القرضاوي يعلق آماله على نظام ميت

انبرى مفتي الفتنة والطائفية وشيخ أبناء التوحيد والإصلاح يوسف القرضاوي لإصدار فتوى شرعية دفاعا عن محمد مرسي الرئيس الإخواني المعزول تحت تأثير الانتفاضة الشعبية المليونية. وأصر القرضاوي على تسميتها فتوى وليس موقفا سياسيا. وقال في فتواه التي نشرها في موقعه الإلكتروني "إن المصريين عاشوا ثلاثين سنة - إن لم نقل ستين سنة - محرومين من انتخاب رئيس لهم، يسلمون له حكمهم باختيارهم، حتى هيأ الله لهم، لأول مرة رئيساً اختاروه بأنفسهم وبمحض إرادتهم، وهو الرئيس محمد مرسي، وقد أعطوه مواثيقهم وعهودهم على السمع والطاعة في العسر واليسر، وفيما أحبوا وما كرهوا، وسلمت له كل الفئات من مدنيين وعسكريين، وحكام ومحكومين، ومنهم الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي كان وزير الدفاع والإنتاج الحربي في وزارة هشام قنديل، وقد أقسم وبايع أمام أعيننا على السمع والطاعة، للرئيس مرسي، واستمر في ذلك السمع والطاعة، حتى رأيناه تغير فجأة، ونقل نفسه من مجرد وزير إلى صاحب سلطة عليا، علل بها أن يعزل رئيسه الشرعي، ونقض بيعته له، وانضم إلى طرف من المواطنين، ضد الطرف الآخر، بزعم أنه مع الطرف الأكثر عددا". القرضاوي متأثر جدا بنظام الخلافة فهو يتحدث عن البيعة في غير مناطاتها، فمرسي منتخب لأربع سنوات، والشعب الذي منحه الثقة هو نفسه الذي خرج ليسحبها منه، والجيش المصري لم ينقلب وعبد الفتاح السياسي لم يخلع بيعة فهو وزير للدفاع في حكومة منتخبة وليس تابعا بأي صيغة من الصيغ في إطار البيعة التي لها محددات شرعية. وأضاف القرضاوي "وأما من الناحية الشرعية، فإن الشرع الإسلامي الذي رضيه أهل مصر مرجعا لهم في دولة مدنية، لا دولة دينية ثيوقراطية، يوجب على كل من آمن به ورجع إليه؛ طاعة الرئيس المنتخب شرعا، وتنفيذ أوامره، والاستجابة لتوجيهاته، في كل شؤون الحياة". نريد هنا أن نعرف فقط هل الرؤساء الذين أفتى القرضاوي بوجوب الإطاحة بهم وقتلهم ليسوا شرعيين؟ وهل الانتخابات التي هي مناط من مناطات الديمقراطية دليل على الشرعية بمفهومها الديني؟ وجاءت الضربة للقرضاوي من ابنه عبد الرحمن الذي خالفه واعتبر مرسي رئيسا غير شرعي حيث قال في رسالة إلى والده "لقد عاهدنا الرجل ووعدنا بالتوافق على الدستور، ولم يف، وبالتوافق على الوزارة، ولم يف، وبالمشاركة لا المغالبة في حكم البلاد، ولم يف، وبأن يكون رئيسا لكل المصريين، ولم يف، وأهم من كل ذلك أننا عاهدناه على أن يكون رئيس مصر الثورة، ثم رأيناه في عيد الثورة يقول لجهاز الشرطة – الذي عاهدنا على تطهيره ولم يف أيضا – يقول لهم : أنتم في القلب من ثورة يناير !!!، فبأي عهود الله تريدنا أن نبقي عليه؟". وأضاف عبد الرحمن قائلا "لقد تصالح مع الدولة العميقة (النظام السابق)، ومع الفلول، ومع رجال أعمال مبارك، ومع كل الشرور الكامنة من العهود البائدة، بل حاول أن يوظفها لحسابه، وأن يستميلها لجماعته، وأعان الظالمين على ظلمهم فسلطهم الله عليه".
وفي رد على الادعاءات الشرعية لوالده قال عبد الرحمن بأن القرضاوي لو طبق ما كتب في مؤلفاته لكان ضد مرسي ولكان أول الداعين للثورة على من ظلم، وخان العهود والمواثيق، وأفشى أسرار الدولة، وزج بمخالفيه في السجن بتهمة إهانته، ولم يترك لهم من الحرية إلا ما كان يتركه لهم مبارك". إن حقيقة ما حدث في مصر خلال العام الماضي أن الإخوان المسلمين قد تعاملوا مع رئاسة الجمهورية على أنها شعبة من شعب الجماعة. فالقرضاوي الذي لم يعد يستوعب ما يجري حوله وبعد أن فقد ملجأه الأول، وبالتالي هو يعتقد في عودة مرسي على سبيل تناسخ الأرواح ما دام حكم مرسي أصبح في حكم الميت.