أصدرت "شبكة الرواد الشباب" دليلاً حول المشاركة الإنتخابية في المغرب بالداريجة المغربية، يهدف إلى تحسيس الشباب بأهمية المشاركة الإنتخابية وتمكينهم من أهم المعارف والمعلومات والمساطر التي تهم المشهد الحزبي المغربي، حصوصا ما يتعلّق بالقوانين الانتخابية وكيفية المشاركة في الانتخابات كمصوت او كمرشح او كمراقب للعملية الانتخابية في المغرب. للحديث حول إخراج هذا الدليل وأهميته، حاور موقع القناة الثانية ضمن فقرة "ثلاثة أسئلة"، عز العرب حلمي، مسؤول الشراكات في شبكة الرواد الشباب. نص الحوار: كيف جاء إعداد هذا الدليل، سياقه، وأهم مضامينه؟ تمت صياغة هذا الدليل في إطار النسخة الرابعة من مشروع أكاديمية الريادة الذي ننظمه في إطار الشراكة التي تجمع شبكة الرواد الشباب بالمؤسسة الألمانية هنريش بول، هذا المشروع الذي يهدف إلى تقوية قدرات ثلاثين شابا وشابة بشكل سنوي في مجموعة من المجالات (حقوق الإنسان، الريادة، البيئة، التنمية الذاتية، الديمقراطية والمشاركة المواطنة). في هذه النسخة بالذات تم التركيز على تقوية مشاركة الشباب في العملية السياسية والإنتخابية بإعتبار أن هذه السنة (اي سنة 2021) ستكون سنة انتخابية بامتياز حيث سيعرف بلدنا تنظيم الانتخابات التشريعية والمحلية في نفس السنة. انطلاقا من هذا المعطى وكذلك من واقع مشاركة الشباب في العملية الانتخابية الذي يعتبر متراجعا بشكل كبير في بلدنا، قمنا بإنتاج مجموعة من الفيديوهات التثقيفية بهدف تقريب الشباب من السياسة وتشجيعهم على الاهتمام بها، كما قمنا بإدراج فكرة صياغة دليل مبسط وعملي يشرح للشباب بشكل خاص وللمواطنين بشكل عام، وباللغة العامية أي الدارجة المغربية، مكونات الساحة السياسية المغربية (التشكيلة الإيديولوجية للمشهد السياسي، كرونولوجيا او تاريخ الاحزاب السياسية في المغرب)، الفرق بين الانتخابات التشريعية والانتخابات المحلية، الإقليمية والجهوية، بالإضافة لتفسير مبسط للنظام الإنتخابي في المغرب وشروط وكيفية التصويت والترشح... ما الهدف من إخراج هذا الدليل؟ الهدف من إخراج هذا الدليل هو مصالحة الشباب مع السياسة في المغرب خصوصا وما يعرفه هذا المجال من عزوف للمواطنين وخصوصا الفئة الشابة. هذا الدليل يقدم لهذه الأخيرة أهم المعلومات التي يجب أن يتوفرون عليها للإهتمام أو لممارسة السياسة، فالعديد من الشباب يقاطع الإنتخابات أو يعزف عن الاهتمام بالعمل السياسي والشأن الحزبي في بلادنا، لا لشيء سوى لأنه يرى على أن هذا المجال حكر على الأقلية المتمكنة من علم السياسة أو ذوي الخبرة في هذا المجال. وبالتالي فعبر هذا الدليل، نهدف إلى استقطاب هذه الفئة التي نعتبرها عماد المجتمع وطليعة التغيير عبر تبسيط المفاهيم والمساطر والمعلومات القانونية والسياسية والتي نقدمها لهم في هذا العمل. من هذا المنطلق هل ترون أن عزوف الشباب عن المشاركة السياسية يعود فقط مشكل "المعلومة" والدرياة بالقوانين والإجراءات، أم أن خلفياته أعمق؟ إن قلت لكم بأن ظاهرة عزوف الشباب عن المشاركة السياسية راجع الى مشكل المعلومة أو الدراسة بالقوانين فسأكون حتما سطحيا، في نظري المشكل أعمق من ذلك، فالنخبة المحتكرة اليوم للقرار وللشأن الحزبي والحكومي في بلدنا لا إرادة ولا رغبة لها في مشاركة الشباب والمواطنين بشكل عام في العملية السياسية، الشيء الذي يظهر من خلال مجموعة من المعطيات على رأسها عدم السماح بالتسجيل الأوتماتيكي في اللوائح الإنتخابية، السماح بالريع السياسي والانتخابي الذي تظهر تجلياته بشكل كبير في كل استحقاقات انتخابية بالإضافة لمجموعة من السلوكيات والممارسات التي أرجعت مصطلح السياسة مرتبط بالفساد والإغتناء غير المشروع والزبونية ... الخ، ناهيك عن غياب سياسة إعلامية وتربوية تشجع الشباب على الاهتمام بالسياسة او الرغبة في الانخراط فيها. دون الحديث بطبيعة الحال عن بعض من آثار الماضي على هذا الواقع كمرحلة سنوات الرصاص التي نفرت وخوفت المواطنين من السياسة و فشل تجربة التناوب الحكومي التي أجهضت سنة 2002 والتي عقد عليها المغاربة أملا كبيرا في تحقيق الانتقال الديمقراطي المرغوب.