أصبح يائير لابيد رئيسا للوزراء في إسرائيل، ابتداء من يوم أمس الجمعة، خلفا لنفتالي بينيت الذي استقال من منصبه بعد أن فقد التحالف الذي كان يقوده أغلبيته داخل "الكنيست"، هذا الأخير الذي جرى حله والدعوة لانتخابات عامة جديدة سابقة لأوانها يُنتظر أن تُنظم في نونبر من العام الجاري، وإلى ذلك الحين سيكون وزير الخارجية في الحكومة المنتهية ولايتها هو الذي سيقود السلطة التنفيذية، وهو الشخص الذي استطاع بناء علاقات دبلوماسية قوية مع المغرب. وأصبح لابيد، وهو زعيم حزب "ييش عتيد – هناك أمل" أول رئيس وزراء غير يميني في إسرائيل منذ عقدين، حيث يُصنف حزبه ضمن خانة أحزاب الوسط، وكان وزيرا للخارجية في حكومة بينيت، كما أنه يوصف بالعقل المدبر للائتلاف الذي كان يضم 8 أحزاب والذي أطاح ببنيامين نتنياهو من رئاسة الوزراء، بناء على اتفاق كان يُخول حليفه قيادة الحكومة بنصف ولايتها على أن يترك له منصب رئيس الوزراء للنصف الثاني من المدة. وظل لابيد، الذي كان صحافيا وكاتبا ثم عضوا في الكنيست فوزيرا للمالية ما بين 2013 و2014، وزيرا للخارجية لمدة تزيد قليلا عن سنة، قام خلالها بتوطيد العلاقات بين الدول العبرية والدول العربية التي أضحت تربطها بها اتفاقيات دبلوماسية منذ 2020، وكان أقرب مسؤول حكومي إسرائيلي للمغرب، البلد الذي زاره في غشت من العام الماضي حين التقى بنظيره المغربي ناصر بوريطة وافتتحا معا مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، وخلال تلك الزيارة كان قد أعلن أن الخطوة الموالية ستكون هي افتتاح السفارة. وفي الوقت الذي اختار فيه بينيت زيارة دول شرق أوسطية، مثل الإمارات العربية المتحدة وتركيا، ظل لابيد حلقة الوصل الأقوى مع المغرب، وسبق له أن أعلن عن توجيه رئيس وزراء بلاده دعوة للملك محمد السادس لزيارة إسرائيل، كما كان طرفا في الاجتماع الثلاثي مع بوريطة ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في دجنبر 2021 للتأكيد على استمرار التزام الدول الثلاثة بالاتفاق الثلاثي الموقع بينها في الرباط، قبل أن يلتقوا مجددا في قمة النقب أواخر مارس الماضي. ولعب لابيد دورا رئيسيا في نقل العلاقات المغربية الإسرائيلية إلى المرحلة الموالية، ففي منتصف يونيو الماضي أعلن أن وزير الخارجية المغربي سأتي قريبا إلى تل أبيب من أجل افتتاح سفارةٍ للمملكة وذلك في غضون شهرين، وبعدها اتضح أن الأمر يتعلق باتفاق جديد بين البلدين برزت معالمه خلال زيارة وزيرة الداخلية إيليت شاكيد إلى المغرب، والتي أعلنت فيها ولأول مرة بشكل صريح دعم بلادها للسيادة المغربية على الصحراء.
