استقبلت روسيا وفدا من قيادة الصف الأول لجبهة "البوليساريو" الانفصالية، قبل أيام قليلة من جلسة مجلس الأمن المخصصة لقضية الصحراء المغربية، والتي ستشمل التصويت على التمديد لبعثة "المينورسو" في الصحراء. وقالت وزارة الخارجية الروسية، إن ميخائيل بوكدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي المكلف بالشرق الأوسط، والدول الإفريقية، نائب وزير الخارجية الروسي، استقبل أمس الأربعاء، في العاصمة الروسية موسكو، وفدا من الأمانة العامة لجبهة "البوليساريو"، يضم أبي بشراي البشير، وصوت الجبهة في الأممالمتحدة، سيدي محمد عمر، إلى جانب ممثل الجبهة بموسكو، أعلي سالم محمد فاضل. وحسب تصريحات، أدلى بها القيادي في الجبهة الانفصالية، أبي بشراي البشير، فإن الجبهة حاولت إقناع روسيا بوجود توتر في الصحراء، و"انهيار لمخطط السلام"، وضرورة إتخاذ الأممالمتحدة موقفا مغايرا. وعلى الرغم من تكبد وفد الجبهة الانفصالية لعناء التنقل إلى روسيا، وترتيب لقاء مع بوكدانوف، إلا أن الدبلوماسي الروسي، تشبث بالمواقف السابقة لروسيا، والتي تتمثل في دعم جهود الأممالمتحدة، على أساس الشرعية الدولية، والقانون الدولي. يذكر أنه خلال أزمة الكركرات، بينما كانت جبهة "البوليساريو" الانفصالية وحليفتها الجزائر تراهنان على موقف داعم لأطروحتهما من قبل روسيا، فإن هذه الأخيرة أبرمت اتفاقية للصيد البحري مع المغرب، تسمح لعشرة سفن لها بالإبحار في السواحل المغربية، بما يشمل الأقاليم الجنوبية، وصوت البرلمان بغرفتيه، شهر أبريل الماضي، بالإجماع لصالح تمرير اتفاقية للتعاون في مجال الصيد البحري مع روسيا، في اتفاقية تمتد إلى 4 سنوات، وهي الثامنة بين البلدين في مجال الصيد البحري، منذ اتفاقية أولى وقعت عام 1992. وكانت مصادر مسؤولة قد أكدت ل"اليوم 24″، في وقت سابق، أن المغرب يراهن على الحياد الروسي في النزاع المفتعل في الصحراء، وهو الحياد الذي حافظت عليه روسيا، على الرغم من أنها من ضمن الأعضاء الدائمين في محلس الأمن، حيث لم يسبق لها أن صوتت ضد قرار حول الصحراء المغربية، وتكتفي بالامتناع.