وداعاً لكلمة المرور.. مايكروسوفت تغيّر القواعد    برشلونة يهزم بلد الوليد    منتخب "U20" يستعد لهزم نيجيريا    العثور على ستيني جثة هامدة داخل خزان مائي بإقليم شفشاون    إسرائيل تستدعي آلاف جنود الاحتياط استعدادا لتوسيع هجومها في قطاع غزة    من الداخلة.. أوجار: وحدة التراب الوطني أولوية لا تقبل المساومة والمغرب يقترب من الحسم النهائي لقضية الصحراء    العلمي يحضر تنصيب رئيس الغابون    مسؤول بالجامعة الملكية: التنظيم المشترك لمونديال 2030 يكرس رؤية جديدة للتعاون الدولي    الوداد يظفر بالكلاسيكو أمام الجيش    جلالة الملك يواسي أسرة المرحوم الفنان محمد الشوبي    الناظور.. توقيف شخص متورط في الاتجار في المخدرات وارتكاب حادثة سير مميتة وتسهيل فرار مبحوث عنه من سيارة إسعاف    حقيقة "اختفاء" تلميذين بالبيضاء    مقتضيات قانونية تحظر القتل غير المبرر للحيوانات الضالة في المغرب    البكاري: تطور الحقوق والحريات بالمغرب دائما مهدد لأن بنية النظام السياسية "قمعية"    الأخضر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    أمسية احتفائية بالشاعر عبد الله زريقة    نزهة الوافي غاضبة من ابن كيران: لا يليق برئيس حكومة سابق التهكم على الرئيس الفرنسي    52 ألفا و495 شهيدا في قطاع غزة حصيلة الإبادة الإسرائيلية منذ بدء الحرب    تقرير: المغرب يحتل المرتبة 63 عالميا في جاهزية البنيات المعرفية وسط تحديات تشريعية وصناعية    قطب تكنولوجي جديد بالدار البيضاء    الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها    تفاصيل زيارة الأميرة للا أسماء لجامعة غالوديت وترؤسها لحفل توقيع مذكرة تفاهم بين مؤسسة للا أسماء وغالوديت    المغرب يبدأ تصنيع وتجميع هياكل طائراته F-16 في الدار البيضاء    ابنة الناظور حنان الخضر تعود بعد سنوات من الغياب.. وتمسح ماضيها من إنستغرام    حادث مروع في ألمانيا.. ثمانية جرحى بعد دهس جماعي وسط المدينة    العد التنازلي بدأ .. سعد لمجرد في مواجهة مصيره مجددا أمام القضاء الفرنسي    توقيف شخص وحجز 4 أطنان و328 كلغ من مخدر الشيرا بأكادير    توقعات أحوال الطقس اليوم السبت    مجموعة أكديطال تعلن عن نجاح أول جراحة عن بُعد (تيليجراحة) في المغرب بين اثنين من مؤسساتها في الدار البيضاء والعيون    الملك: الراحل الشوبي ممثل مقتدر    وصول 17 مهاجراً إلى إسبانيا على متن "فانتوم" انطلق من سواحل الحسيمة    كلية العلوم والتقنيات بالحسيمة تحتضن أول مؤتمر دولي حول الطاقات المتجددة والبيئة    الإمارات وعبث النظام الجزائري: من يصنع القرار ومن يختبئ خلف الشعارات؟    العصبة تفرج عن برنامج الجولة ما قبل الأخيرة من البطولة الاحترافبة وسط صراع محتدم على البقاء    إسرائيل تعيد رسم خطوط الاشتباك في سوريا .. ومخاوف من تصعيد مقصود    تونس: محكمة الإرهاب تصدر حكما بالسجن 34 سنة بحق رئيس الحكومة الأسبق علي العريض    الملك محمد السادس يبارك عيد بولندا    كازاخستان تستأنف تصدير القمح إلى المغرب لأول مرة منذ عام 2008    بيزيد يسائل كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري حول وضعية مهني قوارب الصيد التقليدي بالجديدة    الإقبال على ماراثون "لندن 2026" يعد بمنافسة مليونية    منحة مالية للاعبي الجيش الملكي مقابل الفوز على الوداد    الداخلة-وادي الذهب: البواري يتفقد مدى تقدم مشاريع كبرى للتنمية الفلاحية والبحرية    أصيلة تسعى إلى الانضمام لشبكة المدن المبدعة لليونسكو    اللحوم المستوردة في المغرب : هل تنجح المنافسة الأجنبية في خفض الأسعار؟    الكوكب يسعى لوقف نزيف النقاط أمام "الكاك"    غوارديولا: سآخذ قسطًا من الراحة بعد نهاية عقدي مع مانشستر سيتي    الفنان محمد الشوبي في ذمة الله    الصحة العالمية تحذر من تراجع التمويل الصحي عالميا    دراسة: هذه الأطعمة تزيد خطر الوفاة المبكرة    دراسة: مادة كيمياوية تُستخدم في صناعة البلاستيك قتلت 365 ألف شخص حول العالم    "موازين" يعلن جديد الدورة العشرين    وفاة الممثل المغربي محمد الشوبي    القهوة تساعد كبار السن في الحفاظ على قوة عضلاتهم (دراسة)    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبناء وبنات الحسيمة توافدوا بكثافة على مهرجان تنسيقية الحسيمة لمناهضة الغلاء والدفاع عن المجالات العمومية
نشر في أسيف يوم 24 - 11 - 2007

لم تمنع ظروف الجو الصعبة مئات المواطنين والمواطنات من المشاركة في المهرجان الجماهيري الذي نظمته تنسيقية الهيئات الديمقراطية والمدنية لمناهضة الغلاء والدفاع عن المجالات العمومية بالحسيمة مساء يوم الخميس 22 نوفمبر 2007 أمام مقر نقابة الاتحاد المغربي للشغل بشارع عبد الكريم الخطابي لمدينة الحسيمة تحت شعار : معا يد في يد لمواجهة مافيا الفساد المؤسساتي ونخب الانتفاع السياسي المساهمة في تبذير وتبديد الأموال والممتلكات العمومية . في جو لم تشهد الحسيمة مثيلا لها من حيث الحماس الجماهيري المنقطع النظير افتتح محمد الزياني أشغال المهرجان بكلمة ترحيبية عبر فيها عن خالص تحياته للحضور الذي هب للمشاركة في المهرجان من كل أرجاء الإقليم غير مباليا بأحوال الطقس الصعبة ، حيث أن الجميع استشعر أهمية الحدث والسياق الذي يندرج فيه والمطبوع بأخطار تحدق بالمنطقة جراء سوء تدبير دواليب الشأن العام المحلي ،وفي مقدمة هذه الأخطار: الإجهاز الممنهج على المجالات الخضراء وتخريب الشواطئ باسم التنمية وإعادة هيكلة المدينة كما أشار لمسلسل التفويتات للاملاك الجماعية والترامي على ملك الغير لإقامة تجزئات لا شعبية وفارهة تتيح المجال للوبي العقار للإستحواذ على سوق العقار الملتهبة أثمانه بسبب التغاضي عن سياسة تبييض الأموال ، يحدث هذا بعد أن تم الاجهاز على آمال آلاف من المواطنين الذين استبشروا خيرا يوم فتحت وزارة السكنى أبوابها لتسجيل الراغبين في اقتناء البقع في التجزئة المذكورة قبل أن يصدم الجميع بقرار تفويتها لشركة العمران التي أقصت الجميع وتفرغت لعملية المضاربات المكولسة كما أشار المسير إلى كون المنطقة تشهد وثيرة تراجع مهول على جميع الأصعدة مما جعل العديد من أبنائها يفرون نحو وجهات أخرى هربا من الفساد السياسي وانسداد الآفاق غير أن الأكثرية صممت العزم ، يقول الزياني ، على أن تصمد في هذه القلعة رغم كيد الكائدين وستواصل الذود عن الأرض والوطن والتراث والإنسان والهوية باعتبارها المستهدفة من وراء استمرار سياسة رسمية لم تقطع مع عقلية الماضي بل لا زالت تعيد إنتاج نفس المقولات المصبوغة بالهاجس الأمني . بعد ذلك أعطى الكلمة لعلي بلمزيان باسم تنسيقية الهيئات الديمقراطية والمدنية لمناهضة الغلاء والدفاع عن المجالات العمومية الذي فصل في الدواعي التي دفعت التنسيقية للدعوة لهذا المهرجان واستراتيجيتها الراهنة والمستقبلية وفيما يلي نص الكلمة الشفوية التي ألقاهاعلي بلمزيان باسم التنسيقية :
إخواني أخواتي أيها الحضور الكريم بعد أن حيا الحاضرين وعبر عن تحياته لمجموع مكونات الحركة الاحتجاجية في ربوع الوطن ومنجزاتها النضالية منددا بالقمع والاعتقالات التي مست العديد من الإطارات والمعتقلين وخصوصا معتقلي فاتح ماي ومدينة صفرو الصامدة ، استطرد قائلا إننا نلتقي هذا اليوم أيها الرفاق والرفيقات مرة أخرى لنطلعكم على آخر المستجدات المتعلقة بملفكم المطلبي وما نعتزم القيام به في المستقبل القريب من أجل فرضه وتحقيقه على أرض الواقع بما يخدم مصلحة هذه المنطقة التي عانت وتعاني من تطبيق سياسات تدميرية وتخريبية للمسئولين المتعاقبين على دواليب تسيير شؤونها ، إن صمودكم معنا تجعلنا قادرين على السير بهذا النضال حتى أفقه النهائي ولو تطلب منا تضحيات جسام، ونحن أهلها، ولن تثنينا عن السير في هذا الاتجاه مهما كثر المتكالبون ومقتنصوا الفرص فحتما سينهزمون وسينتصر الحق ويزهق الباطل ويذهبون إلى مزبلة التاريخ كما ذهب الأولون والبقية في الطريق . إن التنسيقية لها مطالب اجتماعية واضحة وهي لا تخلط بين السياسة والنضال النقابي والاجتماعي وهي وفية كذلك لروح ميثاقها التأسيسي كحركة احتجاجية مطلبية واقتراحية، و في الوقت الذي تتبنى فيها منهج الحوار والإقناع فهي مستعدة كذلك للمواجهة والتنديد بكل الطرق المشروعة والقانونية حتى تستجيب السلطات المعنية للحوار وتعلن نيتها على تحقيق مطالبنا المستعجلة وهي في الوقت الراهن ترفض الجلوس مع التنسيقية رغم مطالبتنا لوالي الجهة بالحوار المسؤول لحل المشاكل المطروحة، ويبدو من خلال بعض الإشارات التي تصلنا أنه مصمم على الرد على خطواتنا بطرق تسعى إلى إجهاض قوة ضغطنا من خلال تجنيد بعض الأشباح لاستدراج بعض الجمعيات وحشرها في المواجهة مع الرأي العام المحلي تحت عباءة شرح مضامين السياسة التي تنهجها الولاية التي لم يتم استيعابها بالشكل الكافي من قبل الساكنة حسب زعمهم وادعائهم والنتيجة هو أن المكلف بذلك بدأ فعلا يتربص ببعض الجمعيات لاصطيادها للحضور في يوم دراسي لشرح مضامين السياسة الرسمية التي تنتهجها الجهات الحكومية لكن السؤال الذي لا يستطيع هؤلاء السماسرة الجواب عليه ،لماذا الآن ولم يقوموا بهذا الإجراء منذ مدة ؟ وما هو الدافع الذي جعلهم يفكرون في أهمية التشاور والإشراك للفاعلين ؟ أليس ما تقوم به التنسيقية هو من أرغمهم على ذلك ؟ ألا يخجل البعض من نفسه عندما يقبل لعب دور المخبر والمتجسس على المناضلين الشرفاء ؟ إن هذا الشخص ومن يدعمه سنفضحه حتى يخرص كما خرص أمثاله من المرتزقة والوصوليين وبياعة هذا الريف العزيز ، وإن أقصى ما يمكن أن يصل إليه هو العمل على تجييش بعض الجمعيات الصورية التي تمتلك وصل الإيداع القانوني وتستعمله في مثل هذه الفرص للتعبير عن الرضا والبيعة ومباركة الخطوات الرسمية والتملق لها بالشكل الكافي وحتى المبالغ فيه ولكي تستعملها هذه الجهات كشرعية لتبليغها لرؤسائهم في الرباط ، وهي سياسة طالما استعملها البصري غير المأسوف على نهايته الكاريكاتورية والمذلة وهو المصير الذي ينتظر لا محالة كافة المرتزقة وناهبي المال العمومي والمتسلطين على الخيرات وسارقي حرية وإرادة هذا الشعب المغلوب على أمره من شدة الفقر وسوء أوضاعه الاجتماعية التي جعلته يفكر فقط في مغالبة تكاليف الحياة ومصاريف العيش وهو الذي تعرض ويتعرض من مختلف أنواع امتهان كرامته وبؤسه ، ومع ذلك يأبى إلا أن يحضر ويتفاعل مع برنامج التنسيقية ويعبر عن امتنانه لقيادتها وإيمانه بشرف انتمائه لها بل هناك من عبر لنا عن استعداده للتضحية بجزء من وقته لتحمل أعباء المسؤولية معنا ونحن فخورون أيما افتخار بهذه الثقة التي نتقاسمها وإياهم وإننا على العهد سائرون و على الدفاع عن مطالبكم ثابتون وبكل إصرار وعزيمة . أيتهاالإخوات أيها الإخوان : إننا في التنسيقية نعتبر أنفسنا طرفا متعذر التجاوز في رسم أي سياسة تنموية بالإقليم وأي محاولة للتغاضي عن مقترحاتنا سيتحمل وحده مسؤولية ما ستؤول إليها الأوضاع ، أولى معالم هذه السياسة التي نقترحها هو الرفض البات والمطلق لسياسة التنمية المتوحشة التي تنهجها الولاية مستهدفة تخريب المحيط على حساب معايير احترام البيئة وفي مقدمة ذلك مشروع كورنيش صباديا الذي عبرنا عن رفضنا له بالطريقة التي تتم به في رسالة موجهة لكل من والي الجهة ووزير الداخلية وأكدنا لهم أن رمي أطنان من الأتربة في البحر مخالف لمعايير احترام البيئة ويساهم في تلويث شواطئنا ، ومباشرة بعد توصلهم بالرسالة قاموا فورا بتوقيف رمي الأتربة وأغلقوا طريق صباديا لمنع السكان والرأي العام من متابعة أطوار الجرائم المرتكبة في هذا المحيط وبالمقابل قاموا بنقلها إلى جوار محطة التصفية التي ستجرفها مياه الأمطار نحو البحر من جديد ، أليس هذا هو العبث بعينه !!إننا نطلب في التنسيقية أن يتم توقيف هذا الورش وبالمواصفات المتبعة لحد الآن . لقد انتظر سكان الحسيمة أن تشكل تجزئة أبولاي واليوم بادس متنفسا عمرانيا يأخذ بعين الاعتبار الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للفئات المعوزة وذلك بخلق سكن اجتماعي سيما وأن المواطنين الذين انتزعت ممتلكاتهم بأثمان بخسة من قبل وزارة السكنى كانت كافية لبناء مشروع ينسجم مع المصلحة العامة ، غير أن الأمور سارت بسرعة في اتجاه تفويته لمؤسسة تجارية تنتحل صفة العمومية لجني الأرباح الشيء الذي قوض أحلام الآلاف من المواطنين الذين سجلوا أنفسهم في قائمة المنتظرين المجهض آمالهم . لقد جئنا هذا اليوم كذلك للاحتجاج على سياسة المجلس البلدي لمدينة الحسيمة الذي قام مؤخرا بتفويت ممتلكات وعقارات جماعية للخواص في سابقة لا تختلف عن السياسات السابقة لمافيا الفساد التي ما تزال تمارس بأشكال أخرى ، هذا في الوقت الذي كان يعول على أغلبية هذا المجلس لتأسيس قطيعة مع الماضي لكنه مع كامل الأسف كرسوا استمرارية الفساد ،وتسجل التنسيقية على أن المقرر الذي اتخذه المجلس المذكور بالإجماع ، فبالإظافة لطابع اللاأخلاقي ، فهو مشوب بعيب الشكل كما يقول القانونيين حيث أن المجلس السابق كان قد تلقى طلبا في الموضوع من قبل المكترين للملك الجماعي واتخذ مقررا بالرفض المعلل بكون الأملاك المذكورة ستخصص لبناء عمارات للسكن الوظيفي فيما ستخصص للمكترين جزء من هذه الأملاك فقط ، وقد ذهبت المسطرة إلى حد أن الموظفين الذين استقرت عليهم القرعة قاموا بتأسيس تعاونية للسكن وتوصلت بدعم مالي أولي من المجلس الجماعي . لقد كان حريا بالمجلس الحالي أن يأخذ يعين الاعتبار هذه الحقوق المكتسبة للموظفين الجماعيين أولا ثم أن المقرر المتخذ حاليا غير قانوني لكونه لم يلغ المقرر السابق بنفس مواصفات اتخاذه أي أنه يخضع بدوره للمصادقة من قبل سلطة الوصاية ويكون معللا بشكل مقبول . إن المجلس الحالي لم يحترم هذه المساطر لأن جهازه التنفيذي كان قد وعد المكترون ، على ما يبدو جليا ،بأن يتم تفويتهم تلك الأملاك شريطة أن يدعموا رئيس البلدية في الانتخابات التشريعية الماضية والذي كان مرشحا لها باسم حزب التقدم والاشتراكية ولم يتمكن من الفوز بأي مقعد . لقد كان جزء كبير من سكان الحسيمة يعلق آمالا على تجربة المجلس الحالي لتأسيس قطائع مع التجارب المفلسة السابقة غير أن أربع سنوات من عمر هذا المجلس كانت كافية لإصدار حكم فاصل على هذه التجربة التي تعد استمرارية لمافيا الفساد لأنها مازالت هي نفسها التي تقود إداريا هذه التجربة عبر نفس الطاقم البشري المرتشي وخصوصا بعض مسؤولي قسم التعمير والحسابات ورئيسهم يتباهى بأسفاره الخارجية المكلفة لميزانية الجماعة هو وحاشيته دون أن يتمكن الرأي العام من تلمس ما جنته الحسيمة من هذه السفريات المكثفة والمبالغ فيها ، ويمكن أن نجزم ، بدون ادنى تردد، بأن المستفيد الوحيد منها هو الرئيس وحاشيته في المجلس والخاسر الأكبر هو ساكنة الحسيمة باعتبارها دافعة الضرائب والرسوم والأتوات على اختلاف أنواعها .. ولابد من التنديد أيضا بالغلاء الفاحش الذي يشمل العديد من المواد الأساسية بسبب غياب المراقبة وسيطرة مافيا مخزنية على سوق الاستيراد بل إن الحسيمة تشهد غلاء مهولا في بعض المواد التي تعتبر نفسها منتجة لها كالأسماك بسبب تغاضي السلطات عن المراقبة وتورط أجهزتها في الفساد والرشوة مما ساهم في سيادة منافسة غير شريفة يذهب ضحيتها المواطن والبحار على حد سواء ، ونعتبر الحل الترقيعي الذي انتهجته السلطات في الآونة الأخيرة والقاضي بإرغام مراكب الصيد على دفع جزء من سمك السردين المصطاد للسوق الداخلية للمساهمة في تخفيض ثمنه وهو حل لا معقولا وغير منصف لكونه يجهض حقوق العامل البسيط ،فضلا عن ذلك فالكل يعلم أن السردين يكثر عليه الإقبال خلال فصل الصيف في حين يخف هذا الإقبال ما عدا ذلك وأبناء الحسيمة أكثر معرفة من بعض المسئولين المنحدرين من مناطق داخلية وغير ساحلية ولا يمكن لهم أن يعطوا الدروس في الأسماك لأهل الساحل . لقد كانت هذه النقطة ذرا للرماد في العيون في محاولة لكسب ود الساكنة بخفض أثمان السردين أما أجود الأسماك فتلك التي تنقل سرا وعلنا إلى منازل كبار المسؤولين بل ويصدرونها لعائلاتهم خارج الحسيمة ، فهل هذا هو منظورهم للتنمية المستدامة !! كما لا يخفى على الجميع بأن فاتورات الماء والكهرباء تشهد ارتفاعا صاروخيا لامثيل له حتى في الدول المتقدمة حيث أن العديد من المواطنين يجدون أنفسهم في مواجهة هذه المصاريف التي تزيد من محنهم الاجتماعية لكن يخفى على عدد كبير منكم بأن غلاء بعض الفواتير راجعة لمسؤولية المجلس البلدي الحالي حيث قام هذا الأخير بتفويت قطاع تسيير محطة التصفية لشركة الماء الصالح للشرب الشيء الذي دفعت هذه الأخيرة إلى الزيادة في فواتير الماء لسد حاجيات التسيير ، وجئنا هذا اليوم كذلك لنعبر عن سخطنا من استمرار الإجهاز على الخدمات الصحية وإهمال هذا القطاع لدرجة أن الإصلاحات الجارية له في هذه الأيام جعلت العديد من المصالح والاختصاصات معطلة بشكل غريب ويضطر العديد من المرضى إلى الالتجاء للمصحات الخاصة حيث هناك تعثر عن بعض أطباء القطاع العمومي الذين يتعاقدون معها بشكل بدأ الجميع يشك في مصداقية قسم أبوقراط ، أما تعليمنا فلم يعد يصلح لأي شيء بل ولا يساير ما هو جاري به العمل في مدن أخرى وأحرى أن يعبر عن مستوى يساير متطلبات العصر وتطلعات ناشئتنا في البوادي التي ترغم على مغادرة الدراسة بسبب الأحوال اللإنسانية لظروف التمدرس مما يجعل ظاهرة الهدر المدرسي في تزايد مستمر كما أن الأغلبية الساحقة من المواطنين والمواطنات يعشون في ظروف قاسية ولا سيما في البوادي النائية ، إن التنسيقية تطالب بتشغيل كافة المعطلين حملة الشهادات فورا لكون عدد الموظفين الموجودين حاليا في الإدارات العمومية دون مستوى ما هو سائد في إقليم تونانت مثلا وتؤكد الإحصائيات أن هذه الإدارات في حاجة إلى تشغيل مختلف الفئات شرط أن يتم محاربة الفساد والرشوة والمحسوبية ومحاربة احتكار ثلة من الموظفين لصلاحيات وامتيازات خيالية ولا معقولة ،وتسجل التنسيقية استمرار الهاجس الأمني في سياسة التشغيل ، تعبر التنسيقية عن امتعاضها من احتكار المقاولات الأجنبية الوافدة على الإقليم لمعظم الصفقات العمومية التي تتم الحصول عليها بطرق الاحتيال والزبونية وهذا يساهم في إضعاف المقاولة الاقتصاد المحليين بل يتم استقدام خبراء أجانب لتهيئة بعض الحدائق بكيفية غريبة كما لو أن مثل هذه الأشغال لا يوجد من يقوم بها على الصعيد المحلي والوطني ، إن التنسيقية المشكلة من هيئات ديمقراطية وتقدمية لا يمكنها أن تتنازل عن حقها في المطالبة بفتح تحقيق نزيه من قبل هيئة مستقلة عن مصير الأموال الطائلة التي قدمت لضحايا زلزال 2004 حيث ما يزال أغلبية المتضررين منكوبين وخصوصا سكان بلدة تماسينت التي تستغيث من شدة المأساة التي يواجهها أبنائها ، وأخيرا وليس آخرا تصر التنسيقية على النضال من أجل مراجعة جوهر السياسة التنموية المنتهجة بالإقليم وستضطر إلى تصعيد أشكالها الاحتجاجية في حالة ما إذا ووجهت مطالبها بالرفض وعدم المبالاة كما هو سائد الآن كما ستتصدى لكل الدسائس والمناورات التي يقوم بها بعض الأشخاص المحسوبين على هيئات سياسية هي عضو في التنسيقية ، وسنفاجئ الرأي العام بخطوات ستكون حاسمة في الأيام والأسابيع
القليلة القادمة وشكرا لإصغائكم . والسلام عليكم ودمتم للنضال أوفياء بعد هذه الكلمة التي تابعها الحضور بكل إمعان وإصغاء هادئين ،تعاقب على المنصة مجموعة من المتدخلين نذكر منهم ممثل جمعية المعطلين الذي استعرض معاناة هذه الفئة وإعلان استعدادها للمساهمة في توحيد حركة النضال بالإقليم وتصعيد الأشكال الاحتجاجية لدفع المسؤولين على احترام مطالب أبناء الريف ومن جانبها نوهت اللجنة المحلية للدفاع عن معتقلي الحركة الثقافية الأمازيغية في كلمة لها بالمهرجان عن عميق تشكراتها للتنسيقية التي أتاحت لها فرصة التواصل مع الجماهير الغفيرة للتعبير عن تضامنها مع الساكنة وكذا المعتقلين الأمازيغيين الذين تعرضوا لمختلف أنواع انتهاك حقوقهم في السجون وصلت درجة انتهاك حرمتهم وكرامتهم وشرفهم كما أعلن تضامن الجمعيات مع هؤلاء المعتقلين الصامدين ومع عائلاتهم كما مع كافة المعتقلين السياسيين وخصوصا معتقلي فاتح ماي وفي ختام كلمته أشعر الحاضرين ببعض المواعيد النضالية الهامة في أجنة الحركة وخصوصا الوقفة الاحتجاجية المقرر تنظيمها بالرباط يوم الأحد 25/11/07 ، واختتم المهرجان بكلمة مجموعة من الجمعيات بجماعة لوطا التي أطلع ممثلها الحاضرين عن معاناة هذه الساكنة المهمشة وحيا بدوره الجماهير المحتجة معبرا عن امتنانه وارتياحه للمشاركة المكثفة للساكنة في هذا الحدث التاريخي والهام . المهرجان عرف لحظات للكلمة المعبرة عبر قصائد الفنان الأمازيغي مجيد ثيرلي التي ألهمت حماس الحاضرين والذين رددوا معه أمازيغيا:" إنعار باباس اتوذاثا، إيج نرموث أكجان.." إضافة إلى فقرات مؤثرة مهيبة وحدت مئات الحاضرين في موكب واحد وعلى شعار واحد :لا للغلاء ولا للمحسوبية واستغلال النفوذ ونهب المال العمومي ونددوا بالمافيا المخزنية وبصورية المؤسسات الرسمية . اختتم المهرجان بالهتافات التي تصمم على الاستمرار في النضال وضرب مواعيد اللقاء في القريب العاجل ، وترك المهرجان أصداء طيبة وارتياحا في صفوف الرأي العام المحلي على أمل أن يرسخ لوبي نضالي ضاغط يضع حدا للتطاول على حقوق ساكنة المنطقة .الحسيمة في 22/11/2007المقرر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.