صرح وزير الخارجية الإسباني بخصوص رفع الحصار عن قطاع غزة أنه "خطوة إيجايبة، لكننا ننتظر المزيد"، وجاء هذا التصريح مع اقتراب نهاية الرئاسة الدورية الإسبانية للاتحاد الأوروبي، المقررة أواخر الشهر الجاري، بدأت مدريد تعد تقييما شاملا لهذه الشهور الستة التي شهدت أحداثا ساخنة سواء على الصعيد الإقليمي، مثل أزمة الديون، أو على الساحة الدولية، مثل تصاعد وتيرة التوتر في الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، قال موراتينوس إن موافقة إسرائيل على توسيع قائمة السلع والمنتجات التي يسمح بدخولها إلى قطاع غزة يعد في حد ذاته "أمرا إيجابيا"، خاصة بالنظر إلى أنه يعتبر استجابة من جانب تل أبيب لمطالب الاتحاد الأوروبي، غير أنه أوضح أن بروكسل لا تزال تسعى لتحقيق المزيد. وأضاف الوزير الإسباني في مقابلة مع صحيفة (الباييس) الإسبانية تحدث فيها عن الوضع في الشرق الأوسط وديون أوروبا وسياسة الاتحاد الأوروبي تجاه كوبا، أن الاتحاد عليه أن يسعى خلال الفترة القادمة فيما يخص الحصار المفروض على غزة، إلى الانتقال من القائمة الحالية إلى أخرى أكثر اتساعا تسمح بدخول المزيد من السلع وتحتوي على "عدد محدود" من المحظورات فقط. وعن دور الاتحاد الأوروبي تجاه إسرائيل في ضمان عدم تهريب الأسلحة لقطاع غزة، أبرز أن أوروبا كان لديها بعثة رقابة جمركية عام 2005 وأوضح: "ما يتوجب علينا فعله الآن هو عدم تركيز الاهتمام فقط على معبر رفح الذي يربط بين غزة ومصر وإنما أيضا النظر للحدود مع إسرائيل حتى يحظى دخول البضائع بموافقة السلطات الإسرائيلية والفلسطينية". وبسؤاله حول ما إذا كان يستبعد إعادة فتح ميناء غزة، أجاب موراتينوس أن الخيار الأكثر جدوى حاليا هو وصول المساعدات من خلال ميناء أشدود الإسرائيلي وفرض إجراءات رقابة على دخول تلك المساعدات إلى غزة. الغريب في الأمر هو أن هذه "الإنسانية" التي حلت فجأة على الحكومات الغربية، كانت غائبة منذ أربع سنوات من الحصار القاتل، وهو ما يجعل المرء يضعها في مكانها، وهو تخفيف النقمة الشعبية العارمة ضد إسرائيل بفضل مجهود المتعاونين الأبطال.