قبيل الاجتماع السنوي لقادة العالم، صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة بأغلبية مطلقة على إعلان يحدد "خطوات ملموسة ومحددة زمنيا ولا رجعة فيها" نحو حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين. والإعلان، المكون من سبع صفحات، هو ثمرة مؤتمر دولي انعقد في الأممالمتحدة في يوليوز الماضي استضافته السعودية وفرنسا عن الصراع المستمر منذ عقود. في المقابل، قاطعت الولاياتالمتحدة وإسرائيل هذا المؤتمر، كما عبرت الدولة العبرية عن رفضها للإعلان. وحصل قرار يؤيد الإعلان على 142 صوتا مؤيدا و10 أصوات معارضة، بينما امتنعت 12 دولة عن التصويت. ورحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالقرار واعتبره خطوة في "طريق لا رجعة فيه نحو السلام". وقال ماكرون على منصة إكس: "بقيادة فرنسا والمملكة العربية السعودية، اعتمد 142 بلدا إعلان نيويورك بشأن حل الدولتين". ويندد الإعلان، الذي أقرته الجمعية العامة المكونة من 193 عضوا، بالهجوم الذي قادته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، والتي تلاها اندلاع الحرب في غزة. وندد الإعلان أيضا بهجمات إسرائيل على المدنيين والبنية التحتية المدنية في غزة، والحصار والتجويع، مما أدى إلى "كارثة إنسانية مدمرة وأزمة حماية". وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إن القرار يأتي ضمن مساع لعزل حماس دوليا. وأضاف في منشور على منصة إكس: "لأول مرة تعتمد الأممالمتحدة نصا يندد بحماس بسبب جرائمها ويدعوها إلى الاستسلام ونزع سلاحها". وأيدت جميع دول الخليج القرار. وعارضته، إلى جانب إسرائيل والولاياتالمتحدة، الأرجنتين والمجر وميكرونيزيا وناورو وبالاو وبابوا غينياالجديدة وباراغواي وتونغا. من جانبه، قال نائب رئيس السلطة الفلسطينية إن التصويت "خطوة مهمة نحو إنهاء الاحتلال". وينص الإعلان، الذي أيده القرار، على ضرورة إنهاء الحرب في غزة "فورا" ودعم نشر بعثة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار بتكليف من مجلس الأمن الدولي. ووصفت الولاياتالمتحدة التصويت بأنه "خدعة دعائية جديدة مضللة وفي وقت غير مناسب" قوضت الجهود الدبلوماسية الجادة لإنهاء الحرب. وقالت الدبلوماسية الأمريكية مورغان أورتاغوس للجمعية العامة: "لا شك أن هذا القرار هدية لحماس". وأضافت: "المؤتمر أطال أمد الحرب وشجع حماس وأضر بآفاق السلام على المديين القريب والبعيد". ودأبت إسرائيل على انتقاد الأممالمتحدة لعدم تنديدها بحماس بالاسم على هجمات السابع من أكتوبر، ورفضت الإعلان ووصفته بأنه منحاز، ووصفت التصويت بأنه مسرحية. وقال سفيرها لدى الأممالمتحدة داني دانون: "المستفيد الوحيد هو حماس… عندما يكون الإرهابيون هم من يهتفون، فأنت لا تعزز السلام وإنما بل تشجع الإرهاب".