أعلن عمر العبيد، المستشار القانوني للضحايا السودانيين لشركة "بلاك شيلد" الإماراتية، أمس الثلاثاء، بدء الاستعدادات لرفع دعاوى قضائية إقليمية، ودولية بحق 10 شخصيات إماراتية، وسودانية وليبية، بتهمة الاتجار بالبشر، إذ قال شباب سودانيون إن الشركة المذكورة وعدتهم بتوفير فرص عمل في دولة الإمارات، ثم تم نقلهم إلى ليبيا، للقتال بجانب مليشيات الانقلابي خليفة حفتر، الذي ينازع الحكومة، المعترف بها دوليا، على الشرعية، والسلطة، في البلد الغني بالنفط. وأضاف العبيد، خلال مؤتمر صحفي في العاصمة الخرطوم: "خاطبنا منظمة هيومن رايتس ووتش (حقوقية دولية- مقرها في نيويورك) بخصوص خداع السودانيين من قبل شركة "بلاك شيلد" الإماراتية، وتلقينا اتصالات من لجنة الخبراء في الأممالمتحدة المعنية بالحالة الليبية، ووعدتنا بتضمين هذه القضية ضمن تقريرها، في 10 يناير المقبل". وأوضح المتحدث نفسه أن المتهمين هم 10 شخصيات إماراتية، وسودانية، وليبية، أبرزهم محمد بن زايد (ولي عهد أبوظبي) وخليفة حفتر وضباط من البلدان الثلاثة، وأصحاب شركة "بلاك شيلد" الإماراتية ووكالة سفر سودانية، وتابع: "لم تقام أي دعاوى جنائية في المحاكم السودانية، ونحن في إطار تجهيز دعاوى قضائية إقليمية ودولية، فهذه الجريمة منظمة، وعابرة للحدود، وتخالف مواثيق الأممالمتحدة، والاتحاد الإفريقي، والدول العربية بخصوص مكافحة الاتجار بالبشر". وأردف المستشار القانوني للضحايا السودانيين لشركة "بلاك شيلد" الإماراتية: "من المفترض أن ترفع الحكومة السودانية الدعاوى القضائية، لكن موقفها سلبي، وأنا أمثل حق الضحايا"، وأفاد أنهم بصدد اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية. وشدد العبيد على أن القضية ليست ضد دولة الإمارات، ولكن ضد أشخاص مارسوا الاتجار بالبشر، وخدعوا السودانيين للقتال في ليبيا. وكان محامون سودانيون قد أعلنوا، في 2 مارس الماضي، اتخاذ إجراءات قانونية بحق وكالات سفر ساهمت في خداع شباب سودانيين بعقود عمل مع "بلاك شيلد"، ثم جرى نقلهم إلى ليبيا. وبحث مجلس الوزراء السوداني، في 29 يناير الماضي، أزمة هؤلاء المتعاقدين السودانيين مع الشركة الإماراتية، عقب احتجاجات متواصلة لأسرهم في الخرطوم. ونشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، في 25 دجنبر 2019، تقريرا عن "تورط" أبوظبي في تمويل نقل مرتزقة للقتال في ليبيا بجانب مليشيات حفتر، المدعومة من دول عربية، وغربية. ونشر نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، أخيرا، صورا لسودانيين، وهم يستعدون لمغادرة مدينة "راس لانوف" في ليبيا، على متن طائرة تحمل 275 سودانيا في طريق عودتهم إلى الخرطوم، بعد زيادة حدة الاحتجاجات على إرسالهم. وقالت "بلاك شيلد" الإماراتية، عبر بيان لها، في يناير الماضي، إنها شركة حراسات أمنية خاصة، ونفت صحة ما وصفتها بادعاءات متعلقة بخداع العاملين لديها بخصوص طبيعة العمل، أو نظامه، أو موقعه.