1. الرئيسية 2. المغرب الكبير الغزواني في ضيافة ترامب.. "حياد" نواكشوط في قضية الصحراء أمام "امتحان" التحولات الاستراتيجية الدولية الصحيفة من الرباط الأثنين 7 يوليوز 2025 - 12:02 يشارك الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، غدا الثلاثاء، في قمة واشنطن المصغرة مع الرئيس دونالد ترامب وعدد من قادة دول غرب ووسط إفريقيا، من بينها السنغال والغابون وغينيا بيساو وليبيريا. هذا اللقاء ياتي في لحظة دبلوماسية فارقة لنواكشوط، ليس فقط لكونها الدولة العربية الوحيدة الحاضرة، ولكن لما تحمله هذه المشاركة من مؤشرات استراتيجية على موقع موريتانيا في التوازنات الإقليمية والدولية الجديدة. وفي قلب هذا التموقع، تبرز قضية الصحراء كواحدة من أبرز الملفات التي قد تتأثر بمخرجات القمة، بالنظر إلى تلاقي المصالح الإقليمية، وخصوصا المغربية، مع التوجهات الأمريكيةالجديدة في الساحل والصحراء . فمنذ عقود، تنتهج موريتانيا سياسة "الحياد" تجاه قضية الصحراء، رافضة الانخراط العلني في أي من طرفي النزاع، مع الحرص على عدم إغضاب أي من الجارين، المغرب والجزائر، حيث إن هذا الموقف أكسبها صفة "الوسيط" في النزاع، ومكنها من الحفاظ على علاقات متوازنة في محيط مضطرب. إلا أن مشاركة الرئيس الغزواني في قمة تجمعه بالرئيس الأمريكي، الذي ظل في ولايته الأولى على مسافة من الشأن الإفريقي، تفتح الباب لإعادة تقييم جديد للموقف الموريتاني، في ضوء تزايد التقارب مع الرباط، وما توفره القمة من قناة تواصل غير مباشرة بين المغرب والإدارة الأمريكية عبر نواكشوط. كما أن القمة التي تنعقد قبل أقل من شهرين من القمة الأمريكية - الإفريقية الموسعة، تعكس تحولا في أولويات الإدارة الأمريكية تجاه الساحل الإفريقي، الذي بات ساحة صراع جيواستراتيجي بين قوى كبرى. وموريتانيا لا تزال، على المستوى الرسمي، تعترف بما يسمى "الجمهورية الصحراوية"، وترتبط معها بعلاقات دبلوماسية، وذلك منذ 1984، وهي خطوة اتُخذت في سياق محاولات البلاد إنهاء الحرب الدائرة بينها وبين جبهة "البوليساريو". إلا أن هذا الموقف أضحى بعيدا عن التحولات الإقليمية والدولية التي يشهدها ملف الصحراء، وذلك بعدما تمكن المغرب من انتزاع اعتراف عدد كبير من الدول بسيادته على المنطقة أو دعم مقترح الحكم الذاتي باعتباره الحل "الوحيد" أو "الأكثر جدية وواقعية ومصداقية" للنزاع. ومن بين هذه الدول، الولاياتالمتحدةالأمريكية، إذ في دجنبر 2020 وقع الرئيس ترامب، عند متم ولايته الأولى، مرسوما رئاسيا يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء، وهو موقف استمر في عهد الرئيس جو بايدن، وأعادت إدارة ترامب الثانية التأكيد عليه قبل أشهر. وفي شتنبر من سنة 2023، قال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، في حوار مع جريدة "لوفيغارو" الفرنسية، إن الموقف التقليدي لبلاده من ملف الصحراء هو "الحياد"، لكن حين وصل هو إلى الرئاسة سنة 2019 قرر جعل هذا الحياد "إيجابيا"، مفضلا عدم التفصيل كثيرا في هذه الموضوع.