1. الرئيسية 2. المغرب خاص - احتجاجات "جيل Z" تضع الأغلبية على المحك.. اجتماع حاسم وسط انزعاج أخنوش من الخرجات الإعلامية لشُركائه الصحيفة - خولة اجعيفري الأثنين 6 أكتوبر 2025 - 14:27 علمت "الصحيفة" من مصادر حزبية أن اجتماعا حاسما سيُعقد اليوم بين مكونات التحالف الحكومي الثلاثي في ظل استمرار احتجاجات شباب "جيل Z" وما فرضته من ضغط اجتماعي غير مسبوق على الحكومة، وهو الاجتماع الذي يأتي أيضا وسط انزعاج رئيس الحكومة عزيز أخنوش مما اعتبره خرجات إعلامية "مُسيئة" من طرف شركائه داخل الأغلبية، تسعى بحسب توصيفه لمصادرنا إلى التنصل من المسؤولية الجماعية وتلميع صورة حزبية ضيقة على حساب الأزمة التي تهز الحكومة برمتها. وأوضحت المصادر الحزبية ذاتها التي تحدثت إلى "الصحيفة" أن اجتماعا موسعا مرتقبا سيُعقد اليوم الاثنين بين مكونات أحزاب الأغلبية الحكومية الثلاثية للتداول في مستجدات الساحة السياسية والاجتماعية وما خلفته موجة الاحتجاجات الأخيرة التي قادها شباب "جيل Z" والتي وضعت الحكومة في قلب عاصفة انتقادات واسعة حول أدائها وقدرتها على التجاوب مع المطالب الاجتماعية الملحّة ووصلت حد المطالبة باستقالتها ومحاسبتها علنا. الاجتماع، الذي يأتي في ظرفية استثنائية تتسم بتنامي الضغط الشعبي، يرتقب أن يكون مناسبة لتنسيق المواقف وصياغة مقترحات عملية قادرة على احتواء الأزمة وامتصاص الغضب الاجتماعي المتصاعد. وكشفت مصادر من داخل حزب التجمع الوطني للأحرار ل"الصحيفة"، أن رئيس الحكومة عزيز أخنوش عبّر لمقربيه في أكثر من مناسبة داخل دوائر مغلقة عن عدم رضاه إزاء ما وصفه ب"التملص الإعلامي" لبعض شركائه في التحالف الحكومي معتبرا أن محاولات بعض القيادات الحزبية الظهور بمظهر المتفهم لمطالب الشارع على حساب مسؤولياتهم داخل الحكومة ليست سوى "ضرب تحت الحزام" يخدم مصالح انتخابية ضيقة أكثر مما يخدم صورة التحالف. ووفق ذات المصادر، فإن أخنوش يرى في هذه الممارسات تشويشا على وحدة صف الأغلبية ومحاولة لتلميع أحزاب على حساب الأزمة التي تهز الحكومة برمتها، محذرا من أن استمرار هذا النهج قد يضعف ثقة المواطنين في جدية التحالف الحاكم. ويأتي هذا الموقف الحاد في ظل تصاعد موجة الاحتجاجات الشبابية التي اجتاحت مدنا مغربية عدة، رافعة شعارات تطالب بإصلاح قطاعي الصحة والتعليم وتوفير فرص الشغل وتحسين مستوى المعيشة، إلى جانب محاربة الفساد والزبونية فهذه المطالب دفعت الحكومة إلى استباق الغضب الاجتماعي عبر الدعوة إلى اجتماعات متتالية لقياداتها في محاولة لإظهار الانسجام وتقديم حلول ملموسة. ومع ذلك، فإن الخلافات الداخلية باتت أكثر وضوحا، خصوصا بعد تصريحات إعلامية صدرت عن قيادات من حزب الاستقلال والأصالة والمعاصرة بدت بحسب مصادر الأحرار، أقرب إلى التنصل من المسؤولية المشتركة وتحميل الحكومة في شخص عزيز أخنوش ووزراء حزبه كجهاز تنفيذي وحدهم وزر الأزمة دون تحمل تبعاتها الحزبية. وكان نزار بركة خلال استضافته في برنامج "نكونوا واضحين" على القناة الثانية، مساء أمس الأحد قد أكد حضوره كأمين عام لحزب الاستقلال لكنه أكد أن الحكومة تتابع التطورات الأخيرة عن كثب، مشيرا إلى أن اجتماع الأغلبية اليوم يهدف إلى بلورة إجراءات ملموسة وسريعة في اتجاه الإدماج الاقتصادي والاجتماعي للشباب لكنه شدد في المقابل على أن صعوبة التواصل مع "جيل Z" واقع لا يمكن إنكاره، بحكم اختلاف مرجعياته وقيمه عن الأجيال السابقة، وهو ما يتطلب برأيه إعادة صياغة خطاب سياسي جديد قادر على الإقناع والاستيعاب. وهذه التصريحات، التي اعتُبرت من داخل بيت الأحرار "محاولة لتبرئة الذمة"، أثارت حفيظة رئيس الحكومة الذي يطالب شركاءه بقدر أكبر من الانضباط والالتزام بخطاب موحد يراعي حجم الأزمة الراهنة فبالنسبة لأخنوش، أي محاولة للتمايز الإعلامي من طرف مكونات التحالف لا يمكن إلا أن تُقرأ كاستغلال ظرفية صعبة من أجل تحقيق مكاسب حزبية، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى خطاب مسؤول ومتماسك يطمئن الرأي العام. وتشير معطيات حصلت عليها "الصحيفة" إلى أن الاجتماع الجديد سيكون اختبارا حقيقيا لتماسك الأغلبية، خصوصا أن الأنظار تتجه نحو مخرجاته وما إذا كانت ستتمخض عنه إجراءات عملية أم سيظل في إطار الوعود المتكررة التي لم تعد تقنع الشارع فيما الرهان، وفق مصادر متطابقة، هو إقناع المواطن بأن الحكومة قادرة على تقديم أجوبة واضحة وعاجلة، بعيدا عن لغة التبرير أو الاتهامات المتبادلة داخل مكوناتها. وفي ظل حالة الترقب التي تسود الشارع، يبقى السؤال الأبرز حول قدرة التحالف الثلاثي على تجاوز خلافاته الداخلية والتحدث بصوت واحد، خصوصا أن الاحتجاجات الأخيرة لم تضعف فقط صورة الحكومة، بل كشفت أيضا هشاشة التماسك السياسي بين أطرافها وهو ما يجعل من اجتماع اليوم محطة مفصلية إما لترميم الصفوف وتقديم خارطة طريق عاجلة، أو لتكريس صورة أغلبية مرتبكة تتقاذفها حسابات انتخابية ضيقة في وقت تحتاج فيه البلاد إلى قرارات جريئة ومسؤولة.