خيّم استياء واسع على الشارع الكروي الجزائري، اليوم الجمعة 26 دجنبر الجاري، عقب قرار القناة التلفزيونية الرسمية بث مباراة زامبيا وجزر القمر أرضيا، عوض المواجهة القوية التي ستجمع بين المنتخبين المغربي والمالي، باعتبارها قمة اليوم في كأس أمم إفريقيا المقامة بالمغرب، وتحظى بمتابعة جماهيرية واسعة داخل القارة وخارجها. وقبل ليلة من انطلاق المباراة، اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي أمس الخميس موجة من التدوينات ومقاطع الفيديو لمشجعين جزائريين عبّروا عن غضبهم وامتعاضهم مما اعتبروه "حرمانا متعمدا" من متابعة مباراة كبرى، مؤكدين أن كرة القدم ظلت دائما مجالا لتقريب الشعوب، لا أداة تُزجّ في حسابات سياسية ضيقة. ورأى كثيرون أن القرار لا يخدم لا المشاهد الجزائري ولا صورة الإعلام الرياضي الوطني.
واعتبر محتجون أن تجاهل مباراة المغرب ومالي، رغم ثقلها الفني وقيمتها التنافسية والتسويقية، يبرهن على انفصال القناة الرسمية عن اهتمامات جمهورها، خاصة في تظاهرة قارية من حجم كأس أمم إفريقيا، حيث تتجه أنظار الملايين إلى أبرز المواجهات والمنتخبات المرشحة.
ودفع هذا الوضع عددا من الجزائريين، خصوصا ممن لا يتوفرون على اشتراكات في القنوات المدفوعة، إلى البحث عن بدائل، حيث يحاول بعضهم التقاط البث الأرضي المغربي لمتابعة المباراة، لا سيما في المدن الجزائرية القريبة من الحدود المغربية، في مشهد لافت يبرز حجم التعلق بالمباراة، مقابل خيبة الأمل من التغطية المحلية.
وذهب متابعون جزائريون أبعد من ذلك، معتبرين أن استمرار هذا النهج يُكرّس، في نظرهم، سياسة إقصاء لا تخدم إلا تعميق القطيعة، مؤكدين أن مثل هذه القرارات لن تؤثر على مجريات البطولة وإنما فقط على صورة الإعلام الجزائري أمام الرأي العام الدولي، الذي بات يتابع الجدل المرافق لمواقف الجزائر من "كان المغرب" بكثير من السخرية والاستهجان، وفق تعبيرهم.