سبب. المغرب يتعامل مع إسبانيا كما لو أنها جهة مستقلة”. الصحيفة أماطت اللثام عن الكيفية غير المعلنة التي يتم بها ترحيل المهاجرين المغاربة الواصلين إلى إسبانيا، إذ أن “عملية التسليم تتم ما بين يومي الاثنين والجمعة (باستثناء إذا كان هناك يوم عيد) في المعابر الحدودية لسبتة ومليلية”. وتابع أن عملية ترحيل بعض المهاجرين تتم بعد 72 ساعة من وصولهم إلى سواحل الأندلس. من جهة أخرى، وارتباطا بموضوع الهجرة السرية، أثارت عملية سرقة قارب من مالكه في مدينة أكادير واستعماله في تهريب المهاجرين السريين صوب جزر الكناري الجدل. إذ بعد نشر الحرس المدني الإسباني صورة قارب وصل إلى جزيرة “لانثاروتي” خلال الشهر الجاري على متنه شخصان، اتصل مواطن مغربي من مدينة أكادير يدعى خطي عدنان بإذاعة “كادينا سير” الإسبانية، يؤكد لها أن القارب المنشورة صوره سُرق من العائلة قبل أن يظهر في جزر الكناري. وفي الوقت الذي صرح فيه المهاجران المغربيان اللذان كان على متن القارب أثناء توقيفهم، أنهما كانا رفقة مهاجرين آخرين وتركاهم في منطقة بحرية أخرى؛ أكد عدنان خطي أن القارب في ملكية عائلته ومسجل لدى المصالح المعنية في وزارة الفلاحة والصيد البحري باسم صهره. وشرح أن سارقيْ القارب أخذوا مبالغ مالية من 30 مرشحا للهجرة، قبل أن يعمدوا إلى خداعهم بالقول إن البحر هائج، ووعدهم بالإبحار في يوم آخر. عدنان اتهم مواطنان مغربيان يدعيان نبيل وخربوش بسرقة القارب.