أظهر استطلاع رأي حديث أن 61 في المائة من المغاربة لا معرفة لهم بالتغيرات المناخية، منهم 54 في المائة “لم يسبق أن سمعوا” عنها شيئا، و7 في المائة قالوا إنهم “لا يعرفون” شيئا عن الموضوع، فيما 39 في المائة فقط قالوا إنهم “سمعوا” عن التغيرات المناخية. هذا يعني أن 4 فقط من كل 10 مغاربة “سمعوا بالتغيرات المناخية”، ونسبة قليلة من هؤلاء يعتقدون بأن هذه التغيرات تؤثر على حياتهم. وتبدو هذه النتيجة مفاجأة بالنظر للحملة الإعلامية الكبيرة التي صرفت فيها الحكومة مبالغ ضخمة خلال القمة العالمية للمناخ، التي نظمت في مراكش في نونبر 2016. وحسب نتائج الدراسة التي كشفها مؤشر “الأفروباروميتر”، وقدمت الخميس الماضي بالمحمدية، فإنه حتى بالنسبة للذين “سمعوا بالتغيرات المناخية”، لا يدركون خطورتها. فعند سؤالهم: “هل تعتقد أن التغيرات المناخية تجعل الحياة في المغرب أفضل أم أسوأ أم أنك لم تسمع بما فيه الكفاية لإبداء رأي؟”، رد 62 في المائة بأنهم لا يرون أنها سيئة، (26 في المائة يرون أن الحياة في ظل التغيرات المناخية أفضل بكثير أو أفضل إلى حد ما، و21 في المائة لا يرون تغييرا في حياتهم، و15 في المائة لا يعرفون هل لها تأثير أفضل أم سيء”. فيما 37 في المائة فقط ممن سمعوا بالتغيرات المناخية يرون أن التغيرات المناخية تجعل الحياة “أسوأ بكثير، أو أسوأ إلى حد ما”. وحول الدور الذي يمكن أن يلعبه المواطن العادي، رد الذين “سمعوا بالتغيرات المناخية” بشكل مفاجئ، إذ36 في المائة يرون أن “المواطن العادي لا يمكنه فعل شيء على الإطلاق” تجاه التغيرات المناخية، و11 في المائة يرون أنه أصلا “لا يجب إيقاف التغيرات المناخية”، و16 في المائة قالوا إنهم “لا يعرفون هل على المواطن فعل شيء”. و28 في المائة يرون أن المواطن يمكنه “فعل القليل”. فيما 9 في المائة فقط يرون أن المواطن العادي يمكنه “فعل الكثير”. مؤشر “الأفروباروميتر” عبارة عن مشروع بحثي إفريقي غير حزبي، يقيس مواقف المواطنين حول الديمقراطية والحكامة والاقتصاد والمجتمع المدني ومواضيع أخرى، وتشمل استطلاعاته 36 دولة إفريقية. والبحث الذي أجري في المغرب شمل 1200 مستجوب عبر التراب الوطني، في الفترة من 12 إلى 27 ماي 2018، وقام به ميدانيا مكتب دراسات مغربي هو “مؤسسة العالمية للأبحاث والاستشارات” GSC، تحت إشراف محمد عبد ربي، أستاذ علم الاجتماع، بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء. ومن أبرز نتائج الدراسية، أن الوعي بالتغيرات المناخية يبقى “سائد لدى الشرائح الأكثر تعليما، ولدى الشباب، والذكور وسكان المدن”، فيما نسبة قليلة فقط من المغاربة في القرى ترى أن ظروف الإنتاج الزراعي بمناطقهم قد ساءت خلال العشر سنوات الأخيرة. وتبقى الفئة المتعلمة هي الأكثر وعيا، 17% من المستجوبين الذين ليس لهم مستوى تعليمي، قالوا إنهم على علم بالتغيرات المناخية، وتصل النسبة إلى 85 % بالنسبة للذين لديهم مؤهلات التعليم الجامعي. وترتفع نسبة الذين سمعوا بالتغيرات المناخية لدى الذكور (59 % ) أكثر مقارنة مع الإناث (49 % )، ولدى سكان المدن (61 % ) أكثر مقارنة مع سكان البوادي (39 %)، ولدى الشباب أكثر من الكهول والمسنين، 65 في المائة من الشباب ما بين 18 و35 سنة قالوا إنهم على علم بالتغيرات. ونسبة قليلة فقط (16%) من المغاربة ترى أن ظروف الإنتاج الزراعي بمناطقهم قد “ساءت” أو “ساءت أكثر” خلال العشر سنوات الأخيرة، بينما ثلاثة من كل عشرة (30 %) يصرحون أنها “تحسنت” أو “تحسنت أكثر”. وصرح حوالي نصف المجيبين بأن شدة الجفاف (52 %) والفيضانات (54 %) أصبحا “أكثر حدة إلى حد ما”، أو “أكثر حدة بكثير” خلال العشر سنوات الأخيرة. وبالنسبة للمجيبين الذين سمعوا بالتغيرات المناخية، يعتقد ما يزيد عن النصف (55 %)، أن سببها “تغيرات سلبية في المناخ”، ويصرح أربعة من كل عشرة (41 %) بأنها “ناجمة عن الأنشطة البشرية”، و14% أنها “تعود لظواهر طبيعية” و31% ترجع إلى العاملين معا، أي الأنشطة البشرية والسيرورات الطبيعية. ومنح “مؤشر أداء تغير المناخ” لسنة 2018 المغرب المرتبة الثانية عالميا والمرتبة الأولى إفريقيا، من حيث أحسن الجهود المبذولة في مجال مواجهة التغيرات المناخية، لكن يلاحظ أن الوعي بخطر التغيرات المناخية لدى المواطنين يبقى محدودا.