1. الرئيسية 2. تقارير تزامنا مع ذكرى معركة أنوال "الأليمة" بالنسبة للإسبان.. حزب "فوكس" المتطرف يطالب بإحياء "الذكرى المئوية" لإنزال الحسيمة الصحيفة – محمد سعيد أرباط الأثنين 21 يوليوز 2025 - 21:59 بينما تستحضر إسبانيا في 21 يوليوز من كل سنة واحدة من أكثر محطاتها العسكرية إيلاما، وهي "مأساة أنوال" حسب وصف الأوساط الرسمية الإسبانية، التي هُزم فيها الجيش الإسباني أمام المقاومة المغربية في الريف سنة 1921، اختار حزب "فوكس" اليميني المتطرف أن يتحرك في الاتجاه المعاكس، مقترحا إحياء الذكرى المئوية لإنزال الحسيمة سنة 1925، الحدث العسكري الذي شكّل بداية نهاية انتصارات المقاومة المغربية بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي في الريف. ويتزامن مقترح "فوكس" مع تخليد الذكرى 103 لهزيمة أنوال هذه السنة، في ما يبدو أنه محاولة متعمدة لخلق "توازن رمزي" في الذاكرة العسكرية الإسبانية، حيث يواجه حزب "فوكس" المتطرف "العار التاريخي" الذي تمثله معركة أنوال بحدث يقدمه ك"إنجاز عسكري استراتيجي" لإسبانيا. ووفق ما أوردته "أوروبا بريس"، فإن "فوكس" دعا في مقترحه غير التشريعي الموجه إلى لجنة الدفاع في البرلمان الإسباني، (دعا) إلى تنظيم أنشطة تربوية وثقافية متعددة، مثل الندوات والمعارض والدورات التكوينية، ل"الاحتفال الملائم" بمرور 100 سنة على إنزال الحسيمة الذي نُفّذ يوم 8 شتنبر 1925، بمشاركة فرنسية - إسبانية مشتركة. وحسب وثيقة المقترح التي اطلعت عليها "أوروبا بريس" فإن الحزب المذكور يرى في هذا الإنزال العسكري نموذجا مبكرا للعمليات البرمائية الحديثة، حيث تم تنسيق الجهود بين القوات البرية والبحرية والجوية، في "عملية محورية" ساعدت على استعادة السيطرة الإسبانية على الريف وقمع "التمرد" بحسب تعبير أصحاب المقترح. غير أن هذا المقترح وتزامنه مع ذكرى معركة أنوال وما تحمله هذه الذكرى من انتصار ساحق للمغاربة، يرى مهتمون بالشأن السياسي الإسباني، أن اختيار "فوكس" لهذا الحدث تحديدا يعكس رغبة في إعادة صياغة سردية "الهزيمة التاريخية" عبر التركيز على ما يعتبره "ردا استراتيجيا ناجحا" على المقاومة المغربية، خاصة في منطقة الريف التي ما تزال حسّاسة في الذاكرة الإسبانية. وتأتي هذه المبادرة وسط صعود الخطاب اليميني المتطرف داخل إسبانيا، حيث يسعى حزب "فوكس" إلى إعادة الاعتبار ل"الإرث العسكري الإسباني" في المغرب ضمن رؤية قومية متشددة، لا تتردد في تمجيد ماضي الاستعمار والدفاع عنه، بالرغم من ظهور أصوات سياسية أخرى، تنتمي إلى اليسار بالخصوص تدعو إلى الاعتذار عن الماضي الاستعماري. وإذا كانت أنوال ترمز إلى مقاومة مغربية حررت جزءا من التراب الوطني ووجهت ضربة موجعة للاستعمار، فإن إنزال الحسيمة، حسب قراءات تاريخية، من بينها قراءات إسبانية، كان بداية مرحلة القمع العسكري الوحشي، الذي شهد استعمال أسلحة محرمة مثل الغازات السامة، للقضاء على المقاومين المغاربة الذين رفضوا الاستعمار الإسباني بكافة أشكاله. وفيما تحيي مصادر تاريخية إسبانية كل عام ذكرى أنوال بتوصيفات مثل "الهزيمة الساحقة"، و"العار العسكري"، و"الكارثة التي غيّرت وجه إسبانيا"، يحاول حزب فوكس قلب المعادلة، والاحتفاء بإنزال الحسيمة كمحطة "بطولية"، بالرغم من الكوارث الإنسانية التي تسبب فيها هذا الإنزال والذي لازالت تعاني منه المنطقة إلى اليوم. وبرر الحزب اليميني المتطرف مقترحه بكون أنه "من الضروري أن يعرف المجتمع الإسباني هذا الحدث التاريخي ويقدّره"، معتبرا أن المادة 46 من الدستور تُلزم الدولة بالحفاظ على هذا النوع من التراث التاريخي، وأن الأوامر الملكية تحث على تكريم الأبطال العسكريين كجزء من "الموروث الوطني". ويأتي هذا المقترح المثير للجدل في وقت تشهد ذكرى معركة أنوال عودة الجدل حول الموقف الإسباني من الجرائم المرتكبة في الريف خلال عشرينيات القرن الماضي، حيث لا تزال العديد من المنظمات الحقوقية تُطالب بالاعتراف باستخدام الغازات السامة ضد المدنيين، وهو الملف الذي تجنبت الحكومات الإسبانية المتعاقبة الخوض فيه بجدية حتى اليوم.