لم تكن جبهة "البوليساريو" الانفصالية تتوقع أن نقلها لصحافيين إسبان صوب المنطقة العازلة في محاولة لتأكيد "هجماتها العسكرية" على الجيش المغربي خلف الجدار الأمني بالقرب من الحدود مع الجزائر، سيتحول إلى ورطة سينقلها الصحافيون أنفسهم في تقاريرهم، وذلك بعدما حاولت اختراق الجدار أمام أعين الكاميرات لكنها اضطرت للانسحاب بعد رد سريع من القوات المغربية، لتضطر إلى إخبار "ضيوفها" أنها لا تستطيع ضمان سلامتهم. ووثقت صحافية كانت ضمن المجموعة التي استضافتها "البوليساريو" خصيصا لإثبات وجود حرب في الصحراء، هذه الواقعة التي نشرتها صحيفة "إلباييس"، عندما قامت "ميليشيات صحراوية"، على حد توصيف الجريدة الإسبانية نفسها، بعملية عسكرية ليلية في موقعين بمنطقة المحبس الحدودية، عن طريق إطلاق صاروخين باليستيين من طراز سوفياتي بدون رؤوس ذكية، عبر مدافع من عيار 24 ميليمتر باتجاه الجدار الأمني. صحافيون إسبان رفقة عناصر جبهة البوليساريو وأوضح التقرير أن الهدف المعلن من هذا الهجوم، حسب قياديين ميدانيين تابعين للجبهة الانفصالية، كان هو القواعد العسكرية المغربية التي تبعد عن موقعه بحوالي 10 كيلومترات، لكن الرد المغربي كان سريعا، وتمثل في 3 قذائف هاون من عيار 120 ميليمترا، وكانت القذيفة الأولى التي ظهر أثرها على بعد كيلومتر واحد من مكان تموقع الصحافيين كافيا لإنهاء الهجوم سريعا، إذ وثقت "إلباييس" فرارهم من هناك لتجنب التعرض لإصابة ثانية. وانتهت المناوشة التي كانت "البوليساريو" ترسم مثيلاتها من خلال "بلاغاتها العسكرية" اليومية ب"الهجمات التي تدك دفاعات العدو"، بطريقة فضائحية، حيث أخبر المسلحون مرافقيهم بأنهم لا يستطيعون ضمان نجاح الهجوم ولا يمكنهم تأكيد سلامتهم إن ظلوا في المنطقة العازلة، خاصة في ظل مراقبة القوات المسلحة الملكية للمنطقة بواسطة طائرات "الدرونز"، ليضطروا إلى إخلائها عاجلا، والتوجه بعيد عن محيط الجدار، حيث باتوا في العراء ليلا قبل أن يصلوا إلى الجزائر صباحا. وحتى مع فشل الهجوم بسرعة، أكدت "إلباييس" نقلا عن مرافقها الانفصالي أن هذا التحرك يظل استثنائيا، كونهم عادة لا يستطيعون نقل العديد من الأشخاص بواسطة المركبات خوفا من المراقبة المغربية بواسطة الطائرات المسيرة، بل إن الصحيفة أوردت أيضا أن مزاعم "البوليساريو" عن وجود "سيل من الشبان الراغبين في التجنيد" لمحاربة المغرب "لا يتفق عليها الجميع"، مبرزة أن الصحراويين "لا يجرؤون على التعبير عن ذلك بحرية وعلانية".
