فتحت عناصر الدرك الملكي بالمكانسة بالدار البيضاء، تحقيقا في حادث اختفاء تلميذة رفقة اثنتين أخريين، من المحتمل أن تتم متابعتهما بتهم تتعلق بالتغرير، في حادث اختفاء الثلاثة، يوم الجمعة الأخير. وتعود التفاصيل الكاملة للقصة، حسب مصادر "اليوم 24" إلى قدوم فتاتين تبلغان على التوالي 15 و 14 سنة، إلى ابنة جيرانهما البالغة من العمر 12 سنة، حيث التقياها قرب المؤسسة التعليمية صباح الجمعة، ليطلبا منها مرافقتهما في جولة بقلب المدينة، والعودة قبل حلول الظلام دون أن ينتبه الأهل لذلك، وأصرا عليها إلى أن اقتنعت بالذهاب معهما. استقلت الفتيات الثلاث سيارة الأجرة، وتوجهن صوب قلب المدينة، حيث دفعت الفتاة الكبرى أجرة "الطاكسي"، قبل أن تطلب منه التوقف على مشارف المحطة الطرقية أولاد زيان. وذعرت الفتاة الصغرى ذات 12 ربيعا، وأوضحت لرفيقتيها أنها خائفة، لكن الكبرى طمأنتها وأقنعتها مرة أخرى بالتوجه معهما إلى المحطة، حيث استقل الجميع حافلة متوجهة إلى مدينة القنيطرة. في تلك الأثناء كانت أسر الفتيات الثلاث تبحث عنهن في كل المنطقة، وتمني نفسها بأن تجد بناتها بخير، حيث راجت أخبار حول اختطافهن، من طرف سيارة أقلتهن من أمام الثانوية الإعدادية التي يدرسن بها في الثامنة من صباح الجمعة، وهو ما دفع أهل الطفلة الصغرى إلى وضع شكاية لدى الدرك بخصوص اختفاء ابنتهم، بينما توجهت أسرتا الأخريين إلى الشرطة بالمنطقة الأمنية عين الشق. بعد وصول الفتيات إلى مدينة القنيطرة، تسكعن فيها، إلى أن انتابت الصغرى موجة خوف وذعر، وأصرت على العودة إلى أهلها، لتسعفها الأخريين، ويقفل الجميع عائدات عبر حافلة نقل المسافرين، التي ترجلن منها على مستوى حي التيسير، صباح يوم السبت. لم تتمالك الصغرى نفسها، حين رغبت بشدة التوجه إلى قضاء حاجتها، فلم تجد أمامها سوى حمام نسائي. كانت العناية الإلهية مع أسر المختفيات التي قضت أسوء الليالي، وهي لا تعلم مصير فلذات أكبادهن. حيث ساقت إليهن سيدة من الجيران تعرف حكاية الاختفاء.. دخلت مسرعة، فإذا بأعين "الطيابة" بالحمام المتفحصة تعرفت عليها. سارعت إلى الخارج فوجدت الفتاتين الأخريين، فلم يكن منها إلا أن أدخلتهن بالقوة، واتصلت بأهلهن، الذين جاءوا على وجه السرعة، وهم بالكاد يسمعون الخبر المفرح بعد يومين من العذاب المضن. بمجرد أن لمحت الطفلة الصغرى أهلها انهارت فاقدة للوعي، حيث تعاني من مرض فقر الدم، حملها أهلها على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بسيدي عثمان، في حين توجه أهل الفتاتين الأخريين مباشرة بهما إلى الشرطة بالمنطقة الأمنية عين الشق. وبعد أن تعافت الفتاة الصغيرة، توجه بها أهلها لإجراء الفحوصات الطبية حول تعرضها للاغتصاب، ليتنفس الجميع الصعداء بعد أن أثبتت الفحوصات عدم تعرضها لأي نوع من الاعتداء، ليقرروا التوجه إلى مقر الدرك الملكي حيث استأنف التحقيق في اختفاء الفتاة، ليثبت أنه ليس اختطافا ولا اغتصابا، وإنما يتعلق الأمر بالتغرير من طرف الفتاة الكبرى التي يبدو أنها تعيش وضعا أسريا صعبا، مما يدفعها إلى ارتكاب حماقات كانت آخرها فكرة الاختفاء رفقة الفتاتين الأخريين.