مدينة '' پراطو'' الإيطالية، تحفة معمارية معروفة بمتاحفها التاريخية، وصناعة النسيج، تلك المدينة القريبة من فلورينسا، صنعت في يوم من الأيام نسيجا من نوع خاص، صنعت پاولو روسي، الذي قاد إيطاليا للذهب المونديالي سنة 1982 بإسبانيا، في ليلة خرجت فيها إيطاليا بالملايين للشوارع، پاوليتو يسجل بمدريد والصياح والفرحة بروما وميلانو وناپولي.. وبقية إيطاليا. ازداد پاولو روسي في الثالث والعشرين من شتنبر سنة 1956، ترعرع ب '' پراطو'' قبل أن يبدأ أولى خطوات الكرة، حيث بدأ مغمورا مع نادي '' كومو'' أحد أندية التكوين العريقة بإيطاليا، لينتقل بعد ذلك لنادي فيتشينزا سنة 1976، محطة ناجحة في حياة پاوليطو، سجل فيها أكثر من 70 هدف وكان أحد ركائز الفريق، غير أن زلزال على سلم '' توتونيرو'' ضرب مسيرة اللاعب، وكاد أن يحوله لنكرة في عالم كرة القدم، كما حول الكثيرين. قضية التوتونيرو وپاولو روسي : من المعروف أن العلاقة بين متتبعي كرة القدم بإيطاليا، والمراهنات في سنوات السبعينات والثمانينات كبيرة، حيث كانت هذه الأخيرة جزءا من تفاصيل متتبع كرة القدم الإيطالي يوم الأحد، فتجده يحمل جهاز الراديو، ويستمع لنتائج دوري الدرجة الأولى والثانية على موجة '' الراي'' الشهيرة. غير أن قضية التوتونيرو، أو الرهانات غير القانونية، كانت كموج هائج اصطحب معه كل من على اليابسة، لاتسيو والميلان إلى دوري الدرجة الثانية بتهمة التلاعب لصالح المراهنات، رئيس الميلان '' كولومبو'' تم منعه من أي نشاط رياضي مدى الحياة، پاولو روسي تم إيقافه ل 3 سنوات سنة 1980 بتهمة التلاعب هو الآخر، وقائمة الضحايا أطول من ذلك بكثير.. عودة پاولو من خط اللاعودة استئنف پاولو روسي قرار الإيقاف، ليتم تخفيض العقوبة لسنتين، حيث انتقل ليوڤنتس سنة 1981، رغم أنه لم يكمل العقوبة التي كان من المقرر لها أن تنتهي سنة 1982. بعد ذلك تم استدعاء اللاعب لمونديال إسبانيا 82، في خطوة صدمت الإيطاليين، الكثيرون منهم تهكموا على القرار. لعبت إيطاليا في مجموعة تضم الكاميرون، والبيرو، وبولونيا، ولم يستطع باولو روسي هز الشباك طوال دور المجموعات، لكن إيطاليا تأهلت، وهذا هو الأهم. الانفجار في وجه البرازيل والبقية: انفجرت حاسة پاولو التهديفية أمام البرازيل الذي كان المرشح الاول للقب، حيث استطاع تسجيل هاتريك تاريخي، والصعود بإيطاليا لدور النصف، وعاد بعدها في مباراة المربع الذهبي أمام بولونيا لإحراز هدفين، وقيادة منتخب بلاده لنهائي ملعب سانتياغو بيرنابيو أمام ألمانيا، وكالعادة سجل الهدف الأول ليساهم في الفوز على ألمانيا بثلاثة اهداف مقابل هدف واحد، ويحقق بذلك المجد المونديالي لبلاده، ويحصل على لقب الهداف وأفضل لاعب بكأس العالم. پاولو روسي قد لا يكون الأفضل، قد يكون متورطا في قضية المراهنات ، لكنه سيظل في ذاكرة إيطاليا، سيظل ابن مدينة '' پراطو'' الذي عاد من طريق اللاعودة ومنح بلاده كأس العالم، فلو عدنا سنة قبل المونديال وأخبرنا پاولو روسي أنه سيحقق كل هذا كان سيضحك، هو نفسه لم يكن ليصدق، هي كرة القدم، وهذا سحرها.