أكد المندوب السامي للتخطيط أحمد الحليمي العلمي٬ اليوم الجمعة بالصخيرات٬ أنه من شأن المبادرات المشتركة للبلدان المنتمية للفضاء الاطلسي أن تتيح له الاضطلاع بدوره الاستراتيجي التقليدي. وأوضح الحليمي٬ في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى الثاني للصخيرات حول موضوع "مبادرة من أجل مجموعة أطلسية" ٬ أنه من خلال هذه المبادرات يمكن لبلدان الفضاء الاطلسي خلق دينامية داخله في إطار احترام السيادة الوطنية ٬ لمواجهة المصير المشترك ورفع التحديات العديدة المطروحة على هذا الفضاء الجيو- استراتيجي . وأضاف في هذا الصدد أن هذه المبادرات ستساهم في رفع التحديات المشتركة المرتبطة بالتنمية المستدامة والامن الغذائي والقضاء على الفقر٬ وتعزيز التماسك الاجتماعي ومواجهة التهديدات بشتى أشكالها٬ ولاسيما على مستوى الأمن والسلم العالميين. ولاحظ الحليمي أن تعزيز الفضاء الاطلسي "لا يعني البتة استبعاد التجمعات والهيئات الإقليمية الأخرى٬ بل سيمثل قيمة مضافة قوية لهذه التجمعات ". وأضاف المندوب السامي للتخطيط أن البعد الأطلسي للمغرب٬ والمتمثل في المعطيين الجغرافي والتاريخي٬ يشكل أحد الدعائم الأساسية لغنى وتنوع البلد٬ حيث أثر هذا البعد في هويته وتركيبته المجتمعية وخصوصيته الثقافية. وتابع أن هذا البعد الأطلسي يفرض نفسه بقوة على المغرب وعلى البلدان المطلة على هذا الفضاء الجيو- استراتيجي على حد سواء ٬ بحيث تستمد قوتها من انتمائها المشترك له٬ وتقاسمها لعامل الجغرافيا وغنى الارث التاريخي وتلاقح الشعوب والثقافات وعمق تطلعات هذه الشعوب إلى مستقبل يطبعه السلم والرخاء والنمو". وسجل أن أشغال الدورة الثانية للمنتدى ستبحث عبر جلساته الثلاث قضايا تجاوز الشرخ القائم بين الشمال والجنوب والنماذج الايديولوجية والاستراتيجيات التي تبنتها بلدان الفضاء الاطلسي التي تتوفر على مؤهلات جد هامة. وقال إن منتدى الصخيرات الثاني٬ الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ يشكل امتدادا لبرنامج الدراسات المستقبلية التي نظمتها المندوبية السامية للتخطيط منذ سنة 2004 ٬ ويشكل لحظة هامة في العملية الاستشرافية لمغرب 2030. وتتوخى هذه المبادرة تعزيز الشعور بالإنتماء إلى المجموعة من مختلف الشعوب المطلة على الاطلسي٬ لتمكينها من العمل سويا٬ وعلى نحو أمثل٬ لتحقيق تطلعاتها٬ ومواجهة التحديات العديدة المطروحة على هذ الفضاء الجيو– استراتيجي بكيفية ناجعة. وسيعرف هذا المنتدى الدولي ٬ الذي ينظم بمبادرة من المندوبية السامية للتخطيط وبشراكة مع مكتب مستشاري السياسة الاوربية التابع للمفوضية الاوربية ٬ مداخلات ثلة من الشخصيات الحكومية والبرلمانية والسياسية الوازنة من الاتحاد الاوربي وإفريقيا والأمريكيتين ٬ تتطرق إلى الابعاد الاستراتيجية لهذا الفضاء الاطلسي في الميادين الاقتصادية والمجتمعية والبيئية والأمنية.