دعا صندوق النقد الدولي إلى القيام بتحرك عاجل لدعم الاقتصاد الفلسطيني الذي أضعفته القيود التي تفرضها إسرائيل وضربته "فوضى سياسية متزايدة"، وشدد على القيام بتحركات عاجلة سواء من قبل السلطة الفلسطينية، والحكومة الإسرائيلية أو المانحين الدوليين بهدف تأمين استقرار الميزانية الفلسطينية وإنعاش النمو الاقتصادي. وحسب تقرير للصندوق كشف أن الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية وقطاع غزة ازداد تدهورا خلال الأشهر الماضية وارتفع معدل البطالة حتى وصل إلى مستوى 25% من اليد العاملة نهاية 2012،منتقذا القيود التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على التنقلات داخل الضفة الغربية التي لم تتغير وأنها تؤثر سلبا على آفاق النمو الاقتصادي، مضيفا أن صافي الناتج الداخلي الفلسطيني لم يتقدم سوى بنسبة 6% في 2012 مقابل 11% كمعدل وسطي في 2010 و2011. وعن توقعات أداء الاقتصاد الفلسطيني خلال العام الجاري، رجح تقرير الصندوق أن يحقق الاقتصاد نموا هذا العام بنسبة لا تتجاوز 5%، مشددا على تأثير "الفوضى السياسية المتزايدة" في المنطقة، وجاء في التقرير أيضا أن الحرب التي شنتها إسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي على قطاع غزة والتوسع المستمر للمستوطنات والتوترات التي حصلت مؤخرا في الضفة الغربية تعزز وجهة النظر القائلة بأن آفاق السلام ما زالت ضئيلة جدا. وأعرب صندوق النقد عن تخوفه من تفاقم أزمة السيولة النقدية التي تعانيها السلطة الفلسطينية نتيجة تراجع مداخيلها مما يؤدي لتأخير تسديد المستحقات، والتي تعزى بشكل رئيسي لقيام إسرائيل مرارا بحجز أموال الضرائب المستحقة للسلطة، محذرا من أنه إذا لم يتغير أي شيء، فإن الاتجاهات ستقود في نهاية المطاف إلى التشكيك بشرعية السلطة الفلسطينية وإجهاض قدرتها على الحكم. ودعا الصندوق الأسرة الدولية إلى زيادة دعمها المالي للسلطة الفلسطينية، معربا عن أمله في تحسين التعاون الاقتصادي بين السلطة وإسرائيل.