إثر حراك شعبي غير مسبوق بمختلف المدن الجزائرية، أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ، تأجيل الانتخابات الرئاسية، التي كانت مقررة يوم 18 أبريل المقبل إلى موعد غير محدد. وقال بوتفليقة إن القرار اتخذ استجابة "للمطالب التي عبرت عنها الاحتجاجات الرافضة للعهدة الخامسة، معتبرا أن تأجيل الانتخابات الرئاسية يأتي لتهدئة التخوفات المعبَّر عنها، قصد فسح المجال أمام إشاعة الطمأنينة والسكينة والأمن العام". وكشف الرئيس الجزائري عن "إجراء تعديلات جمة على تشكيلة الحكومة"، مضيفا: "التعديلات هذه ستكون ردًا مناسبا على المطالب التي جاءتني منكم وكذا برهانا على تقبلي لزوم المحاسبة والتقويم الدقيق لممارسة المسؤولية على جميع المستويات". وأكد بوتفليقة، في رسالة إلى الجزائريين، أنه لن تكون هناك عهدة خامسة، قائلا: "لا محلَّ لعهدة خامسة، بل إنني لم أنْوِ قط الإقدام على طلبها حيث أن حالتي الصحية وسِنّي لا يتيحان لي سوى أن أؤدي الواجب الأخير تجاه الشعب الجزائري، ألا وهو العمل على إرساء أسُس جمهورية جديدة تكون بمثابة إطار للنظام الجزائري الجديد الذي نصبو إليه جميعًا". وأعلن بوتفليقة "ندوة وطنية جامعة مستقلة" موضحا أنها "ستكون هيئة تتمتع بكل السلطات اللازمة لتدارس وإعداد واعتماد كل أنواع الإصلاحات التي ستشكل أساس النظام الجديد". تراجع عن ولاية خامسة أم تمديد للولاية الحالية؟ بمجرد إعلان بوتفليقة عن قراراته، أشارت أولى ردود الفعل من المعارضة السياسية ومن رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى رفض القرارات التي اتخذها الرئيس بوتفليقة، وعلى رأسها ما وصفوه ب "تمديد العهدة الرابعة. " وفي صباح الثلاثاء، خرج الطلبة في مظاهرات ضد تمديد العهدة الرابعة في ساحة البريد المركزي بالجزائر العاصمة. ووفق صحيفة كل شيء عن الجزائر، فقد حملت مواقع التواصل الاجتماعي توجها نحو رفض القرارات كما تم إطلاق نداءات للخروج في مظاهرات يوم الجمعة 15 مارس، بشعار “لا لتمديد العهدة الرابعة”. وفي تعليقه على قرارات بوتفليقة، قال رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس، في مقطع فيديو نشره على الفايسبوك، إن "الجزائر تعيش تعدي بالقوة على الدستور بالاعلان عن تمديد العهدة الرابعة". واعتبر السياسي الجزائري ان “تمديد الولاية من القوى غير الدستورية التي تبقى مسؤولية على مركز صنع القرار”، وأضاف “التمديد للرابعة بدون ترخيص او اذن او موافقة من الشعب”، كما أكد أن “القوى تقرر تمديد العهدة الرابعة لرئيس غائب عن صنع القرار وتستحوذ على سلطاته." Talaie El Hourriyet - طلائع الحريات من انتصر.. الشعب أم بوتفليقة ومن معه؟ تراجع بوتفليقة عن الترشح لعهدة خامسة وتأجيل موعد الإنتخابات الرئاسية لأول مرة في تاريخ الجزائر، عقب 3 أسابيع من الحراك الشعبي، قد يبدو في ظاهره وكأنه انتصار لصوت الشعب الجزائري. لكن وفق الصحافية الجزائرية إيمان عومير، فإن إعلان بوتفليقة الترشح وتراجعه عنه إثر الاحتجاجات كان كله مخططا إليها من أجل الوصول إلى مبتغاه الأساسي الكامن في تمديد العهدة الرابعة. وكتبت الصحافية الجزائرية في مقال رأي أن "أحزاب التحالف الرئاسي كانت قد روجت لسيناريو تمديد الولاية الرابعة قبل أشهر، تحت غطاء الاستمرارية،" معتبرة أن ما يؤكد أن سيناريو التمديد كان هو الخطة التي ستلجأ إليها السلطة هي العبارة التي وردت في رسالة بوتفليقة، والتي قالت: "لا محلَّ لعهدة خامسة بل إنني لم أنْوِ قط الإقدام على طلبها حيث أن حالتي الصحية وسِنّي لا يتيحان لي سوى أن أؤدي الواجب الأخير تجاه الشعب الجزائري." وأوضحت إيمان عويمر أن هذه العبارة تبين أن "بوتفليقة لم يكن ينوي الاستمرار في الحكم عن طريق إجراء الانتخابات الرئاسية لأنه كان يدرك جيدًا أن الشعب سيرفض العهدة الخامسة نظرا لوضعه الصحي ورغبته في التغيير، وإنما عن طريق تأجيل الانتخابات لكن تحت ضغط الشارع الذي خرج في مسيرات شعبية حاشدة." وختمت الصحافية الجزائرية مقالها قائلة إن "الأكيد اليوم هو أن بوتفليقة يسعى للبقاء في الحكم لسنة أخرى، غير أن ردة فعل الشارع لم تتضح بعد بالرغم من خروج بعض الشباب إلى الاحتفال في الشارع على عدم ترشح بوتفليقة."