أنهى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن زيارته للجزائر الأربعاء، مجددا مواقف بلاده بشأن الصحراء، وأيضا تطبيع الدول العربية مع إسرائيل. وختم بلينكن زيارة للجزائر حليفة موسكو وأحد أكبر منتجي الغاز، التقى خلالها وزير الخارجية رمطان لعمامرة ثم استقبله الرئيس عبد المجيد تبون بحضور وزراء الطاقة محمد عرقاب والزراعة عبد الحفيظ هني والبيئة سامية موالفي. وألقى الرئيس الجزائري خطابا استمر نحو 20 دقيقة في حضور وزير الخارجية الأمريكي ومرافقيه. وكان وزير الخارجية الأمريكي وصل إلى الجزائر صباح الأربعاء آتيا من المغرب، بينما العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مقطوعة بسبب إقامة الرباط علاقات مع إسرائيل مقابل اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء. وبسبب هذا الاعتراف أيضا، توترت العلاقات بين الولاياتالمتحدةوالجزائر وخصوصا في نهاية ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب. وبخصوص هذا الملف قال بلينكن "نحن نركز بشدة على الدبلوماسية وعلى تقديم حل من خلال الدبلوماسية" مؤكدا دعم جهود الأممالمتحدة لإيجاد حل للنزاع. ومن تداعيات قطع العلاقات بين الجزائروالرباط، عدم تجديد عقد استغلال خط أنابيب الغاز المغاربي الأوربي الذي كانت تستخدمه الجزائر لتصدير الغاز إلى إسبانيا والبرتغال عبر المغرب. وجدد بلينكن أثناء وجوده في المغرب الثلاثاء دعم المقترح المغربي لحل النزاع من خلال منح الإقليم حكما ذاتيا تحت سيادة الرباط، معتبر ذلك حلا "واقعيا وجادا وذا مصداقية". وهذه أول زيارة يقوم بها بلينكن إلى الجزائر بصفته وزيرا للخارجية. ووصل إليها بعد محطة في إسرائيل، حيث انضم إلى قمة جمعت وزراء خارجية دول عربية قامت بتطبيع العلاقات مع الدولة العبرية. وقبل الهبوط في مطار الجزائر قالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يائيل لمبرت، إن بلينكن ونظيره الجزائري "سيناقشان الأمن والاستقرار الإقليميين والتعاون التجاري ودعم حقوق الإنسان والحريات الأساسية". وعلى الرغم من أن الجزائر من أشد المؤيدين للفلسطينيين وتعارض بشدة التطبيع مع إسرائيل، صرح بلينكن من الجزائر بأن واشنطن تدعم هذا التطبيع و"تعتزم تشجيع الدول الأخرى على الانضمام إليه". وشارك وزير الخارجية الأمريكي مع وزراء خارجية إسرائيل وأربع دول عربية في اجتماع غير مسبوق في صحراء النقب الاثنين، متعهدين بتعزيز التعاون، الذي قالت إسرائيل إنه "يرهب ويردع" أولا وقبل كل شيء إيران.
وجمعت المحادثات لأول مرة على الأراضي الإسرائيلية وزراء خارجية الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب التي قامت جميعها بتطبيع العلاقات مع إسرائيل عام 2020 ووزير خارجية مصر الدولة التي أقامت سلاما رسميا مع إسرائيل منذ عام 1979.