في الوقت الذي كان الملك يعطي فيه الانطلاقة الرسمية للموسم الدراسي، مساء أول أمس، كانت الشبكاتالاجتماعية تغلي من شدة الغضب ووقع الصدمة التي خلفها التقرير الجديد للمجلس الأعلى للحسابات. القرارات والمشاريع التي تم إعلانها أمام الملك، والتي جاءت استجابة لنداءاته المتكررة لإصلاح المنظومة التعليميةوتحويلها إلى قناة لتحقيق النجاح في الحياة والاندماج المهني، تأثرت دون شك بالظلال التي خيّمت على المغرب جراءما تضمنه تقرير مجلس إدريس جطو، لأن المرء لا يمكنه إلا أن يضع يده فوق قلبه خوفا من أن يكون مآل المخططاتالجديدة شبيها بتلك التي قام قضاة المجلس بافتحاصها. إن الحاجة اليوم، تبدو ماسة أكثر من أي وقت سابق لحماية المبادرات الإصلاحية وضمان بلوغها الأهداف المسطرة،والخوف كل الخوف أن يأتي علينا يوم نقف فيه على أن أحلاما ملكية كبيرة، من قبيل تعميم التعليم الأولي وبناء 12 مدينة مهنية وتعميم الدعم الاجتماعي الذي يحمي من الهدر المرسي، قد تأثرت بالفساد وسوء التدبير والاختلاساتالتي تنطوي عليها تقارير المجلس الأعلى للحسابات. إن السبيل الوحيد لتجنّب هذا الكابوس هو محاسبة ومساءلة ومعاقب المسؤولين عن الجرائم الفظيعة التي ترتكب فيحق المغرب والمغاربة، من طرف مسؤولين مستهترين وفاسدين. عدا ذلك، فإن تكرار الكارثة يظل قائما، لا قدّر لله.