احتفلت محطة نور 1 للطاقة الشمسية بمدينة ورزازات الشهر الماضي بمرور سنة كاملة منذ أن قام صاحب الجلالة الملك محمد السادس بتدشينها. وتشكل محطة نور 1 التي تمتد على مساحة 450 هكتارا المرحلة الأولى ضمن مشروع هو الأكبر من نوعه في العالم لإنتاج الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة وصديقة للبيئة يمتد على مساحة 3000 هكتار. واستغرق بناء محطة نور 1 حوالي ثلاث سنوات بكلفة 600 مليون أورو بمشاركة مقاولات مغربية وأخرى أجنبية. وتتيح المحطة التي يتواجد بها نصف مليون من المرايا العاكسة التي تتبع حركة الشمس طاقة إنتاجية تبلغ 160 ميغاوات من الكهرباء ستنضاف لباقي الأشطر الثلاثة المتبقية من المشروع لتوليد كمية طاقة ذات مصادر نظيفة كافية لتغطية احتياجات مليون منزل مغربي. ويندرج المشروع ضمن جهود المغرب التي بدأها منذ سنة 2009 والرامية إلى تقليل اعتماده على الوقود الأحفوري وتعويضه بالطاقة المتجددة والتحرك نحو تنمية منخفضة الكربون. كما أن إطلاق مشاريع من هذا الحجم وتعبئة التمويلات الضرورية لتغطية مجموع تكاليف الاستثمارات وإنجازها ضمن الآجال المحددة تعبير على وفاء المغرب بالتزاماته بخفض الانبعاثات من الغازات الدفيئة التي أكد تشبته بها خلال مؤتمر المناخ الأخير بمراكش اعتمادا على طاقة الشمس والرياح المياه. وفور تدشينه لنور 1، أعطى جلالة الملك انطلاقة الأشغال في الشطر الثاني من مشروع مركب الطاقة الشمسية بورزازات الذي يضم محطتا نور 2 ونور 3 باستثمار إجمالي يناهز 17 مليار درهم، أو ما يعادل 1,5 مليار أورو. وسيعتمد (نور1 ونور2) على التكنولوجيا الحرارية الشمسية، حيث من المتوقع أن تبلغ الطاقة الإنتاجية لنور 2 200 ميغا واط وقدرة تخزين تصل إلى 8 ساعات فيما ستصل الطاقة الإنتاجية الخام لمشروع (نور 3) حوالي 150 ميغاوات مع التخزين. وحسب الوكالة المغربية للطاقة الشمسية، المعروفة بمازن، فمن المنتظر أن ينتهي العمل في المحطتين هذه السنة. وعلاوة على توفير فرص العمل والتوظيف، من المنتظر أن تخفض محطة الطاقة الشمسية نور ما يبلغ مقداره 700 ألف طن من انبعاثات الكربون سنويا، وتساهم في تحقيق أهداف المغرب المتصلة بأمن الطاقة وتهيئة فرص العمل و وصادرات الطاقة. ولقي المشروع الطموح الذي من المنتظر أن تنتهي الأشغال منه سنة 2020 إشادة قوية من مختلف الفاعلين الدوليين، حيث أصبح ينظر إلى المغرب على إثره كنموذج يحتذى به على المستوى القاري والدولي في مجال الطاقات النظيفة والمتجددة.