بحضور العديد من الفاعلين المحليين من سلطات ومجتمع مدني وقطاع التربية الوطنية انعقد مساء أمس بمدينة وزان، لقاء حول محاربة تشغيل الأطفال، نظمته مؤسسة الفقيه التطواني، بشراكة مع وزارة الاقتصاد الاجتماعي. وقال أبو بكر الفقيه التطواني رئيس المؤسسة، خلال افتتاح اللقاء الذي يعقد تحت شعار "الطفل أمانة الحاضر و أمل المستقبل"، إن نسبة الهدر المدرسي بلغت 334ألفا و،664 أي ما يشكل 5 % خلال الموسم الدراسي 2021/2022،معتبرا أن هذا الرقم مستفزا كما أن تشغيل الأطفال ناهز 127 ألف طفل عام 2022 أي ما يمثل 1،6 في المائة من إجمالي الأطفال البالغ عددهم 7،6 مليون يتراوح عمرهم ما بين 7 سنوات و 17 سنة . وحضر اللقاء المديرة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية و التعليم الأولي و الرياضة بوزان، ورئيس المجلس العلمي بوزان؛ وعضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان؛ ومدراء ومفتشون ومدرسون. وأشار التطواني، إلى أن الأطفال يمثلون إلى حدود 18 سنة أكثر من ثلث الساكنة نصفهم من الإناث، ونسبة 10 في المائة منهم يقل عمرهم عن 5 سنوات. و بالمقابل كذلك قال "يجب الإقرار و الاعتراف بالمكاسب الهامة التي حققها المغرب خلال العقدين الأخيرين، سواء على المستوى الاقتصادي أو التشريعي و المؤسساتي"، ولكنه تساءل "كيف لنا أن نتصور حاضرنا ومستقبل بلادنا أمام هذه الإحصائيات المخيفة، و كيف سننهض بالعالم القروي، ونحقق العدالة المجالية والكرامة لكافة المغاربة في مناخ يسوده عدم الإنصاف. وأشاد التطواني بإقدام وزارة الإدماج الاقتصادي و المقاولة الصغرى و التشغيل و الكفاءات على إعداد خطة عمل وطنية للقضاء على تشغيل الأطفال أفق 2030، وهي خطة أحاطت بموضوع تشغيل الأطفال وفق ثلاثة محاور استراتيجية مفصلة حسب الإجراءات الواجب اتخاذها والنتائج المنتظرة و الجهة الموكولة لها تحقيق هذه الأهداف وتشمل هذه المحاور القضاء على الهدر المدرسي في علاقة مع إصلاح النظام التعليمي و تقوية المجال التشريعي و المؤسساتي و الحكامة و التتبع و التقييم. وقال إن ما يسترعي الانتباه كون 85،7% من الأطفال الذين يشتغلون كونهم غادروا المدرسة، و هذا ما يفسر العلاقة الجدلية بين الهدر المدرسي و تشغيل الأطفال. هذه الإشكالية المعضلة التي نلتئم اليوم حولها للترافع حول ضرورة تظافر جهودنا جميعا للقضاء على عمل الأطفال كليا في أفق سنة 2030. وشارك في اللقاء حمزة شينبو، أستاذ علم النفس الاكلينيكي النمائي، بكلية علوم التربية، جامعة محمد الخامس بالرباط، بمحاضرة حول "الآثار البيو-سيكو اجتماعية لظاهرة لتشغيل الاطفال والهدر المدرسي". و قدمت سلوى السماتي، باحثة بسلك الدكتوراه، تخصص القانون العام والعلوم السياسية، جامعة محمد الخامس -اكدال بالرباط عرضا حول المقاربة القانونية لظاهرة تشغيل الأطفال والهدر المدرسي. كما ألقى عضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان عرضا حول "إعادة ترتيب الأولويات لتعزيز فعلية الحقوق، التعليم نموذجا"، فيما ألقى رئيس المجلس العلمي المحلي بوزان، عرضا حول "محاربة الهدر المدرسي واجب ديني وضرورة مجتمعية". وفي ختام اللقاء جرى التوقيع على ميثاق من طرف عدد من المؤسسات والجمعيات على الترافع المستدام من أجل محاربة تشغيل الأطفال والحد من الهدر المدرسي.