1. الرئيسية 2. تقارير الصحراء خارج مناطق "التوتر".. هكذا توارى دعم جنوب إفريقيا للبوليساريو في قمة العشرين رغم استضافتها على أراضيها وغياب الرئيس الأمريكي الصحيفة - إسماعيل بويعقوبي الأربعاء 26 نونبر 2025 - 12:00 كشف الإعلان الختامي لقمة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ، الذي صدر السبت الماضي، عن فشل المساعي الجزائرية - الجنوب إفريقية في إدراج أي إشارة إلى قضية الصحراء، رغم الجهود الحثيثة التي بذلها الطرفان خلال أشغال القمة ومحاولات الدفع نحو تضمين صيغ يمكن استغلالها سياسيا. وجاء الإعلان واضحا في هندسته ودلالاته، إذ اكتفى بالإحالة على مبادئ عامة مرتبطة بالقانون الدولي وسيادة الدول، من دون أي عبارة قد تُقرأ لصالح الأطروحة الانفصالية، وذلك رغم تفضيل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عدم حضور القمة. قمة قادة مجموعة العشرين، التي عقدت بجنوب إفريقيا، صادقت على وثيقة ختامية شاملة تناولت تحديات المناخ، ومسارات الاقتصاد العالمي، ونقاط التوتر الجيوسياسي، وذلك في ظل مقاطعة الولاياتالمتحدة ورفضها المشاركة في صياغة النص. الموقف الأمريكي وُصف في محيط القمة بالخطوة الاستثنائية، بالنظر إلى الطابع الحساس لمرحلة إعداد الإعلان، غير أن رئاسة جنوب إفريقيا أصرت على اعتماد الوثيقة باعتبارها ثمرة عمل امتد طوال عام كامل، وسط ما وصفته ب"توافق ساحق" بين الدول الأعضاء. وأنجزت مسودة الإعلان في اللحظات الأخيرة دون مشاركة واشنطن التي اعترضت على بنود مرتبطة بتوسيع استعمال الطاقات المتجددة، وتخفيف أعباء الديون عن الدول الفقيرة، وصياغات حول المناخ تتعارض مع موقف الرئيس ترامب المُشكّك في الأساس العلمي للظاهرة. الوثيقة حددت بوضوح أربع بؤر توتر وهي السودان، الكونغو الديمقراطية، فلسطين، وأوكرانيا، مع دعوة عامة لإنهاء النزاعات عبر العالم، من دون استحضار أي ملف آخر، حيث إن هذا التجاهل المباشر لقضية الصحراء يُضعف محاولات الجزائروجنوب إفريقيا تدويل الطرح الانفصالي عبر المنصات المتعددة الأطراف، ويؤكد استمرار العزلة الدولية التي تواجهها "البوليساريو" منذ أعوام. وإتسمت أجواء القمة في جوهانسبرغ بغياب لافت لعدد من قادة العالم، وبتوترات موازية بين جنوب إفريقيا والولاياتالمتحدة، بلغت ذروتها بإعلان الرئيس الأمريكي عدم المشاركة، مكتفياً بإيفاد نائبه جي دي فانس لتمثيل بلاده، حيث جاء القرار نتيجة تراكمات سياسية عميقة بين واشنطنوبريتوريا منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير 2025، إذ باشرت الإدارة الأمريكية سلسلة إجراءات عقابية شملت تجميد مساعدات ومنح اللجوء لمواطنين بيض من جنوب إفريقيا. الخلافات بين البلدين تعود إلى القانون رقم 13 لسنة 2024 الذي يتيح مصادرة الأراضي في حالات محددة دون تعويض، وهو القانون الذي تعتبره حكومة سيريل رامافوزا خطوة نحو معالجة إرث "الأبارتهايد" واختلالات العدالة الاقتصادية، في حين تُصنفه واشنطن باعتباره ممارسة تمييزية ضد السكان البيض. ويمتد انقسام المواقف إلى ملفات السياسة الخارجية، خصوصاً الحرب الروسية الأوكرانية التي تبنّت فيها بريتوريا موقفاً محايداً، وزاد التوتر بعد تنظيم مناورات عسكرية مشتركة مع روسيا والصين بالتزامن مع الذكرى الأولى للحرب سنة 2023، كما وجَّه السفير الأمريكي اتهامات مباشرة لجنوب إفريقيا بإمداد موسكو بالسلاح، رغم أن التحقيقات لم تثبت ذلك. هذه الخلفيات تفسر جانبا من البرود الذي طبع أجواء القمة، خصوصاً أن مساعي جنوب إفريقيا لتمرير ملفات سياسية حساسة اصطدمت بشبكة توازنات معقدة داخل المجموعة، أما محاولات الجزائر الرامية لاستثمار اللحظة من أجل إدراج الصحراء في سطور البيان فقد واجهت رفضا جماعياً، ليتأكد مرة أخرى أن المنصات الاقتصادية الكبرى لم تعد مجالا لفرض أجندات ذات طبيعة انفصالية أو خارج سياق أولويات الاقتصادات العالمية.