أصدرت الجامعة الوطنية للتخييم بلاغا تبرأت من خلاله من قضية ما بات يعرف » بفضيحة مخيم رأس الماء، التي تم تسجيلها أول أمس الثلاثاء بالمرحلة الرابعة من البرنامج الوطني للتخييم، بعد توقيف إطار بالمخيم المذكور يشتبه تورطه في سلوكيات مشينة تجاه طفل قاصر. فيما تم توقيف مؤطر آخر بنفس المخيم، يشتبه أنه كان على علم بالواقعة، بتهمة عدم الابلاغ عن تصرفات المؤطر الموقوف، ومحاولة التستر على الجريمة التي هزت الرأي العام المحلي والوطني. وتشير المعطيات المتوفرة بخصوص الواقعة، الى ضبط رئيس الفضاء لمؤطر تربوي تابع لإحدى الجمعيات في فترة متأخرة من الليل تقارب الثالثة والنصف صباحا داخل فضاءات مخصصة لنوم الأطفال وهو يقوم بأفعال وسلوكيات مشينة في حق أحد الأطفال الدي لايتجاوز عمره 13 سنة، وهو ما دفع بالمسؤول لإبلاغ مدير المخيم الذي أبلغ بدوره عناصر الدرك الملكي التي حلت بعين المكان في الصباح الموالي لتوقيف المعني الأمر، وتتم إحالته على تدبير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة المختصة.. واعتبرت الجامعة بأن ماحدث هو « حادث معزول وسلوك مشين لا يمت بصلة إلى الإدارة والأطر التربوية الذين كانوا السباقين إلى كشفه والتبليغ عنه والتصدي له بكل مسؤولية ». وأدانت الجامعة حسب نفس البلاغ، » هذا الفعل الدخيل والغريب عن قيم ومبادئ التربية والتخييم » ، وتؤكد » أن مثل هذه التصرفات الفردية لن تنقص من مكانة فضاءات التخييم الوطنية التي ستظل فضاءات آمنة ومفتوحة لترسيخ قيم المواطنة والتربية السليمة » . وتجدد الجامعة حسب البلاغ، التزامها بالصرامة في مواجهة كل الممارسات المنحرفة، وبالدفاع عن سمعة الأطر التربوية وتضحياتهم في خدمة الأطفال والشباب. و »أن سلامة الأطفال وأمنهم الجسدي والنفسي يظلان خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه، باعتبارها مسؤولية جماعية مشتركة بين جميع الفاعلين الدولة، المجتمع المدني، والأسر، في إطار عقد ثقة ومسؤولية لا يقبل أي تهاون أو تفريط « . كما تؤكد الجامعة أن أي سلوك منحرف أو فعل شاذ، كالحادث المدعى به يبقى فعلاً فردياً معزولاً لا يمكن أن يُنسب إلى منظومة المخيمات التربوية ككل، ولا أن يعمم على آلاف الأطر والجمعيات بجد ومسؤولية في هذا الميدان. ويضيف البلاغ، » فالمخيم، شأنه شأن المؤسسات الاجتماعية الأخرى (أسرة، مدرسة مسجد، حي) ، قد يشهد أفعالاً فردية شاذة، لكنها لا تعكس بأي حال من الأحوال القيم التربوية والإنسانية النبيلة التي تقوم عليها فلسفة المخيمات « . وإذ تدين الجامعة بأشد العبارات هذا الفعل المشين – إن ثبت – والذي لا يمت بصلة لا للأخلاق ولا للضمير ولا للمبادئ التربوية، فإنها تؤكد أن المخيم كفضاء تربوي وثقافي وإنساني بريء من مثل هذه الانحرافات. وشددت الجامعة الوطنية للتخييم على رفض التعميم الجائر الذي قد يطعن في جهود آلاف الأطر التربوية الصادقة والمخلصة، مع احترام قرينة البراءة وانتظار نتائج التحقيقات الرسمية، والإصرار في الوقت نفسه على المتابعة القضائية الصارمة لكل من تسول له نفسه الإساءة للطفولة أو خيانة الأمانة التربوية. واشار البلاغ الى دعوة الجامعة كافة الجمعيات العاملة في الميدان إلى مضاعفة مجهوداتها وتطوير أدائها بما يعكس التزاماً أقوى بمعايير الجودة واليقظة التربوية. وطالبت جامعة التخييم، باعتماد أعلى درجات المسؤولية والانضباط في مراقبة وتتبع الأنشطة وكل ما من شأنه ضمان أمن الأطفال، والحرص على وضع المصالح الفضلى للطفل كبوصلة أساسية لأي مبادرة أو برنامج، فوق كل اعتبار. وتؤكد الجامعة، أن الحركة الجمعوية التربوية المنضوية تحت لوائها كانت ولا تزال سباقة إلى تحصين الميدان التربوي من كل السلوكات الشاذة والمعزولة، وستظل دائماً في موقع التصدي الصارم لأي انفلاتات حماية لحرمة الفعل التخييمي وصوناً لقيمه التربوية الراسخة. كما تنوّه الجامعة الوطنية للتخييم بالمجهودات الكبيرة والتجند الدائم الذي أبان عنه قطاع الشباب بكل مكوناته، وما أبداه من صمود ومسؤولية في حماية الأطفال وتجويد خدمات التخييم. وفي الختام، تدعو الجامعة الأسر المغربية إلى الثقة في منظمات المجتمع المدني كشريك أساسي في التربية والتنمية، والانخراط في تعزيز هذه الثقة بما يقوي جسور التواصل ويضمن فضاءات تخييمية.