عقد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ندوة صحفية مشتركة مع وزير الموريتاني إسماعيل أحمد ولد الشيخ، الذي حل بالمغرب كمبعوث من طرف الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني حاملا رسالة إلى الملك محمد السادس، تهم العلاقات الثنائية والتنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك، وأورد الوزير المغربي أن هذه الخطوة تأتي "في سياق تطور جد إيجابي في العلاقات الثنائية المغربية الموريتانية، منذ وصول الرئيس ولد الغزواني إلى سدة الرئاسة". ونوه بوريطة ب"الطموح المشترك بين قائدي البلدين، من أجل الدفع والرقي بالعلاقات الثنائية إلى أبعد مستوى، لاسيما خلال المرحلة المقبلة، وفي مقدمتها التحضير لعقد اللجنة العليا المشتركة، ولجنة المتابعة على مستوى وزيري خارجتي البلدين"، ووصف علاقات البلدين ب"الممتازة على الصعيد السياسي"، مؤكدا أنها في حاجة دائمة "لترجمة رؤية قائدي البلدين، أخذا بعين الاعتبار الجوانب التاريخية والانسانية في هذه العلاقات". وأشار وزير الخارجية المغربي إلى أن الجانبين الاقتصادي والقطاعي بين البلدين لا يزالان في حاجة إلى التقوية لترجمة رؤية قائدي البلدين والرقي بها علاقات جوار قوية تقوم على الأسس الإنسانية والروابط التاريخية الموجودة للوصول إلى علاقات ثنائية استراتيجية، مضيفا أنه سيتم الاشتغال خلال المراحل المقبلة، على التحضير لانعقاد اللجنة المشتركة وعلى الدفع بالتعاون القطاعي وتعبئة الفاعلين الاقتصاديين في إطار رؤية ثلاثية الأبعاد تهدف إلى تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين. وأشار بوريطة إلى إبلاغ "تحيات الملك محمد السادس إلى الرئيس الموريتاني وتقديره للمجهودات التي يقوم بها في سبيل تحقيق التنمية الاقتصادية والاستقرار السياسي والنمو الاجتماعي في موريتانيا، وكذلك تحية المجهود الذي تقوم بها سواء في الإطار العربي والإقليمي خاصة في منطقة الساحل، أو في الإطار القاري الإفريقي، وهو ما ترجم خلال السنوات الأخيرة من حضور قوي لموريتانيا في العديد من الملفات". وجدد الوزير المغربي تأكيده على أن هذه الزيارة "مناسبة للتأكيد على قوة العلاقات الثنائية والتأكيد أيضا على أنها تحت مظلة قوية برعاية قائدي البلدين وطموحهما لتطويرها إلى أبعد حد، ولتكذيب كل من يحاول الاصطياد في المياه العكرة، لأن العلاقات بين البلدين الشقيقين هي علاقات صلبة وقوية ولم تكن خلال السنوات الأخيرة في هذا المستوى الإيجابي الذي تعرفه حاليا". من جانبه، أشار إسماعيل أحمد ولد الشيخ، إلى أنه جاء إلى المغرب حاملا رسالة من الرئيس ولد الغزواني، إلى الملك محمد السادس، والتي تدخل في إطار العلاقات المميزة بين البلدين، مستشهدا بالاتصال الهاتفي بين قائدي البلدين بتاريخ 21 نونبر 2020، الذي خلف "صدى كبيرا وقويا سواء على مستوى العلاقات الثنائية أو على صعيد الشعب الموريتاني والقيادة الموريتانية". وأشار الوزير الموريتاني إلى "القفزة القوية" في العلاقات الثنائية بين البلدين خلال الآونة الأخيرة، معبرا عن طموحه لمزيد من التطوير لاسيما في المجالين الاقتصادي والتجاري، أخذا بعين الاعتبار ما يقوم به المغرب على مستوى التبادل الثقافي من تكوين للأطر الموريتانية في جميع المجالات، وما تقدمه سنويا من منح للطلبة الموريتانيين للدراسة في الجامعات المغربية، وهو ما نشيد به دائما. وأعاد ولد الشيخ، التأكيد على أن هناك إرادة سياسية كبيرة للدفع بالعلاقات الثنائية بين البلدين، إلا أن العلاقات الاقتصادية ليست في مستوى الزخم السياسي بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية والموريتانية، ومن ثم لا بد من النظر إلى هذا الجانب حتى تكون في مستوى الطموح السياسي، مضيفا "من هنا تأتي أهمية انعقاد اللجنة العليا المشتركة حيث تم الاتفاق على رئاستها على مستوى وزيري الخارجية عوض الوزراء المنتدبين". وبعد إشارته إلى أن هذه هي الزيارة الثالثة التي يقوم بها إلى المغرب منذ توليه منصبه، أشاد إسماعيل ولد الشيخ بالدور الذي لعبه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج لتقوية وتعزيز العلاقات بين المغرب وموريتانيا، مسترسلا "لكن يجب أن نعمل معا لمزيد من التقوية والدعم طبقا لتوجيهات قائدي البلدين".