1. الرئيسية 2. المغرب ولد الرشيد: البرلمان يتقدم لقيادة جبهة الدفاع عن الصحراء بترافع مؤسساتي ودبلوماسية موازية فعّالة الصحيفة - خولة اجعيفري الأثنين 5 ماي 2025 - 11:13 أكد محمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين، أن البرلمان المغربي، وبشكل خاص الغرفة الثانية، بات يضطلع بأدوار استراتيجية محورية في معركة الدفاع عن مغربية الصحراء، من خلال ترسيخ دبلوماسية برلمانية موازية ناجعة وترافع مؤسساتي فعال، منسجم مع التحولات الجيوسياسية والدينامية التنموية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية للمملكة. جاء ذلك خلال افتتاح الندوة الوطنية المنظمة تحت شعار: "البرلمان المغربي وقضية الصحراء: نحو دبلوماسية موازية ناجعة وترافع مؤسساتي فعال"، حيث شدد ولد الرشيد على رمزية مكان انعقاد الندوة وسياقها التاريخي، معتبرا إياها محطة استراتيجية للتفكير الجماعي وتبادل الرؤى بشأن تقوية أداء المؤسسة التشريعية في معركة الدفاع عن الوحدة الترابية. وأبرز رئيس مجلس المستشارين أن هذه الندوة ليست مجرد نشاط تأطيري ظرفي، بل تندرج في صميم التفاعل مع توجيهات الملك محمد السادس، خاصة ما جاء في خطابه بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة، والذي دعا فيه عاه البلاد إلى تعزيز الدبلوماسية البرلمانية من أجل كسب مزيد من الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء ودعم مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد لهذا النزاع الإقليمي. وفي هذا الإطار، أشار ولد الرشيد إلى أن المجلس بادر إلى تفعيل آلية مجموعة العمل الموضوعاتية لتقديم الاستشارة حول القضية الوطنية، لأول مرة منذ التنصيص عليها في النظام الداخلي، وذلك بهدف تعزيز تموقع البرلمان داخل المنظومة الوطنية للترافع، وصياغة أرضيات جماعية تستند إلى المعطيات القانونية والتاريخية والسياسية في الدفاع عن مغربية الصحراء. وأكد ولد الرشيد أن تنظيم هذه الندوة يجسد خيار المجلس في الانفتاح على مختلف الفاعلين، ضمن رؤية استراتيجية ترمي إلى تعزيز المكانة الرمزية والدبلوماسية للبرلمان، وتقوية تماسك الجبهة الداخلية، بما يخدم القضية الوطنية في أبعادها السيادية والتنموية والإقليمية. كما أشار إلى أن المغرب انتقل في مقاربته الدبلوماسية من موقع رد الفعل إلى منطق المبادرة والاستباق، مستندا إلى شرعية تاريخية وحجج قانونية ومشاريع تنموية مهيكلة، وهو ما أثمر مكاسب سياسية وديبلوماسية هامة، خاصة في ما يتعلق بتزايد الاعتراف الدولي بمبادرة الحكم الذاتي من قبل شركاء دوليين وازنين، من ضمنهم الولاياتالمتحدة، إسبانيا، فرنسا، وعدد من الدول الإفريقية والعربية. واعتبر رئيس مجلس المستشارين أن الجبهة الداخلية للمملكة ظلت متماسكة بقيادة الملك، ومحصنة بانخراط كافة القوى الوطنية، بما في ذلك الأحزاب السياسية والنقابات والمنظمات المهنية الممثلة في البرلمان، والتي وصف أداءها في الترافع عن مغربية الصحراء بأنه "مشرف ومؤسساتي"، سواء في الداخل أو الخارج. وأضاف أن هذا الرصيد التراكمي من المبادرات والمرافعات البرلمانية يمنح المجلس قدرة تأثير واقتراح متقدمة داخل الفضاءات البرلمانية الدولية، ما يعزز مصداقية المغرب ومكانته في المحافل الإقليمية والدولية. ووقف ولد الرشيد عند البعد التنموي كجزء لا يتجزأ من الرؤية المغربية في ترسيخ مغربية الصحراء، مذكرا بالمشاريع الملكية الكبرى في الأقاليم الجنوبية، وكذا بالمبادرات ذات الامتداد القاري، مثل أنبوب الغاز نيجيريا–المغرب والمبادرات الأطلسية، والتي لا تقتصر على البنية التحتية، بل تؤسس لإعادة رسم الخريطة الجيوسياسية للمنطقة، وربط شمال إفريقيا بجنوبها. وأشار إلى أن هذه التحولات تمنح الدبلوماسية البرلمانية دورا متعاظما في الترويج للنموذج التنموي المغربي في الصحراء، وإبراز ريادة المغرب كفاعل استراتيجي في محيطه الإقليمي. واستعرض ولد الرشيد المساعي الحثيثة لمجلس المستشارين في تمتين موقعه داخل المنظمات البرلمانية الجهوية والدولية، عبر توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم وتنظيم تظاهرات كبرى، كان لها أثر واضح في تعزيز دعم الوحدة الترابية، وخصوصا تلك التي توجت بإعلانات مشتركة صادرة من مدينة العيون، تؤكد سيادة المغرب على كامل أراضيه. وأكد رئيس المجلس أن هذه الندوة تسعى إلى إبراز الرهانات الراهنة والمستقبلية المتصلة بتقوية الأداء البرلماني في الترافع عن مغربية الصحراء، وإلى بلورة آليات أكثر نجاعة للدبلوماسية الموازية، تنبني على المبادرة والاستباق والاستهداف والتكامل مع الدبلوماسية الرسمية، وتستند إلى الأدلة القانونية والسياسية والإنسانية الراسخة. وتوجه ولد الرشيد بالشكر لمجموعة العمل الموضوعاتية وجميع المشاركين، معربا عن أمله في أن تخلص الندوة إلى توصيات عملية تساعد في تطوير أداء البرلمان المغربي، وتعزيز الجبهة الداخلية، ودعم جهود المملكة في ترسيخ سيادتها وتعزيز موقعها القاري والدولي.